nindex.php?page=treesubj&link=28639_28662_31048_34103_34189_28981nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=104قل لجميع من شك في دينك وكفر بك
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=104يا أيها الناس أوثر الخطاب باسم الجنس مصدرا بحرف التنبيه تعميما للتبليغ وإظهارا لكمال العناية بشأن ما بلغ إليهم
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=104إن كنتم في شك من ديني الذي أعبد الله تعالى به وأدعوكم إليه ولم تعملوا ما هو ولا صفته حتى قلتم إنه صبأ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=104فلا أعبد الذين تعبدون من دون الله في وقت من الأوقات
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=104ولكن أعبد الله الذي يتوفاكم ثم يفعل بكم ما يفعل من فنون العذاب وجعل هذه الجملة باعتبار مضمونها جوابا بتأويل الأخبار وإلا فلا ترتب لها على الشرط بحسب الظاهر فالمعنى إن كنتم في شك من ذلك فأخبركم أنه تخصيص العبادة به تعالى ورفض عبادة ما سواه من الأصنام وغيرها مما تعبدونه جهلا وقد كثر جعل الأخبار بمفهوم الجملة جزاء نحو إن أكرمتني اليوم فقد أكرمتك أمس وعلى هذا الطرز قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=53وما بكم من نعمة فمن الله فإن استقرار النعمة ليس سببا لحصولها من الله تعالى بل الأمر بالعكس وإنما سبب للأخبار بحصولها منه تعالى كما قرره ابن الحاجب
[ ص: 197 ] وقد يكون المعنى إن كنتم في شك من صحة ديني وسداده فأخبركم أن خلاصته العبادة لا له هذا شأنه دون ما تعبدونه مما هو بمعزل عن ذلك الشأن فاعرضوا ذلك على عقولكم وأجيلوا فيه أفكاركم وانظروا بعين الإنصاف لتعلموا صحته وحقيته وذكر بعضهم أنه لا يحتاج على هذا إلى جعل المسبب الإخبار والإعلام بل يعتبر الجزاء الأمر بعرض ما ذكر على عقولهم والتفكر فيه والأظهر اعتبار كون الإخبار جزاء كما في المعنى الأول والتعبير عما هم عليه بالشك مع كونهم قاطعين بعدم الصحة للإيذان بأن أقصى ما يمكن عروضه للعاقل في هذا الباب هو الشك في الصحة وأما القطع بعدمها فما لا سبيل إليه وقيل: لا نسلم أنهم كانوا قاطعين بل كانوا في شك واضطراب عند رؤية المعجزات وجيء – بأن - للإشارة إلا أنه مما لا ينبغي أن يكون لوجود ما يزيله
وجوز أن يكون المعنى إن كنتم في شك من ديني ومما أنا عليه أاثبت عليه أم أتركه وأوافقكم فلا تحدثوا أنفسكم بالمحال ولا تشكوا في أمري واقطعوا عني أطماعكم واعلموا أني لا أعبد الذين تعبدون من دون الله ولا أختار الضلالة على الهدى كقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=109&ayano=1قل يا أيها الكافرون nindex.php?page=tafseer&surano=109&ayano=2لا أعبد ما تعبدون ولا يخفى أن ما قبل أوفق بالمقام وتقديم ترك عبادة غير الله تعالى على عبادته سبحانه لتقدم التخلية على التحلية كما في كلمة التوحيد والإيذان بالمخالفة من أول الأمر وتخصيص التوفي من بين سائر صفات الأفعال بالذكر متعلقا بهم للتخويف فإنه لا شيء أشد عليهم من الموت وقيل: المراد أعبد الله الذي خلقكم ثم يتوفاكم ثم يعيدكم وفيه إيماء إلى الحشر الذي ينكرونه وهو من أمهات أصول الدين ثم حذف الطرفان وأبقي الوسط ليدل عليهما فإنهما قد كثر اقترانهما به في القرآن
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=104وأمرت أن أكون من المؤمنين 104 أي أوجب الله تعالى على ذلك فوجوب الإيمان بالله تعالى شرعي كسائر الواجبات وذكر المولى صدر الشريعة أن للشرعي معنيين ما يتوقف على الشرع كوجوب الصلاة والصوم وما ورد به الشرع ولا يتوقف على الشرع كوجوب الإيمان بالله سبحانه ووجوب تصديقه صلى الله تعالى عليه وسلم فإنه لا يتوقف على الشرع فهو ليس بشرعي بالمعنى الأول وذلك لأن ثبوت الشرع موقوف على الإيمان بوجود الباري تعالى وعلمه وقدرته وكلامه وعلى التصديق بنبوة النبي عليه الصلاة والسلام بدلالة معجزاته فلو توقف شيء من هذه الأحكام على الشرع لزم الدور ولقائل أن يمنع توقف الشرع على وجوب الإيمان ونحوه سواء أريد بالشرع خطاب الله تعالى أو شريعة النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وتوقف التصديق بثبوت شرع النبي صلى الله تعالى عليه وسلم على الإيمان بالله تعالى وصفاته وعلى التصديق بنبوة النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ودلالة معجزاته لا يقتضي توقفه على وجوب الإيمان والتصديق ولا على العلم بوجوبهما غايته أنه يتوقف على نفس الإيمان والتصديق وهو غير مفيد لتوقفه على وجوب الإيمان والتصديق ولا مناف لتوقف وجوب الإيمان ونحوه على الشرع كما هو المذهب عندهم من أن لا وجوب إلا بالسمع وقول
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري هنا: إنه عليه الصلاة السلام أمر بالعقل والوحي لا يخلو عن نزغة اعتزالية كما هو دأبه في كثير من المواضع ومن قال من المفسرين منا: إنه وجب على ذلك بالعقل والسمع أراد بالعقل التابع لما سمع بالشرع فلا تبعية والكلام على حذف الجار أي أمرت بأن أكون وحذفه من أن وأن مطرد وإن قطع النظر عن ذلك فالحذف بعد أمر مسموع عن
العرب كقوله:
[ ص: 198 ] أمرتك الخير فافعل ما أمرت به فقد تركتك ذا مال وذا نشب
وأدخل بعضهم هذه الجملة في الجزاء وليس بمتعين
nindex.php?page=treesubj&link=28639_28662_31048_34103_34189_28981nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=104قُلْ لِجَمِيعِ مَنْ شَكَّ فِي دِينِكَ وَكَفَرَ بِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=104يَا أَيُّهَا النَّاسُ أُوثِرَ الْخِطَابُ بِاسْمِ الْجِنْسِ مُصَدَّرًا بِحَرْفِ التَّنْبِيهِ تَعْمِيمًا لِلتَّبْلِيغِ وَإِظْهَارًا لِكَمَالِ الْعِنَايَةِ بِشَأْنِ مَا بَلَغَ إِلَيْهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=104إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي الَّذِي أَعْبُدُ اللَّهَ تَعَالَى بِهِ وَأَدْعُوكُمْ إِلَيْهِ وَلَمْ تَعْمَلُوا مَا هُوَ وَلَا صِفَتُهُ حَتَّى قُلْتُمُ إِنَّهُ صَبَأَ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=104فَلا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فِي وَقْتٍ مِنَ الْأَوْقَاتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=104وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ ثُمَّ يَفْعَلُ بِكُمْ مَا يَفْعَلُ مِنْ فُنُونِ الْعَذَابِ وَجَعَلَ هَذِهِ الْجُمْلَةَ بِاعْتِبَارِ مَضْمُونِهَا جَوَابًا بِتَأْوِيلِ الْأَخْبَارِ وَإِلَّا فَلَا تَرَتُّبَ لَهَا عَلَى الشَّرْطِ بِحَسَبِ الظَّاهِرِ فَالْمَعْنَى إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذَلِكَ فَأُخْبِرُكُمْ أَنَّهُ تَخْصِيصُ الْعِبَادَةِ بِهِ تَعَالَى وَرَفْضُ عِبَادَةٍ مَا سِوَاهُ مِنَ الْأَصْنَامِ وَغَيْرِهَا مِمَّا تَعْبُدُونَهُ جَهْلًا وَقَدْ كَثُرَ جَعْلُ الْأَخْبَارِ بِمَفْهُومِ الْجُمْلَةِ جَزَاءً نَحْوَ إِنْ أَكْرَمْتَنِي الْيَوْمَ فَقَدْ أَكْرَمْتُكَ أَمْسِ وَعَلَى هَذَا الطَّرْزِ قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=53وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ فَإِنَّ اسْتِقْرَارَ النِّعْمَةِ لَيْسَ سَبَبًا لِحُصُولِهَا مِنَ اللَّهِ تَعَالَى بَلِ الْأَمْرُ بِالْعَكْسِ وَإِنَّمَا سَبَبٌ لِلْأَخْبَارِ بِحُصُولِهَا مِنْهُ تَعَالَى كَمَا قَرَّرَهُ ابْنُ الْحَاجِبِ
[ ص: 197 ] وَقَدْ يَكُونُ الْمَعْنَى إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ صِحَّةِ دِينِي وَسَدَادِهِ فَأُخْبِرُكُمْ أَنَّ خُلَاصَتَهُ الْعِبَادَةُ لَا لَهُ هَذَا شَأْنُهُ دُونَ مَا تَعْبُدُونَهُ مِمَّا هُوَ بِمَعْزِلٍ عَنْ ذَلِكَ الشَّأْنِ فَاعْرِضُوا ذَلِكَ عَلَى عُقُولِكُمْ وَأَجِيلُوا فِيهِ أَفْكَارَكُمْ وَانْظُرُوا بِعَيْنِ الْإِنْصَافِ لِتَعْلَمُوا صِحَّتَهُ وَحَقِّيَّتَهُ وَذَكَرَ بَعْضُهُمْ أَنَّهُ لَا يُحْتَاجُ عَلَى هَذَا إِلَى جَعْلِ الْمُسَبِّبِ الْإِخْبَارُ وَالْإِعْلَامُ بَلْ يُعْتَبَرُ الْجَزَاءُ الْأَمْرَ بِعَرْضِ مَا ذُكِرَ عَلَى عُقُولِهِمْ وَالتَّفَكُّرُ فِيهِ وَالْأَظْهَرُ اعْتِبَارُ كَوْنِ الْإِخْبَارِ جَزَاءً كَمَا فِي الْمَعْنَى الْأَوَّلِ وَالتَّعْبِيرُ عَمَا هُمْ عَلَيْهِ بِالشَّكِّ مَعَ كَوْنِهِمْ قَاطِعِينَ بِعَدَمِ الصِّحَّةِ لِلْإِيذَانِ بِأَنَّ أَقْصَى مَا يُمْكِنُ عُرُوضُهُ لِلْعَاقِلِ فِي هَذَا الْبَابِ هُوَ الشَّكُّ فِي الصِّحَّةِ وَأَمَّا الْقَطْعُ بِعَدَمِهَا فَمَا لَا سَبِيلَ إِلَيْهِ وَقِيلَ: لَا نُسَلِّمُ أَنَّهُمْ كَانُوا قَاطِعِينَ بَلْ كَانُوا فِي شَكٍّ وَاضْطِرَابٍ عِنْدَ رُؤْيَةِ الْمُعْجِزَاتِ وَجِيءَ – بِأَنَّ - لِلْإِشَارَةِ إِلَّا أَنَّهُ مِمَّا لَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ لِوُجُودِ مَا يُزِيلُهُ
وَجُوِّزَ أَنْ يَكُونَ الْمَعْنَى إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي وَمِمَّا أَنَا عَلَيْهِ أَاثْبُتُ عَلَيْهِ أَمْ أَتْرُكُهُ وَأُوَافِقُكُمْ فَلَا تُحَدِّثُوا أَنْفُسَكُمْ بِالْمُحَالِ وَلَا تَشُكُّوا فِي أَمْرِي وَاقْطَعُوا عَنِّي أَطْمَاعَكُمْ وَاعْلَمُوا أَنِّي لَا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مَنْ دُونِ اللَّهِ وَلَا أَخْتَارُ الضَّلَالَةَ عَلَى الْهُدَى كَقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=109&ayano=1قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=109&ayano=2لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ وَلَا يَخْفَى أَنَّ مَا قَبْلُ أَوْفَقُ بِالْمَقَامِ وَتَقْدِيمُ تَرْكِ عِبَادَةِ غَيْرِ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى عِبَادَتِهِ سُبْحَانَهُ لِتَقَدُّمِ التَّخْلِيَةِ عَلَى التَّحْلِيَةِ كَمَا فِي كَلِمَةِ التَّوْحِيدِ وَالْإِيذَانِ بِالْمُخَالَفَةِ مِنْ أَوَّلِ الْأَمْرِ وَتَخْصِيصُ التَّوَفِّي مِنْ بَيْنِ سَائِرِ صِفَاتِ الْأَفْعَالِ بِالذِّكْرِ مُتَعَلِّقًا بِهِمْ لِلتَّخْوِيفِ فَإِنَّهُ لَا شَيْءَ أَشَدُّ عَلَيْهِمْ مِنَ الْمَوْتِ وَقِيلَ: الْمُرَادُ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ ثُمَّ يُعِيدُكُمْ وَفِيهِ إِيمَاءٌ إِلَى الْحَشْرِ الَّذِي يُنْكِرُونَهُ وَهُوَ مِنْ أُمَّهَاتِ أُصُولِ الدِّينِ ثُمَّ حُذِفَ الطَّرَفَانِ وَأُبْقِيَ الْوَسَطُ لِيَدُلَّ عَلَيْهِمَا فَإِنَّهُمَا قَدْ كَثُرَ اقْتِرَانُهُمَا بِهِ فِي الْقُرْآنِ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=104وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ 104 أَيْ أَوْجَبَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى ذَلِكَ فَوُجُوبُ الْإِيمَانِ بِاللَّهِ تَعَالَى شَرْعِيٌّ كَسَائِرِ الْوَاجِبَاتِ وَذَكَرَ الْمَوْلَى صَدْرَ الشَّرِيعَةِ أَنَّ لِلشَّرْعِيِّ مَعْنَيَيْنِ مَا يَتَوَقَّفُ عَلَى الشَّرْعِ كَوُجُوبِ الصَّلَاةِ وَالصَّوْمِ وَمَا وَرَدَ بِهِ الشَّرْعُ وَلَا يَتَوَقَّفُ عَلَى الشَّرْعِ كَوُجُوبِ الْإِيمَانِ بِاللَّهِ سُبْحَانَهُ وَوُجُوبِ تَصْدِيقِهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّهُ لَا يَتَوَقَّفُ عَلَى الشَّرْعِ فَهُوَ لَيْسَ بِشَرْعِيٍّ بِالْمَعْنَى الْأَوَّلِ وَذَلِكَ لِأَنَّ ثُبُوتَ الشَّرْعِ مَوْقُوفٌ عَلَى الْإِيمَانِ بِوُجُودِ الْبَارِي تَعَالَى وَعِلْمِهِ وَقُدْرَتِهِ وَكَلَامِهِ وَعَلَى التَّصْدِيقِ بِنُبُوَّةِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بِدَلَالَةِ مُعْجِزَاتِهِ فَلَوْ تَوَقَّفَ شَيْءٌ مِنْ هَذِهِ الْأَحْكَامِ عَلَى الشَّرْعِ لَزِمَ الدَّوْرَ وَلِقَائِلٍ أَنْ يَمْنَعَ تَوَقُّفَ الشَّرْعِ عَلَى وُجُوبِ الْإِيمَانِ وَنَحْوِهِ سَوَاءٌ أُرِيدَ بِالشَّرْعِ خِطَابُ اللَّهِ تَعَالَى أَوْ شَرِيعَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَوَقُّفُ التَّصْدِيقِ بِثُبُوتٍ شَرْعِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْإِيمَانِ بِاللَّهِ تَعَالَى وَصِفَاتِهِ وَعَلَى التَّصْدِيقِ بِنُبُوَّةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَدَلَالَةِ مُعْجِزَاتِهِ لَا يَقْتَضِي تَوَقُّفَهُ عَلَى وُجُوبِ الْإِيمَانِ وَالتَّصْدِيقِ وَلَا عَلَى الْعِلْمِ بِوُجُوبِهِمَا غَايَتُهُ أَنَّهُ يَتَوَقَّفُ عَلَى نَفْسِ الْإِيمَانِ وَالتَّصْدِيقِ وَهُوَ غَيْرُ مُفِيدٍ لِتَوَقُّفِهِ عَلَى وُجُوبِ الْإِيمَانِ وَالتَّصْدِيقِ وَلَا مُنَافٍ لِتَوَقُّفِ وُجُوبِ الْإِيمَانِ وَنَحْوِهِ عَلَى الشَّرْعِ كَمَا هُوَ الْمَذْهَبُ عِنْدَهُمْ مِنْ أَنْ لَا وُجُوبَ إِلَّا بِالسَّمْعِ وَقَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيَّ هُنَا: إِنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ السَّلَامُ أُمِرَ بِالْعَقْلِ وَالْوَحْيِ لَا يَخْلُو عَنْ نَزْغَةٍ اعْتِزَالِيَّةٍ كَمَا هُوَ دَأْبُهُ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْمَوَاضِعِ وَمَنْ قَالَ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ مِنَّا: إِنَّهُ وَجَبَ عَلَى ذَلِكَ بِالْعَقْلِ وَالسَّمْعِ أَرَادَ بِالْعَقْلِ التَّابِعَ لِمَا سُمِعَ بِالشَّرْعِ فَلَا تَبَعِيَّةَ وَالْكَلَامُ عَلَى حَذْفِ الْجَارِّ أَيْ أُمِرْتُ بِأَنْ أَكُونَ وَحَذْفُهُ مِنْ أَنْ وَأَنَّ مُطَّرِدٌ وَإِنْ قُطِعَ النَّظَرُ عَنْ ذَلِكَ فَالْحَذْفُ بَعْدُ أَمْرٌ مَسْمُوعٌ عَنِ
الْعَرَبِ كَقَوْلِهِ:
[ ص: 198 ] أَمَرْتُكَ الْخَيْرَ فَافْعَلْ مَا أُمِرْتَ بِهِ فَقَدْ تَرَكْتُكَ ذَا مَالٍ وَذَا نَشَبِ
وَأَدْخَلَ بَعْضُهُمْ هَذِهِ الْجُمْلَةَ فِي الْجَزَاءِ وَلَيْسَ بِمُتَعَيَّنٍ