مقدمة
تظهر وسائل الإعلام العمارة المعاصرة على أنها مظهر التقدم الحضاري في العصر الحاضر.. وهذه العمارة بطرازها الدولي، ما هـي إلا تعبير عن فكرة عولمة العالم دون ضابط أو رابط.. ويغيب عن هـذه العمارة المضمون، الذي يصيغها وفق رؤية حضارية ذات جذور، فكنت قديما إذا زرت مدينة إسلامية، استطعت أن تميزها عن المدن الأخرى، أما اليوم فلا فارق بين القاهرة وباريس ولندن ونيويورك ودمشق، فالكل واحد، وإن ساء التقليد لدينا، لأننا نقلد مرتكزات ومنطلقات الآخرين في عمارتهم للكون.
وبعيدا عن الفوضى العمرانية والمعمارية في العالم الإسلامي، تنطلق في هـذا الكتاب محاولة لإحياء رؤية تراثنا في مجال العمران، من خلال أسس تخطيط وعمارة المدن الإسلامية، لعلها تكون محاولة ناجحة تؤتي ثمارها.. ولسعة الموضوع وتشعبه، حاولت التركيز قدر استطاعتي، ليستفيد منه المتخصص والقارئ المثقف بشكل عام، آملا أن يكون لبنة في مشروع إعادة بناء الحضارة الإسلامية.
والله الموفق. [ ص: 39 ]