( قال ) [ ص: 26 ] لما روي { ويخطب الإمام يوم الجمعة قائما رضي الله عنه لما سئل عن هذا فقال : أليس تتلو قوله تعالى { ابن مسعود وتركوك قائما } كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب قائما حين انفض عنه الناس بدخول العير المدينة } وهكذا جرى التوارث من لدن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا والذي روي عن أن رضي الله تعالى عنه أنه كان يخطب قاعدا إنما فعل ذلك لمرض أو كبر في آخر عمره وفي حديث عثمان رضي الله تعالى عنه { جابر بن سمرة } ففي هذا دليل أنه يجوز الاكتفاء بالخطبة الواحدة بخلاف ما يقوله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخطب قائما خطبة واحدة فلما أسن جعلها خطبتين يجلس بينهما جلسة رضي الله تعالى عنه وفي هذا دليل على أن الجلسة بين الخطبتين للاستراحة وليست بشرط عندنا خلافا الشافعي رضي الله تعالى عنه إنها شرط للشافعي