فإن قيل : إذا كان لا يصح إلا خطاب العقلاء فما الفائدة في قوله : ( واتقون ياأولي الألباب ) .
قلنا : معناه إنكم لما كنتم من أولي الألباب كنتم متمكنين من معرفة هذه الأشياء والعمل بها ، فكان وجوبها عليكم أثبت ، وإعراضكم عنها أقبح ، ولهذا قال الشاعر :
ولم أر في عيوب الناس شيئا كنقص القادرين على التمام
ولهذا قال تعالى : ( أولئك كالأنعام بل هم أضل ) [الأعراف : 179] يعني الأنعام معذورة بسبب العجز ، أما هؤلاء القادرون فكان إعراضهم أفحش ، فلا جرم كانوا أضل .