إلى الملك القرم وابن الهمام وليث الكتيبة في المزدحم
ونقل الطيبي أنه أدخل الواو على ضياء وإن كان صفة في المعنى دون اللفظ كما يدخل على الصفة التي هي صفة لفظا كقوله تعالى : إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض [الأنفال : 49 ، الأحزاب : 12] وقال : إذا قلت مررت بزيد وصاحبك جاز وإن قلت مررت بزيد فصاحبك بالفاء لم يجز كما جاز بالواو لأن الفاء تقتضي التعقب وتأخير الاسم عن المعطوف عليه بخلاف الواو ، وأما قول القائل : سيبويه
يا لهف زيابة للحارث الصا بح فالغانم فالآيب
فإنما ذكر بالفاء وجاد لأنه ليس بصفة على ذلك الحد لأن أل بمعنى الذي أي فالذي صبح فالذي غنم فالذي آب ، وأبو الحسن يجيز المسألة بالفاء كما يجيزها بالواو انتهى ، والمعنى وبالله لقد آتيناهما كتابا جامعا بين كونه فارقا بين الحق والباطل وضياء يستضاء به في ظلمات الجهل والغواية وذكرا يتعظ به الناس ويتذكرون ، وتخصيص المتقين بالذكر لأنهم المنتفعون به أو ذكر ما يحتاجون به من الشرائع والأحكام أو شرف لهم .
وقيل : الفرقان النصر كما في قوله تعالى : يوم الفرقان [الأنفال : 41] وأطلق عليه لفرقه بين الولي والعدو وجاء ذلك في رواية عن ، ابن عباس حينئذ إما التوراة أو الشريعة أو اليد البيضاء . والذكر بأحد المعاني المذكورة . والضياء
وعن أن الفرقان فلق البحر والفرق والفلق أخوان ، وإلى الأول ذهب الضحاك مجاهد وهو اللائق بمساق النظم الكريم فإنه لتحقيق أمر القرآن المشارك لسائر الكتب الإلهية لا سيما التوراة فيما ذكر من الصفات ولأن فلق البحر هو الذي اقترح الكفرة مثله بقولهم : وقتادة فليأتنا بآية كما أرسل الأولون [الأنبياء : 5] .
وقرأ ابن عباس وعكرمة (ضياء ) بغير واو على أنه حال من (الفرقان ) وهذه القراءة تؤيد أيضا التفسير الأول ، والضحاك