أولئك الذين اشتروا بسبب كتمانهم الحق للمطامع الدنية، والأغراض الدنيوية الضلالة بالهدى في الدنيا والعذاب بالمغفرة في الآخرة، والجملة إما مستأنفة، فإنه لما عظم وعيد الكاتمين كان مظنة أن يسأل عن سبب عظم وعيدهم، فقيل: إنهم بسبب الكتمان خسروا الدنيا والآخرة، وإما خبر بعد خبر لأن، والجملة الأولى لبيان شدة وعيدهم، وهذه لبيان شناعة كتمانهم.
فما أصبرهم على النار أي: ما أشد صبرهم، وهو تعجيب للمؤمنين من ارتكابهم موجباتها من غير مبالاة، وإلا فأي صبر لهم، و (ما) في مثل هذا التركيب قيل: نكرة تامة - وعليه الجمهور - وقيل: استفهامية ضمنت معنى التعجب، وإليه ذهب وقيل : موصولة، وإليه ذهب الفراء، وحكي عنه أيضا أنها نكرة موصوفة، وهي على هذه الأقوال في محل رفع على الابتداء، والجملة خبرها، أو خبرها محذوف إن كانت صفة أو صلة، وتمام الكلام في كتب النحو. الأخفش،