الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

المسلمون في السنغال (معالم الحاضر وآفاق المستقبل)

عبد القادر محمد سيلا

الإمام فودي كبا دومبويا

(FODE" KABA DOUmBOUYA 1818-1901م)

لقد تركت حركة الشيخ مابا صدى كبيرا في غربي أفريقيا كله، وساهمت في إبراز قيادات، وخاصة في السنغال ، منها: حركة الإمام " فودي كبا دومبويا " الذي كان قد استنجد في بداية أمره بالشيخ " مابا جاخوبا " حينما اعتدى بعض المعتدين عليه هـو وطلبته بمنطقة كازامانسا ، وأدى تعاونه مع الشيخ مابا إلى نتائج مثمرة حيث ساعد على حماية الجماعة الإسلامية ورفع معنوياتها.

ركز " فودي كبا " جل اهتمامه على جماعة (جولا ) التي كانت إلى ذلك العهد، لم ينتشر في صفوفها الدين الإسلامي، وبفضل جهوده كلل الله تعالى مساعيه بالنجاح بدخول عدد كبير من أبناء هـذه الجماعة في الإسلام، ونجح في بناء أسس الثقافة الإسلامية في تلك البلاد.

ولعل أروع بطولة سجلها في تاريخ الحركة الإسلامية في السنغال هـو رفضه رفضا قاطعا للمساومة حينما التجأ إليه مسلمون فارون من الاحتلال الإنجليزي إثر نزاع نشب بينهم وبين المحتلين الأجانب، وكان هـؤلاء قد طالبو الإمام " فودي كبا " بعدم حماية المسلمين وبضرورة تسليمهم إليهم؛ وكانت حمايته لأولئك المسلمين سببا لنشوب معارك ضارية بينهم وبين ائتلاف مكون من الفرنسيين وحلفائهم من الخونة، أثناء تلك الاصطدامات استشهد الإمام " فودي كبا " سنة 1901م بعد حياة حافلة [ ص: 81 ] بالأعمال البطولية في خدمة العقيدة الإسلامية [1] .

كانت هـناك حركات نشطة في مناطق مختلفة من السنغال تهدف كلها إلى ترسيخ قواعد الإسلام، منها: حركات خطت خطوات هـامة في سبيل تحقيق أهدافها، وحركات تكالبت عليها قوى الشر، من ذلك: ثورة الشيخ " سيرن أنجاي سال " الذي نجح في الوصول إلى الحكم في ( كاجور ) سنة 1663م، وحاول وضع البلاد في ظل الشريعة الإسلامية، وتقدم مشروعه إلى حد بعيد، ولم ينجح أعداء الإسلام في القضاء على نظامه إلا بعد أن استغاثوا بأمير ( سالوم ) . وفي القرن الثامن عشر -في المنطقة ذاتها- قام المسلمون بثورة مماثلة، وكان من سوء الحظ أن أحدق بهم الأعادي من كل جانب، ففشلت ثورتهم بعد أن أبلوا البلاء الحسن، وكانت الإجراءات التي اتخذت ضدهم قاسية حيث بيع بعضهم وفر بعضهم الآخر إلى إقليم الرأس الأخضر . [ ص: 82 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية