ولا بأس ببيع العصير ممن يجعله خمرا ; لأن العصير مشروب طاهر حلال ، فيجوز بيعه ، وأكل ثمنه ، ولا ، فساد في قصد البائع إنما الفساد في قصد المشتري ، ولا تزر وازرة وزر أخرى .
( ألا ترى ) أن جائز لا بأس به ، وكذلك بيع الكرم ممن يتخذ الخمر من عينه ، وهذا قول بيع الأرض ممن يغرس فيها كرما ليتخذ من عنبه الخمر ، وهو القياس ، وكره ذلك أبي حنيفة أبو يوسف رحمهما الله استحسانا ; لأن بيع العصير ، والعنب ممن يتخذه خمرا إعانة على المعصية ، وتمكين منها ، وذلك حرام ، وإذا امتنع البائع من البيع يتعذر على المشتري اتخاذ الخمر ، فكان في البيع منه تهييج الفتنة ، وفي الامتناع تسكينها . ومحمد