أما قوله تعالى : ( فدية طعام مسكين ) ففيه مسألتان :
المسألة الأولى : قرأ نافع وابن عامر " فدية " بغير تنوين " طعام " بالكسر مضافا إليه " مساكين " جمعا ، والباقون " فدية " منونة " طعام " بالرفع " مسكين " مخفوض ، أما القراءة الأولى ففيها بحثان :
الأول : أنه ما ؟ فنقول فيه وجهان : معنى إضافة فدية إلى طعام
أحدهما : أن الفدية لها ذات وصفتها أنها طعام ، فهذا من باب إضافة الموصوف إلى الصفة ، كقولهم : مسجد الجامع وبقلة الحمقاء .
والثاني : قال الواحدي : الفدية اسم للقدر الواجب ، والطعام اسم يعم الفدية وغيرها ، فهذه الإضافة من الإضافة التي تكون بمعنى " من " كقولك : ثوب خز ، وخاتم حديد ، والمعنى : ثوب من خز ، وخاتم من حديد ، فكذا ههنا التقدير : فدية من طعام فأضيفت الفدية إلى الطعام مع أنك تطلق على الفدية اسم الطعام .
[ ص: 70 ] البحث الثاني : أن في هذه القراءة جمعوا المساكين لأن الذين يطيقونه جماعة ، وكل واحد منهم يلزمه مسكين ، وأما القراءة الثانية وهي " فدية " بالتنوين ، فجعلوا ما بعده مفسرا له ووحدوا المسكين ؛ لأن المعنى على كل واحد لكل يوم طعام مسكين .
المسألة الثانية : في معنى الجزاء وهو عبارة عن البدل القائم على الشيء ، وعند الفدية أنه نصف صاع من بر أو صاع من غيره ، وهو مدان وعند أبي حنيفة مد . الشافعي