الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

المسلمون في السنغال (معالم الحاضر وآفاق المستقبل)

عبد القادر محمد سيلا

مملكة غانـا [1]

ليس من السهولة بمكان تحديد موقع غانا جغرافيا بشكل دقيق، إذ يظهر أن كل المؤرخين - وهم جميعا عرب- الذين كتبوا عنها في [ ص: 51 ] القرون الوسطى لم يعاينوها، وإنما نقلوا أخبارها عن غيرهم [2] ، وكادت الروايات الشفهية أن تنسى غانا [3] ويبدو أنها كانت قوية وثرية ارتبطت بعلاقات وثيقة مع بربر الصحراء الكبرى، وقد تكون حدودها الشمالية وراء مدينة " أودغشت " الغنية بالملح، وقد يكون بعض أطراف السنغال جزءا منها.

وكانت تشتمل على جزء هـام من موريتانيا الحالية ومناطق من غربي مالي ، وكانت " أودغشت " الواقعة في قلب الصحراء قد احتلتها غانا سنة 990م وظلت تحت سيطرتها إلى أن فتحها المرابطون سنة 1054م.

وكانت عاصمة غانا هـي ـكومبي صالح- القريبة من مدينة نيرو ، وكانت العائلة المالكة تحمل الاسم العشيري " سيسي " [CUSSE ] وهي من جماعة " سونينكي " ؛ ولم ينتشر الإسلام بين أفراد الطبقة الأرستقراطية الحاكمة غير أن صلتها بالمسلمين كانت قوية.

التالي السابق


الخدمات العلمية