( وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين )
قوله تعالى : ( وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين )
اعلم أن الله سبحانه وتعالى لما أمرهم بالإيمان أولا ثم نهاهم عن لبس الحق بالباطل وكتمان دلائل النبوة ثانيا ، ذكر بعد ذلك بيان ما لزمهم من الشرائع ، وذكر من جملة الشرائع ما كان كالمقدم ، والأصل فيها وهو وههنا مسائل : الصلاة التي هي أعظم العبادات البدنية والزكاة التي هي أعظم العبادات المالية
المسألة الأولى : القائلون بأنه لا يجوز قالوا : إنما جاء الخطاب في قوله : ( تأخير بيان المجمل عن وقت الخطاب وأقيموا الصلاة ) بعد أن كان النبي صلى الله عليه وسلم وصف لهم أركان الصلاة وشرائطها فكأنه تعالى قال : وأقيموا الصلاة التي عرفتموها والقائلون بجواز التأخير قالوا : يجوز أن يراد الأمر بالصلاة وإن كانوا لا يعرفون أن الصلاة ما هي ويكون المقصود أن يوطن السامع نفسه على الامتثال ، وإن كان لا يعلم أن المأمور به ما هو كما أنه لا نزاع في أن يحسن من السيد أن يقول لعبده : إني آمرك غدا بشيء فلا بد وأن تفعله ويكون غرضه منه بأن يعزم العبد في الحال على أدائه في الوقت الثاني .