( قال ) : وإذا ; طلقن جميعا ; لأن كلمة أي تتناول كل واحد من المخاطبين على الانفراد قال الله تعالى { قال لنسوة له : أيتكن أكلت من هذا الطعام فهي طالق فأكلنه ليبلوكم أيكم أحسن عملا } ، وقال تعالى : { أيكم يأتيني بعرشها } ، وحرف من للتبعيض ، فصار معلقا طلاق كل واحدة منهن بتناولها شيئا من الطعام ، وقد وجد في حقهن جميعا .
وكذلك لو قال : أيتكن دخلت هذه الدار فدخلنها ; طلقن ; لوجود الشرط من كل واحدة منهن ، وكذلك لو . قال أيتكن شاءت فهي طالق فشئن جميعا
ولو ; طلقن ; لوجود الشرط من كل واحدة منهن ، وإن بشرته واحدة بعد أخرى طلقت الأولى وحدها ; لأنها هي البشيرة فإن البشارة اسم لخبر سار صدق غاب عن المخبر علمه ، وفي الحقيقة كل خبر غاب عن المخبر به علمه ، إذا كان صدقا ، فهو بشارة قال الله تعالى : { قال : أيتكن بشرتني بكذا ، فهي طالق فبشرنه جميعا معا فبشرهم بعذاب أليم } ، وإنما سمي هذا الخبر بشارة ; لتغير بشرة الوجه عند سماعه إلا أنه إذا كان محزنا يتغير إلى الصفرة ، وإن كان سارا إلى الحمرة ، ولكن في العرف إنما يطلق هذا الاسم على الخبر السار ، وإنما وجد هذا في الأولى ; لأنها أخبرته بما غاب عنه علمه .
فأما الثانية أخبرته بما كان معلوما له ، فكانت مخبرة لا بشيرة ، ألا ترى أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قال : { ابن أم عبد } فاستبق من أراد أن يقرأ القرآن غضا طريا كما أنزل فليقرأ على قراءة أبو بكر رضي الله عنهما أن يخبراه فسبق وعمر أبو بكر رضي الله عنه فكان رضي الله عنه يقول بعد ذلك : بشرني به ابن مسعود أبو بكر رضي الله عنه ، وأخبرني به رضي الله عنه . عمر