أعمى إذا ما جارتي برزت حتى يواري جارتي الخدر وأصم عما كان بينهما
أذني وما في سمعها وقر
أعلام ياقوت نشر ن على رماح من زبرجد
والوجهان الأولان مبنيان على أن وجه التشبيه في التمثيل مستنبط من أولئك الذين اشتروا إلخ، والأخير على تقدير أن يكون من ذهب الله بنورهم إلخ، بأن يراد به أنهم غب الإضاءة خبطوا في ظلمة وتورطوا في حيرة، فالمراد هنا أنهم بمنزلة المتحيرين الذين بقوا جامدين في مكاناتهم، لا يبرحون، ولا يدرون أيتقدمون، أم يتأخرون، وكيف يرجعون إلى حيث ابتدؤوا منه، والأعمى لا ينظر طريقا، وأبكم لا يسأل عنها، وأصم لا يسمع صوتا، من صوب مرجعه فيهتدي به، والفاء للدلالة على أن اتصافهم بما تقدم سبب لتحيرهم، واحتباسهم كيف ما كانوا.
(ومن البطون) صم آذان أسماع أرواحهم عن أصوات الوصلة وحقائق إلهام القربة، بكم عن تعريف علل بواطنهم عند أطباء القلوب عجبا، عمي عن رؤية أنوار جمال الحق في سيماء أوليائه : وقال سيدي قدس سره : صموا عن فهم ما سمعوا، وأبكموا عن عبارة ما عرفوا، وعموا عن البصيرة فيما إليه دعوا. الجنيد