الفصل الخامس
أهمية وعي المستهلك بخطورة التقنيات الحديثة
هناك منتج للحضارة المادية وهناك مستهلك لها، وقد أصبح الغرب وبعض دول شرق آسيا منتجا ومصدرا للحضارة المادية بينما أصبحت الدول العربية مستهلكا لها، وهذه حقيقة لا مراء فيها. وعادة ما يكون المنتج أكثر وعيا من المستهلك بأضرار السلع التي ينتجها. هـكذا نرى في الغرب برامج للتوعية المستمرة لأضرار التقنيات والسلع الحديثة، أما اليوم فقد آن الأوان ليأخذ الفرد العربي حذره الشديد من سوء استخدام بعض التقنيات، كذلك من استهلاك الكثير من المنتجات المصنعة كالأغذية والملابس والفرش والأدوية وغيرها. ومن هـنا لا بد من تثقيف المستهلك في مسائل التغذية والملبس والفرش والعلاج وطرق استخدام التقنيات، كذلك لا بد من تثقيفه في كيفية استخدام المرافق الحضارية بجميع أشكالها ومستوياتها دون أن يضر بنفسه أو بالبيئة من حوله.
واليوم يتزايد الاعتقاد بأن معظم الأمراض ما هـي إلا نتاج التأثيرات السلبية لاستخـدام التقنيات كالأجهزة الإلكترونية والكهربائية وغـيرها؛ أو تلك التي تحيط بالفرد كالفرش والأصباغ وصرعات الديكور والإضاءة وتوزيع المرايا والمعادن وأدوات التزيين. كما ثبتت خطورة العقاقير التي [ ص: 165 ] توقف تأثير الزمن مثل حقن الكولاجين والفيبريل والهرمونات والتقشير الكيميائي وجراحات الليزر وغيرها! فكيف يتصرف الفرد؟
يتطلب ذلك بالضرورة وعي الأفراد والحكومات، سواء كان ذلك في الدول المنتجة أو المستوردة، مع بذل المحاولات الجادة لحماية وتوعية المستهلك بكل ما ذكر آنفا.