ولزمت الفعل بعد هذا الضم نون التأكيد فلا تحذف على ما ذهب إليه المبرد ومن تبعهما إلا ضرورة ومن ذلك قوله . والزجاج
فإما تريني ولي لمة فإن الحوادث أودي بها
ورد بأن كثرة سماع الحذف تبعد القول بالضرورة ووجه هذا اللزوم عند بعض حذار انحطاط رتبة فعل الشرط عن حرفه وقيل : إن نون التوكيد لا تدخل الفعل المستقبل المحض إلا بعد أن يدخل على أول الفعل ما يدل على التأكيد كلام القسم أو ما المزيدة ليكون ذلك توطئة لدخول التأكيد وعليه فأمر الاستتباع بعكس ما تقدم وفي الإتيان بإن تنبيه على أن إرسال الرسل أمر جائز لا واجب وهو الذي ذهب إليه أهل السنة وقالت المعتزلة : إنه واجب على الله تعالى لأنه سبحانه بزعمهم يجب عليه فعل الأصلح .
وقوله سبحانه : يقصون عليكم آياتي صفة لرسل وجوز أن يكون في موضع الحال منه أو من الضمير في الظرف أي يعرضون عليكم أحكامي وشرائعي ويخبرونكم بها ويبينونها لكم وقوله تعالى : فمن اتقى وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون (35) جواب الشرط و ( من ) إما شرطية أو موصولة ومنكم مقدر في نظم الكلام ليرتبط الجواب بالشرط والمراد فمن اتقى منكم التكذيب وأصلح عمله [ ص: 115 ] فلا خوف .. إلخ . وتوحيد الضمير وجمعه لمراعاة لفظ من ومعناه