قال قد أوتيت سؤلك يا موسى أي : قد أعطيت سؤلك ففعل بمعنى مفعول كالخبز والأكل بمعنى المخبوز والمأكول ، والإيتاء عبارة عن تعلق إرادته تعالى بوقوع تلك المطالب وحصولها له عليه السلام البتة وتقديره تعالى إياها حتما فكلها حاصلة له عليه السلام وإن كان وقوع بعضها بالفعل مرتبا بعد كتيسير الأمر وشد الأزر وباعتباره قيل : سنشد عضدك بأخيك وظاهر بعض الآثار يقتضي أن شركة هارون عليه السلام في النبوة أي استنبائه كموسى عليه السلام وقعت في ذلك المقام وإن لم يكن عليه السلام فيه مع أخيه ، فقد أخرج عن ابن أبي حاتم أنه قال في قوله : ابن عباس وأشركه في أمري نبئ هارون ساعتئذ حين نبئ موسى عليهما السلام، ونداؤه عليه السلام تشريف له بالخطاب إثر تشريف .