وتعقب هذا بأنه ليس بجيد إذ لم تتقدم جملة ذكر فيها يوم القيامة ليكون التنوين عوضا عن ذلك، والمذكور إنما هو جاء أمرنا فليقدر يوم إذ جاء أمرنا وهو جيد، والدفع بأن القرينة قد تكون غير لفظية كما هنا فيه نظر، وقيل: القرينة قوله سبحانه فيما مر: ( عذاب غليظ ) وفيه ما فيه، وقيل: الواو زائدة فيتعلق (من) بنجينا المذكور، وهذا لا يجوز عند البصريين لأن الواو لا تزاد عندهم فيوجبون هنا التعلق بمحذوف وهو معطوف على ما تقدم، وقرأ أبو حيان طلحة، وأبان (ومن خزي) بالتنوين ونصب (يومئذ) على الظرفية معمولا لخزي، وعن نافع أنهما قرآ بالإضافة وفتح –يوم- لأنه مضاف إلى إذ وهو غير متمكن، وهذا كما فتح حين في قول والكسائي النابغة:
على (حين) عاتبت المشيب على الصبا فقلت: ألما أصح والشيب وازع
إن ربك خطاب لرسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم هو القوي العزيز أي القادر على كل شيء والغالب عليه في كل وقت ويندرج في ذلك الإنجاء والإهلاك في ذلك اليوم،