وقوله تعالى: تلفح وجوههم النار جملة حالية أو مستأنفة، واللفح مس لهب النار الشيء وهو كما قال أشد من النفح تأثيرا، والمراد تحرق وجوههم النار، وتخصيص الوجوه [ ص: 67 ] بذلك لأنها أشرف الأعضاء فبيان حالها أزجر عن المعاصي المؤدية إلى النار وهو السر في تقديمها على الفاعل. الزجاج
وهم فيها كالحون متقلصو الشفاه عن الأسنان من أثر ذلك اللفح،
وقد صح من رواية وجماعة عن الترمذي رضي الله تعالى عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي سعيد الخدري أنه قال في الآية: «تشويه النار فتقلص شفته العليا حتى تبلغ وسط رأسه وتسترخي شفته السفلى حتى تضرب سرته»
وأخرج ابن مردويه في والضياء عن صفة النار قال: أبي الدرداء «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: تلفح إلخ: تلفحهم لفحة فتسيل لحومهم على أعقابهم
، وعن رضي الله تعالى عنهما أن الكلوح بسور الوجه وتقطيبه، وقرأ ابن عباس أبو حيوة وأبو بحرية «كلحون» بغير ألف جمع كلح كحذر. وابن أبي عبلة