( قال ) : ويصنع بالمحرم ما يصنع بالحلال يعني يخمر رأسه ووجهه بالكفن عندنا [ ص: 53 ] وقال رضي الله عنه : لا يخمر رأسه واستدل بما روي { الشافعي أن أعرابيا محرما وقصت به ناقته في أخافيق جرزان فاندقت عنقه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تخمروا وجهه ولا رأسه فإنه يبعث يوم القيامة ملبيا أو قال : ملبدا } ولأنه مات وهو مشغول بعبادة لها أثر فيبقى عليه ذلك الأثر كالغازي إذا استشهد .
( ولنا ) حديث { عطاء فقال : خمروا رأسه ووجهه ولا تشبهوه محرم مات باليهود } وسئلت أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن عائشة رضي الله عنها عن ذلك فقالت : اصنعوا به ما تصنعون بموتاكم وإن رضي الله عنهما لما مات ابنه عبد الله بن عمر واقد وهو محرم كفنه وعممه وحنكه وقال : لولا أنا محرمون لحنطناك يا واقد ولأن إحرامه قد انقطع بموته وقال عليه الصلاة والسلام { } والإحرام ليس منها فينقطع بالموت ولهذا لا يبني المأمور بالحج على إحرامه والتحق بالحلال وإذا جاز أن يخمر رأسه ووجهه باللبن والتراب فكذلك بالكفن وحديث الأعرابي تأويله أن النبي عليه الصلاة والسلام عرف بطريق الوحي خصوصيته ببقاء إحرامه بعد موته وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخص بعض أصحابه بأشياء . إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث