وعن أن الضمير للنبي - صلى الله عليه وسلم - وقيل: العلم على معناه المشهور، والضمير للحكم السابق في قوله تعالى: قتادة وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك إلخ، وفيه بعد كما لا يخفى، وذكر ، عن الثعلبي أن أهل ابن عباس مكة بعثوا إلى أحبار يثرب يسألونهم عن النبي فقالوا: هذا زمانه، وذكروا نعته، وخلطوا في أمر محمد - صلى الله عليه وسلم - فنزلت الآية في ذلك، وهو ظاهر في أن الضمير له - عليه الصلاة والسلام - ويؤيده كون الآية مكية، وقال : هي مدنية. مقاتل
وعلماء بني إسرائيل: ونحوه، كما روي عن عبد الله بن سلام ابن عباس ، وذلك أن جماعة منهم أسلموا ونصوا على مواضع من التوراة والإنجيل [ ص: 127 ] فيها ذكر الرسول - صلى الله عليه وسلم - وقيل: علماؤهم من أسلم منهم ومن لم يسلم، وقيل: أنبياؤهم؛ فإنهم نبهوا على ذلك، وهو خلاف الظاهر، ولعل أظهر الأقوال كون المراد به معاصريه - صلى الله تعالى عليه وسلم - من علماء أهل الكتابين المسلمين وغيرهم. ومجاهد
وقرأ ابن عامر والجحدري (تكن) بالتأنيث و(آية) بالرفع وجعلت اسم تكن (وأن يعلمه) خبرها، وضعف بأن فيه الإخبار عن النكرة بالمعرفة، ولا يدفعه كون النكرة ذات حال؛ بناء على أحد الاحتمالين في (لهم).
وجوز أن يكون (آية) الاسم (ولهم) متعلقا بمحذوف هو الخبر، و(أن يعلمه) بدلا من الاسم، أو خبر مبتدأ محذوف، وأن يكون الاسم ضمير القصة (ولهم آية) مبتدأ وخبر، والجملة خبر (تكن) (وأن يعلمه) بدلا أو خبر مبتدأ محذوف، وأن يكون الاسم ضمير القصة (وآية) خبر (أن يعلمه) والجملة خبر (تكن) وأن تكون (تكن) تامة (وآية) فاعلا (وأن يعلمه) بدلا، أو خبرا لمحذوف و(لهم) إما حالا أو متعلقا بـ(تكن).
وقرأ (تكن) بالتأنيث و(آية) بالنصب كقراءة من قرأ (ثم لم تكن) بالتأنيث (فتنتهم) بالنصب (إلا أن قالوا) وكقول ابن عباس لبيد يصف العير والأتان:
فمضى وقدمها وكانت عادة منه إذا هي عردت إقدامها
وذلك إما على تأنيث الاسم لتأنيث الخبر، وإما لتأويل (أن يعلمه) بالمعرفة وتأويل (أن قالوا) بالمقالة، وتأويل الإقدام بالمتقدمة، ودعوى اكتساب التأنيث فيه من المضاف إليه ليس بشيء؛ لفقد شرطه المشهور.
وقرأ الجحدري (تعلمه) بالتأنيث على أن المراد جماعة علماء بني إسرائيل، وكتب في المصحف «علمؤا» بواو بين الميم والألف، ووجه ذلك بأنه على لغة من يميل ألف علماء إلى الواو، كما كتبوا (الصلوة والزكوة والربو) بالواو على تلك اللغة.