وهو بقوله بعت واشتريت في محلين كل واحد منهما مال [ ص: 109 ] متقوم على طريق الاكتساب حتى أن ما يدخله معنى التبرع كالهبة بشرط العوض لا يكون بيعا ابتداء ولو وانعقاد هذا البيع بلفظين هما عبارة عن الماضي لا ينعقد البيع عندنا بخلاف النكاح كان أحد اللفظين عبارة عن المستقبل بأن يقول أحدهما بعني فيقول الآخر بعت أو يقول اشتر فيقول الآخر اشتريت يسوي بينهما باعتبار أن كل واحد منهما عقد تمليك بعوض من الجانبين والفرق لنا من وجهين ( أحدهما ) : أن النكاح يتقدمه خطبة عادة فقوله زوجيني نفسك في مجلس العقد لا يجعل خطبة لأن الخطبة قد تقدمته فيجعل أحد شطري العقد ، فأما البيع يقع بغتة من غير تقدم استيام ; فيجعل قوله : بعني : استياما . فلا بد من لفظ العقد بعده ( والثاني ) : أن قوله : زوجيني نفسك تفويض للعقد إليها ; فيجعل قولها : زوجت : عقدا تاما ; لأن كلام الواحد يصلح للعقد من الجانبين في النكاح إذا كان مأمورا به ، وفي البيع لا يتأتى مثل هذا لأن كلام الواحد لا ينعقد به البيع من الجانبين إذا لم يكن أحدهما موليا عليه من الآخر . والشافعي