ب- عيادة الطفل إذا مرض:
فعندما يرى الطفل وهو ما يزال في مرحلة الطفولة أن الكبار يأتون إليه في حال مرضه فإنه يتعود هذه العادة الحسنة، وتخفف هذه الزيارة من آلامه وأسقامه لا سيما إذا دعمت بدعوة للإسلام والتوبة فإن هذه العيادة تثمر، بإذن الله، كما فعل صلى الله عليه وسلم فقد أخرج البخاري عن أنس ، رضي الله عنه، قال: ( كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده فقعد عند رأسه فقال له: أسلم، فنظر إلى أبيه وهو عنده، فقال له: أطع أبا القاسم (صلى الله عليه وسلم) فأسلم فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: الحمد لله الذي أنقذه من النار ) [1] ؛ وهكذا نجد منه صلى الله عليه وسلم استغلال كل فرصة ليغرس شيئا في نفس الطفل، وفي كل لقاء يعلمه علما نافعا، وفي كل مشاهدة يعوده على الخير.
ولكي يتقبل الأبناء من المربين ما يجب أن يغرسه المربون فيهم من فضائل يجب أن يسعى المربي لإيجاد الحب بينه وبين الابن، وذلك باستغلال أوقات مرضه فيسأل عنه ويصبره ويعتني به، وينبغي على المربي أن يلتزم بآداب زيارة المريض ويعلم الطفل ويغرس فيه آداب هذه العيادة عند زيارته [ ص: 138 ] أو عندما يزوران مريضا، وذلك كأن:
1- يدق الباب برفق ويغض بصره.
2- أن تكون العيادة في وقت مناسب.
3- أن يدنو العائد من المريض ويجلس عند رأسه ويضع يده على جبهته ويسأله عن حاله وعما يشتهيه.
4- ألا يطيل الجلوس عند المريض لئلا يشق على أهله إلا إذا اقتضت الضرورة.
5- أن يدعو له بالعافية.
6- ألا يتكلم بما يزعجه ويقلقه.
7- أن يوسع له بالأمل ويشير عليه بالصبر.
وينبغي أيضا أن يغرس المربي في الابن فوائد عيادة المريض، التي يتحصلها المسلم ومنها:
1- إرضاء الله سبحانه وتعالى.
2- تذكير بالآخرة وترقيق للقلب.
3- تصلي عليه الملائكة وتستغفر له.
4- فيها اتباع لسنة النبي صلى الله عليه وسلم.
5- تحقيقها للتواصل بين المسلمين وتحقيق الألفة بينهم.
6- رجاء بركة دعاء المريض.
7- تطييب لخاطره ورفع لروحه المعنوية. [ ص: 139 ]
8- تجعل العائد كأنه في ضيافة الجنة يريح شذاها رضى وحبورا.
9- تبشره بالجنة وتغمره الرحمة.
10- تبعده عن النار سبعين خريفا.
11- في عيادة المشرك رجاء أن يهديه الله للإسلام [2] .