أما قوله تعالى : ( فلا عدوان إلا على الظالمين ) ففيه وجهان :
الأول : فإن انتهوا فلا عدوان ، أي فإنهم بإصرارهم على كفرهم ظالمون لأنفسهم على ما قال تعالى : ( فلا قتل إلا على الذين لا ينتهون على الكفر إن الشرك لظلم عظيم ) [ لقمان : 13 ] .
فإن قيل : لم سمي ذلك القتل عدوانا مع أنه في نفسه حق وصواب ؟
قلنا : لأن ذلك القتل جزاء العدوان فصح إطلاق اسم العدوان عليه ، كقوله تعالى : ( وجزاء سيئة سيئة مثلها ) [ الشورى : 40 ] وقوله تعالى : ( فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ) ، ( ومكروا ومكر الله ) [ آل عمران : 54 ] ( فيسخرون منهم سخر الله منهم ) [ التوبة : 79 ] ، والثاني : إن تعرضتم لهم بعد انتهائهم عن الشرك والقتال كنتم أنتم ظالمين فنسلط عليكم من يعتدي عليكم .