وأتبعناهم في هذه الدنيا التي فتنتهم لعنة طردا وإبعادا أو لعنا من اللاعنين حيث لا تزال الملائكة عليهم السلام تلعنهم وكذا المؤمنون خلفا عن سلف وذلك إما بدخولهم في عموم من يلعنونهم من الظالمين وإما بالتنصيص عليهم نحو لعن الله تعالى فرعون وجنوده ويوم القيامة هم من المقبوحين من المطرودين المبعدين يقال: قبحه الله تعالى بالتخفيف أي نحاه وأبعده عن كل خير كما قال ولا يتكرر مع اللعنة المذكورة قيل: لأن معناها الطرد أيضا لأن ذلك في الدنيا وهذا في الآخرة أو ذاك طرد عن رحمته التي في الدنيا وهذا طرد عن الجنة أو على هذا يراد باللعنة فيما تقدم ما تأخر مع أن من المطرودين معناه أنهم من الزمرة المعروفين بذلك وهو أبلغ وأخص، وقال الليث، أبو عبيدة من المقبوحين أي من المهلكين، وعن والأخفش أي من المشوهين في [ ص: 84 ] الخلقة بسواد الوجوه وزرقة العيون وهذا المعنى هو المتبادر إلا أن فيه أن فعل قبح عليه لازم فبناء اسم المفعول منه غير ظاهر، وقد يقال: إذا صح هذا التفسير عن ابن عباس التزم القول بأنه سمع أيضا، وجوز أن يكون ذلك تفسيرا بما هو لازم في الجملة، ويوم القيامة متعلق بالمقبوحين أو بمحذوف يفسره ذلك على ما علمت آنفا في نظيره، وأخرج ابن عباس عن ابن المنذر ابن جريج، عن وعبد بن حميد ما هو ظاهر في أنه معطوف على هذه الدنيا وهو عطف على المحل والمروي عن قتادة أظهر في ذلك وكلاهما في الدر المنثور، والظاهر ما سمعته أولا. وهذه الآية أظهر دليل على عدم نجاة ابن جريج فرعون يوم القيامة وأنه ملعون مبعد عن رحمة الله تعالى في الدنيا والآخرة فإن ضمائر جمع الغائب فيها راجعة إلى فرعون وجنوده ويكاد ينتظم من التزم إرجاعها إلى الجنود في الجنود،
وفي الفتاوى الحديثية للعلامة ابن حجر روى عدي، عن والطبراني أنه صلى الله عليه وسلم قال: ابن مسعود يحيى بن زكريا في بطن أمه مؤمنا وخلق فرعون في بطن أمه كافرا». «خلق الله تعالى