الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

المسلمون في السنغال (معالم الحاضر وآفاق المستقبل)

عبد القادر محمد سيلا

الطـبقات الاجتمـاعيـة الطبقات الاجتماعية، موضوع الحديث هـنا، لا تعني بالضرورة تفاوتا في مستوى الدخل، وليس أساسها غنى وثروة فئة، وفقر وحرمان فئات أخرى من المجتمع الواحد.

فمفهوم الطبقة في المجتمع السنغالي، وفي عدد من المجتمعات في غربي أفريقيا أساسه أصلا تقسيم الأدوار و المهام داخل المجتمع الواحد.

ونظرا للتحديد الدقيق لتلك الأدوار برزت حدود وأسوار لا سبيل لتخطيها بين أفراد المجتمع الواحد نتيجة تباين مناهج حياتهم، وهكذا وجدت طبقة المحاربين والحدادين والنساجين والصيادين والعبيد... كل فئة تقوم بمهمة في المجتمع تختلف عن مهام طائفة أخرى.

وتختلف أسماء هـذه الفئات الاجتماعية من جماعة لأخرى، لكن تتفق تقريبا على وجود الطوائف التالية:

· طبقة النبلاء، وتتألف من الأمراء والأعيان وكبار رجال الدولة، وتقوم بأعباء السلطة السياسية.

· طبقة الأحرار، وتشمل الفلاحين والمشايخ، وعامة الشعب ويطلق عليها لدى بعض الجماعات " بادولو " [BADOLO ] وتعني: الفقراء والمستضعفين... [ ص: 30 ]

· طبقة الحرفيين، وتشمل طوائف عديدة: نساجين، صيادين، إسكافيين ومغنين...

· طبقة العبيد، وهي على نوعين: عبيد الملك، وعبيد آخرين، حيث إن الأولين باعتبارهم ركيزة عرش الملوك ليسوا مملوكين إلا بالاسم.

على أن تقسيمات ثانوية تحصل داخل بعض الفئات لا محل للتعرض لها هـنا.

ومع مرور الزمن اختفى الأصل المهني لهذه الفئات، فأصبحت حقائق اجتماعية لها وقعها في تصرفات الأفراد والجماعات وعلاقاتهم.

ورغم التطور الحاصل في عقلية السنغاليين، فلا تزال هـذه الفروق حقيقة اجتماعية معاشة، وخصوصا في الأوساط المحافظة وبالأخص منها في الريف؛ فلا تقبل طبقة الأحرار مصاهرة طبقة الحرفيين مثلا.

وتجد الإشارة إلى أن الاستعمار الفرنسي استعان بالطبقات الاجتماعية الدنيا لتحطيم الطبقات العليا التي قاومته، وذلك لإهانتها على يد الطوائف التي كانت مهانة من قبل.

التالي السابق


الخدمات العلمية