[ ص: 87 ] أما
nindex.php?page=treesubj&link=28973قوله تعالى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=186فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي ) ففيه مسائل :
المسألة الأولى : وجه الناظم أن يقال : إنه تعالى قال : أنا أجيب دعاءك مع أني غني عنك مطلقا ، فكن أنت أيضا مجيبا لدعائي مع أنك محتاج إلي من كل الوجوه ، فما أعظم هذا الكرم ، وفيه دقيقة أخرى ، وهي أنه تعالى لم يقل للعبد : أجب دعائي حتى أجيب دعاءك ، لأنه لو قال ذلك لصار لدعائي ، وهذا تنبيه على أن
nindex.php?page=treesubj&link=29703إجابة الله عبده فضل منه ابتداء ، وأنه غير معلل بطاعة العبد ، وأن إجابة الرب في هذا الباب إلى العبد متقدمة على اشتغال العبد بطاعة الرب ، وهذا يدل على فساد ما نقلناه عن
المعتزلة في المسألة الرابعة .
[ ص: 87 ] أَمَّا
nindex.php?page=treesubj&link=28973قَوْلُهُ تَعَالَى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=186فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي ) فَفِيهِ مَسَائِلُ :
الْمَسْأَلَةُ الْأُولَى : وَجْهُ النَّاظِمِ أَنْ يُقَالَ : إِنَّهُ تَعَالَى قَالَ : أَنَا أُجِيبُ دُعَاءَكَ مَعَ أَنِّي غَنِيٌّ عَنْكَ مُطْلَقًا ، فَكُنْ أَنْتَ أَيْضًا مُجِيبًا لِدُعَائِي مَعَ أَنَّكَ مُحْتَاجٌ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ الْوُجُوهِ ، فَمَا أَعْظَمَ هَذَا الْكَرَمَ ، وَفِيهِ دَقِيقَةٌ أُخْرَى ، وَهِيَ أَنَّهُ تَعَالَى لَمْ يَقُلْ لِلْعَبْدِ : أَجِبْ دُعَائِيَ حَتَّى أُجِيبَ دُعَاءَكَ ، لِأَنَّهُ لَوْ قَالَ ذَلِكَ لَصَارَ لِدُعَائِي ، وَهَذَا تَنْبِيهٌ عَلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=29703إِجَابَةَ اللَّهِ عَبْدَهُ فَضْلٌ مِنْهُ ابْتِدَاءً ، وَأَنَّهُ غَيْرُ مُعَلَّلٍ بِطَاعَةِ الْعَبْدِ ، وَأَنَّ إِجَابَةَ الرَّبِّ فِي هَذَا الْبَابِ إِلَى الْعَبْدِ مُتَقَدِّمَةٌ عَلَى اشْتِغَالِ الْعَبْدِ بِطَاعَةِ الرَّبِّ ، وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى فَسَادِ مَا نَقَلْنَاهُ عَنِ
الْمُعْتَزِلَةِ فِي الْمَسْأَلَةِ الرَّابِعَةِ .