ولولا فضل الله عليكم ورحمته الخطاب على ما أخرج عن الطبراني ابن عباس لمسطح وحسان وحمنة أو لمن عدا ابن أبي وأضرابه من المنافقين الخائضين، وهذا تكرير للمنة بترك المعاجلة بالعقاب للتنبيه على كمال عظم الجريرة وقوله سبحانه وتعالى: وأن الله رءوف رحيم عطف على فضل الله وإظهار الاسم الجليل لتربية المهابة والإشعار باستتباع صفة الالوهية للرأفة والرحمة، وتغيير سبكه وتصديره بحرف التحقيق لما أنه المراد بيان اتصافه تعالى في ذاته بهاتين الصفتين الجليلتين على الدوام والاستمرار لا بيان حدوث تعلقهما بهم كما أن المراد بالمعطوف عليه وجواب ( لولا ) محذوف كما مر وهذه نظير الآية المارة في آخر حديث اللعان إلا أن في التعقيب بالرؤوف الرحيم بدل التواب الحكيم هنالك ما يؤذن بأن الذنب في هذا أعظم وكأنه لا يرتفع إلا بمحض رأفته تعالى وهو أعظم من أن يرتفع بالتوبة كما روي عن من خاض في حديث الإفك وتاب لم تقبل توبته والغرض التغليظ فلا تغفل. ابن عباس