ولو يؤاخذ الله الناس جميعا بما كسبوا فعلوا من السيئات كما وأخذ أولئك ما ترك على ظهرها أي ظهر الأرض، وقد سبق ذكرها في قوله تعالى: في السماوات ولا في الأرض فليس من الإضمار قبل الذكر كما زعمه الرضي، وظهر الأرض مجاز عن ظاهرها كما قال وغيره، وقيل: في الكلام استعارة مكنية تخييلية، والمراد ما ترك عليها الراغب من دابة أي من حيوان يدب على الأرض لشؤم المعاصي، وقد قال سبحانه: واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة [الأنفال: 25] وهو المروي عن ، وقيل: المراد بالدابة الإنس وحدهم وأيد بقوله تعالى: ابن مسعود ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى وهو يوم القيامة فإن الضمير للناس لأنه ضمير العقلاء ويوم القيامة الأجل المضروب لبقاء نوعهم، وقيل: هو لجميع من ذكر تغليبا ويوم القيامة الأجل المضروب لبقاء جنس المخلوقات.
فإذا جاء أجلهم فإن الله كان بعباده بصيرا فيجازي المكلفين منهم عند ذلك بأعمالهم إن شرا فشر وإن خيرا فخير، وجملة فإن الله إلخ موضوعة موضع الجزاء، والجزاء في الحقيقة يجازى كما أشرنا إليه، هذا والله تعالى هو الموفق للخير ولا اعتماد إلا عليه.