«ومن باب الإشارة في بعض الآيات »
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=2فاعبد الله مخلصا له الدين أي اعبده تعالى بنفسك وقلبك وروحك مخلصا ، وإخلاص العبادة بالنفس التباعد عن الانتقاص ، وإخلاص العبادة بالقلب العمى عن رؤية الأشخاص ، وإخلاص العبادة بالروح نفي طلب الاختصاص . وذكر أن المخلص من خلص بالجود عن حبس الوجود
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=3إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار فيه إشارة إلى تهديد من يدعي رتبة من الولاية ليس بصادق فيها وعقوبته حرمان تلك الرتبة
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=5يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل فيه إشارة إلى أحوال السائرين إلى الله سبحانه من القبض والبسط والصحو والسكر والجمع والفرق والستر والتجلي وغير ذلك
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=6في ظلمات ثلاث قيل : يشير إلى ظلمة الإمكان وظلمة الهيولى وظلمة الصورة
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=9أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يشير إلى القيام بآداب العبودية ظاهرا وباطنا من غير فتور ولا تقصير
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=9يحذر الآخرة ونعيمها كما يحذر الدنيا وزينتها
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=9ويرجو رحمة ربه رضاه سبحانه عنه وقربه عز وجل
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=9قل هل يستوي الذين يعلمون قدر معبودهم جل شأنه فيطلبونه
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=9والذين لا يعلمون ذلك فيطلبون ما سواه
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=9إنما يتذكر حقيقة الأمر
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=9أولو الألباب وهم الذين انسلخوا من جلد وجودهم وصفوا عن شوائب أنانيتهم
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=10قل يا عباد الذين آمنوا بي شوقا إلي
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=10اتقوا ربكم فلا تطلبوا غيره سبحانه
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=10للذين أحسنوا في طلبي في هذه الدنيا بأن لم يطلبوا مني غيري
[ ص: 38 ] nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=10حسنة عظيمة وهي حسنة وجداني
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=10وأرض الله واسعة وهي حضرة جلاله وجماله فإنها لا نهاية لها فليسر فيها ليرى ما يرى ولا يظن بما فتح عليه انتهاء السير وانقطاع الفيض
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=10إنما يوفى الصابرون على صدق الطلب
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=10أجرهم من التجليات بغير حساب إذ لا نهاية لتجلياته تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=29كل يوم هو في شأن [الرحمن : 29]
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=13قل إني أخاف إن عصيت ربي بطلب ما سواه
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=13عذاب يوم عظيم وهو عذاب القطيعة والحرمان
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=14قل الله أعبد مخلصا له ديني فلا أطلب دنيا ولا أخرى كما قيل :
وكل له سؤل ودين ومذهب ولي أنتم سؤل وديني هواكم
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=15قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم أي الذين تبين خسران أنفسهم بإفساد استعدادها للوصول والوصال
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=15وأهليهم من القلوب والأسرار والأرواح بالإعراض عن طلب المولى
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=15يوم القيامة الذي تتبين فيه الحقائق
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=15ذلك هو الخسران المبين الذي لا خفاء فيه لفوات رأس المال وعدم إمكان التلافي ، وقال بعض الأجلة : إن للإنسان قوتين يستكمل بإحداهما علما وبالأخرى عملا ، والآلة الواسطة في القسم الأول هي العلوم المسماة بالمقدمات وترتيبها على الوجه المؤدي إلى النتائج التي هي بمنزلة الربح يشبه تصرف التاجر في رأس المال بالبيع والشراء ، والآلة في القسم العملي هو القوى البدنية وغيرها من الأسباب الخارجية المعينة عليها ، واستعمال تلك القوى في وجوه أعمال البر التي هي بمنزلة الربح يشبه التجارة ، فكل من أعطاه الله تعالى العقل والصحة والتمكين ثم إنه لم يستفد منها معرفة الحق ولا عمل الخير فإذا مات ربحه وضاع رأس ماله ووقع في عذاب الجهل وألم البعد عن عالمه والقرب مما يضاده أبد الآباد ، فلا خسران فوق هذا ولا حرمان أبين منه ، وقد أشار سبحانه إلى هذا بقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=16لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل وهذا على الأول إشارة إلى إحاطة نار الحسرة بهم
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=20لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف من فوقها غرف مبنية تجري من تحتها الأنهار قيل الغرف المبنية بعضها فوق بعض إشارة إلى العلوم المكتسبة المبنية على النظريات وأنها تكون في المتانة واليقين كالعلوم الغريزية البديهية
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=21ألم تر أن الله أنزل من السماء من سماء حضرته سبحانه أو من سماء القلب ماء ماء المعارف والعلوم
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=21فسلكه ينابيع مدارك وقوى
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=21في الأرض أرض البشرية
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=21ثم يخرج به زرعا من الأعمال البدنية والأقوال اللسانية
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=21ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يجعله حطاما إشارة إلى أفعال المرائين وأقوالهم ترى مخضرة وفق الشرع ثم تصفر من آفة الرياء ثم تكون حطاما لا حاصل لها إلا الحسرة
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=22أفمن شرح الله صدره للإسلام للانقياد إليه سبحانه
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=22فهو على نور من ربه يستضيء به في طلبه سبحانه ، ومن علامات هذا النور محو ظلمات الصفات الذميمة النفسانية والتحلية بالأخلاق الكريمة القدسية .
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=23الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم إذا قرعت صفات الجلال أبواب قلوبهم
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=23ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله بالشوق والطلب
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=29ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون يتجاذبونه وهم شغل الدنيا وشغل العيال وغير ذلك من الأشغال
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=29ورجلا سلما لرجل إشارة إلى المؤمن الخالص الذي لم يشغله شيء عن مولاه ( عز ) شأنه
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=32فمن أظلم ممن كذب على الله يشير إلى حال الكاذبين في دعوى الولاية
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=32وكذب بالصدق إذ جاءه يشير إلى حال أقوام نبذوا الشريعة وراء ظهورهم وقالوا : هي قشر والعياذ بالله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=60ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة قيل : هو سواد قلوبهم ينعكس على وجوههم
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=73وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا قيل المتقون قد عبدوا الله تعالى
[ ص: 39 ] لله جل شأنه لا للجنة فتصير شدة استغراقهم في مشاهدة مطالع الجمال والجلال مانعة لهم عن الرغبة في الجنة فلا جرم يفتقرون إلى السوق ، وقيل : كل خصلة ذميمة أو شريفة في الإنسان فإنها تجره من غير اختيار شاء أم أبى إلى ما يضاهي حاله فذاك معنى السوق في الفريقين ، وقيل : القوم أهل وفاء فهم يقولون : لا ندخل الجنة حتى يدخلها أحبابنا فلذا يساقون إليها ولكن لا كسوق الكفرة
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=75وترى الملائكة حافين من حول العرش إشارة إلى أنه صلى الله تعالى عليه وسلم في مقعد صدق عند مليك مقتدر بناء على أن العرش لا يتحول
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=75يسبحون بحمد ربهم إشارة إلى نعيمهم
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=75وقضي بينهم بالحق أعطى كل ما يستحقه
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=75وقيل الحمد لله رب العالمين على انقضاء الأمر وفصل القضاء بالعدل الذي لا شبهة فيه ولا امتراء ، هذا والحمد لله تعالى على أفضاله والصلاة والسلام على رسوله
محمد وآله . .
«وَمِنْ بَابِ الْإِشَارَةِ فِي بَعْضِ الْآيَاتِ »
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=2فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ أَيِ اعْبُدْهُ تَعَالَى بِنَفْسِكَ وَقَلْبِكَ وَرُوحِكَ مُخْلِصًا ، وَإِخْلَاصُ الْعِبَادَةِ بِالنَّفْسِ التَّبَاعُدُ عَنِ الِانْتِقَاصِ ، وَإِخْلَاصُ الْعِبَادَةِ بِالْقَلْبِ الْعَمَى عَنْ رُؤْيَةِ الْأَشْخَاصِ ، وَإِخْلَاصُ الْعِبَادَةِ بِالرُّوحِ نَفْيُ طَلَبِ الِاخْتِصَاصِ . وَذُكِرَ أَنَّ الْمُخْلِصَ مَنْ خَلُصَ بِالْجُودِ عَنْ حَبْسِ الْوُجُودِ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=3إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ فِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى تَهْدِيدِ مَنْ يَدَّعِي رُتْبَةً مِنَ الْوِلَايَةِ لَيْسَ بِصَادِقٍ فِيهَا وَعُقُوبَتُهُ حِرْمَانُ تِلْكَ الرُّتْبَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=5يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارِ عَلَى اللَّيْلَ فِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى أَحْوَالِ السَّائِرِينَ إِلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ مِنَ الْقَبْضِ وَالْبَسْطِ وَالصَّحْوِ وَالسُّكْرِ وَالْجَمْعِ وَالْفَرْقِ وَالسِّتْرِ وَالتَّجَلِّي وَغَيْرِ ذَلِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=6فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ قِيلَ : يُشِيرُ إِلَى ظُلْمَةِ الْإِمْكَانِ وَظُلْمَةِ الْهَيُولَى وَظُلْمَةِ الصُّورَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=9أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يُشِيرُ إِلَى الْقِيَامِ بِآدَابِ الْعُبُودِيَّةِ ظَاهِرًا وَبَاطِنًا مِنْ غَيْرِ فُتُورٍ وَلَا تَقْصِيرٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=9يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَنَعِيمُهَا كَمَا يَحْذَرُ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=9وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ رِضَاهُ سُبْحَانَهُ عَنْهُ وَقُرْبَهُ عَزَّ وَجَلَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=9قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ قَدْرَ مَعْبُودِهِمْ جَلَّ شَأْنُهُ فَيَطْلُبُونَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=9وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ ذَلِكَ فَيَطْلُبُونَ مَا سِوَاهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=9إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ حَقِيقَةَ الْأَمْرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=9أُولُو الأَلْبَابِ وَهُمُ الَّذِينَ انْسَلَخُوا مِنْ جِلْدِ وُجُودِهِمْ وَصَفَوْا عَنْ شَوَائِبِ أَنَانِيَّتِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=10قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا بِي شَوْقًا إِلَيَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=10اتَّقُوا رَبَّكُمْ فَلَا تَطْلُبُوا غَيْرَهُ سُبْحَانَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=10لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي طَلَبِي فِي هَذِهِ الدُّنْيَا بِأَنْ لَمْ يَطْلُبُوا مِنِّي غَيْرِي
[ ص: 38 ] nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=10حَسَنَةٌ عَظِيمَةٌ وَهِيَ حَسَنَةُ وِجْدَانِي
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=10وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ وَهِيَ حَضْرَةُ جَلَالِهِ وَجَمَالِهِ فَإِنَّهَا لَا نِهَايَةَ لَهَا فَلْيَسِرْ فِيهَا لِيَرَى مَا يَرَى وَلَا يَظُنُّ بِمَا فُتِحَ عَلَيْهِ انْتِهَاءَ السَّيْرِ وَانْقِطَاعَ الْفَيْضِ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=10إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ عَلَى صِدْقِ الطَّلَبِ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=10أَجْرَهُمْ مِنَ التَّجَلِّيَاتِ بِغَيْرِ حِسَابٍ إِذْ لَا نِهَايَةَ لِتَجَلِّيَاتِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=29كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ [الرَّحْمَنَ : 29]
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=13قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي بِطَلَبِ مَا سِوَاهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=13عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ وَهُوَ عَذَابُ الْقَطِيعَةِ وَالْحِرْمَانِ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=14قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي فَلَا أَطْلُبُ دُنْيَا وَلَا أُخْرَى كَمَا قِيلَ :
وَكُلٌّ لَهُ سُؤْلٌ وَدِينٌ وَمَذْهَبُ وَلِي أَنْتُمْ سُؤْلٌ وَدِينِي هَوَاكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=15قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ أَيِ الَّذِينَ تَبَيَّنَ خُسْرَانُ أَنْفُسِهِمْ بِإِفْسَادِ اسْتِعْدَادِهَا لِلْوُصُولِ وَالْوِصَالِ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=15وَأَهْلِيهِمْ مِنَ الْقُلُوبِ وَالْأَسْرَارِ وَالْأَرْوَاحِ بِالْإِعْرَاضِ عَنْ طَلَبِ الْمَوْلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=15يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّذِي تَتَبَيَّنُ فِيهِ الْحَقَائِقُ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=15ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ الَّذِي لَا خَفَاءَ فِيهِ لِفَوَاتِ رَأْسِ الْمَالِ وَعَدَمِ إِمْكَانِ التَّلَافِي ، وَقَالَ بَعْضُ الْأَجِلَّةِ : إِنَّ لِلْإِنْسَانِ قُوَّتَيْنِ يَسْتَكْمِلُ بِإِحْدَاهُمَا عِلْمًا وَبِالْأُخْرَى عَمَلًا ، وَالْآلَةُ الْوَاسِطَةُ فِي الْقِسْمِ الْأَوَّلِ هِيَ الْعُلُومُ الْمُسَمَّاةُ بِالْمُقَدِّمَاتِ وَتَرْتِيبُهَا عَلَى الْوَجْهِ الْمُؤَدِّي إِلَى النَّتَائِجِ الَّتِي هِيَ بِمَنْزِلَةِ الرِّبْحِ يُشْبِهُ تَصَرُّفَ التَّاجِرِ فِي رَأْسِ الْمَالِ بِالْبَيْعِ وَالشِّرَاءِ ، وَالْآلَةُ فِي الْقِسْمِ الْعَمَلِيِّ هُوَ الْقُوَى الْبَدَنِيَّةُ وَغَيْرُهَا مِنَ الْأَسْبَابِ الْخَارِجِيَّةِ الْمُعِينَةِ عَلَيْهَا ، وَاسْتِعْمَالُ تِلْكَ الْقُوَى فِي وُجُوهِ أَعْمَالِ الْبِرِّ الَّتِي هِيَ بِمَنْزِلَةِ الرِّبْحِ يُشْبِهُ التِّجَارَةَ ، فَكُلُّ مَنْ أَعْطَاهُ اللَّهُ تَعَالَى الْعَقْلَ وَالصِّحَّةَ وَالتَّمْكِينَ ثُمَّ إِنَّهُ لَمْ يَسْتَفِدْ مِنْهَا مَعْرِفَةَ الْحَقِّ وَلَا عَمَلَ الْخَيْرِ فَإِذَا مَاتَ رِبْحُهُ وَضَاعَ رَأْسُ مَالِهِ وَوَقَعَ فِي عَذَابِ الْجَهْلِ وَأَلَمِ الْبُعْدِ عَنْ عَالَمِهِ وَالْقُرْبِ مِمَّا يُضَادُّهُ أَبَدَ الْآبَادِ ، فَلَا خُسْرَانَ فَوْقَ هَذَا وَلَا حِرْمَانَ أَبْيَنَ مِنْهُ ، وَقَدْ أَشَارَ سُبْحَانَهُ إِلَى هَذَا بِقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=16لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنْ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ وَهَذَا عَلَى الْأَوَّلِ إِشَارَةٌ إِلَى إِحَاطَةِ نَارِ الْحَسْرَةِ بِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=20لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ قِيلَ الْغُرَفُ الْمَبْنِيَّةُ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِشَارَةٌ إِلَى الْعُلُومِ الْمُكْتَسَبَةِ الْمَبْنِيَّةِ عَلَى النَّظَرِيَّاتِ وَأَنَّهَا تَكُونُ فِي الْمَتَانَةِ وَالْيَقِينِ كَالْعُلُومِ الْغَرِيزِيَّةِ الْبَدِيهِيَّةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=21أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ سَمَاءِ حَضْرَتِهِ سُبْحَانَهُ أَوْ مِنْ سَمَاءِ الْقَلْبِ مَاءً مَاءَ الْمَعَارِفِ وَالْعُلُومِ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=21فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ مَدَارِكَ وَقُوَى
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=21فِي الأَرْضِ أَرْضِ الْبَشَرِيَّةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=21ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مِنَ الْأَعْمَالِ الْبَدَنِيَّةِ وَالْأَقْوَالِ اللِّسَانِيَّةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=21ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِشَارَةً إِلَى أَفْعَالِ الْمُرَائِينَ وَأَقْوَالِهِمْ تُرَى مُخْضَرَّةً وَفْقَ الشَّرْعِ ثُمَّ تَصْفَرُّ مِنْ آفَةِ الرِّيَاءِ ثُمَّ تَكُونُ حُطَامًا لَا حَاصِلَ لَهَا إِلَّا الْحَسْرَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=22أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ لِلِانْقِيَادِ إِلَيْهِ سُبْحَانَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=22فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ يَسْتَضِيءُ بِهِ فِي طَلَبِهِ سُبْحَانَهُ ، وَمِنْ عَلَامَاتِ هَذَا النُّورِ مَحْوُ ظُلُمَاتِ الصِّفَاتِ الذَّمِيمَةِ النَّفْسَانِيَّةِ وَالتَّحْلِيَةُ بِالْأَخْلَاقِ الْكَرِيمَةِ الْقُدُسِيَّةِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=23اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ إِذَا قَرَعَتْ صِفَاتُ الْجَلَالِ أَبْوَابَ قُلُوبِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=23ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ بِالشَّوْقِ وَالطَّلَبِ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=29ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا رَجُلا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ يَتَجَاذَبُونَهُ وَهُمْ شُغُلُ الدُّنْيَا وَشُغُلُ الْعِيَالِ وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنَ الْأَشْغَالِ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=29وَرَجُلا سَلَمًا لِرَجُلٍ إِشَارَةً إِلَى الْمُؤْمِنِ الْخَالِصِ الَّذِي لَمْ يَشْغَلْهُ شَيْءٌ عَنْ مَوْلَاهُ ( عَزَّ ) شَأْنُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=32فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ يُشِيرُ إِلَى حَالِ الْكَاذِبِينَ فِي دَعْوَى الْوِلَايَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=32وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ يُشِيرُ إِلَى حَالِ أَقْوَامٍ نَبَذُوا الشَّرِيعَةَ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَقَالُوا : هِيَ قِشْرٌ وَالْعِيَاذُ بِاللَّهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=60وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ قِيلَ : هُوَ سَوَادُ قُلُوبِهِمْ يَنْعَكِسُ عَلَى وُجُوهِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=73وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا قِيلَ الْمُتَّقُونَ قَدْ عَبَدُوا اللَّهَ تَعَالَى
[ ص: 39 ] لِلَّهِ جَلَّ شَأْنُهُ لَا لِلْجَنَّةِ فَتَصِيرُ شِدَّةُ اسْتِغْرَاقِهِمْ فِي مُشَاهَدَةِ مَطَالِعِ الْجَمَالِ وَالْجَلَالِ مَانِعَةً لَهُمْ عَنِ الرَّغْبَةِ فِي الْجَنَّةِ فَلَا جَرَمَ يَفْتَقِرُونَ إِلَى السَّوْقِ ، وَقِيلَ : كُلُّ خَصْلَةٍ ذَمِيمَةٍ أَوْ شَرِيفَةٍ فِي الْإِنْسَانِ فَإِنَّهَا تَجُرُّهُ مِنْ غَيْرِ اخْتِيَارٍ شَاءَ أَمْ أَبَى إِلَى مَا يُضَاهِي حَالَهُ فَذَاكَ مَعْنَى السَّوْقِ فِي الْفَرِيقَيْنِ ، وَقِيلَ : الْقَوْمُ أَهْلُ وَفَاءٍ فَهُمْ يَقُولُونَ : لَا نَدْخُلُ الْجَنَّةَ حَتَّى يَدْخُلَهَا أَحْبَابُنَا فَلِذَا يُسَاقُونَ إِلَيْهَا وَلَكِنْ لَا كَسَوْقِ الْكَفَرَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=75وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ إِشَارَةً إِلَى أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ بِنَاءً عَلَى أَنَّ الْعَرْشَ لَا يَتَحَوَّلُ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=75يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ إِشَارَةً إِلَى نَعِيمِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=75وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ أَعْطَى كُلَّ مَا يَسْتَحِقُّهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=75وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ عَلَى انْقِضَاءِ الْأَمْرِ وَفَصْلِ الْقَضَاءِ بِالْعَدْلِ الَّذِي لَا شُبْهَةَ فِيهِ وَلَا امْتِرَاءَ ، هَذَا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَعَالَى عَلَى أَفْضَالِهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِهِ
مُحَمَّدٍ وَآلِهِ . .