وقرأ السلمي وابن أبي عبلة عن والطبراني "دحورا" بفتح الدال فاحتمل كونه نصبا بنزع الخافض أيضا، وهو على هذه القراءة أظهر؛ لأن فعولا بالفتح بمعنى ما يفعل به كثير كطهور وغسول لما يتطهر ويغسل به، واحتمل أن يكون صفة كصبور لموصوف مقدر أي قذفا دحورا طاردا لهم، وأن يكون مصدرا كالقبول، وفعول في المصادر نادر ولم يأت في كتب التصريف منه إلا خمسة أحرف الوضوء والطهور والولوع والوقود والقبول كما حكي عن أبي جعفر ، وزيد عليه الوزوع بالزاي المعجمة، والهوي بفتح الهاء بمعنى السقوط، والرسول بمعنى الرسالة. سيبويه
[ ص: 71 ] ولهم أي في الآخرة عذاب آخر غير ما في الدنيا من عذاب الرجم بالشهب واصب أي دائم كما قال قتادة وعكرمة وأنشدوا وابن عباس لأبي الأسود:
لا أشتري الحمد القليل بقاؤه يوما بذم الدهر أجمع واصبا
وفسره بعضهم بالشديد، قيل والأول حقيقة معناه وهذا تفسير له بلازمه. والآية على ما سمعت كقوله تعالى: وأعتدنا لهم عذاب السعير وجوز أن يكون هذا العذاب في الدنيا وهو رجمهم دائما وعدم بلوغهم ما يقصدون من استراق السمع أبو حيان