( من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا )
قوله تعالى : ( من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ) .
في الآية مسائل :
المسألة الأولى : أنه تعالى لما قال في الآية الأولى : ( وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ) ومعناه : أن كل أحد مختص بعمل نفسه ، عبر عن هذا المعنى بعبارة أخرى أقرب إلى الأفهام وأبعد عن الغلط فقال : ( من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها ) يعني أن ويتأكد هذا بقوله ( ثواب العمل الصالح مختص بفاعله ولا يتعدى منه إلى غيره وأن ليس للإنسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف يرى ) [ النجم : 39 - 40 ] قال الكعبي : الآية دالة على أن لأن قوله : ( العبد متمكن من الخير والشر وأنه غير مجبور على عمل بعينه أصلا من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها ) إنما يليق بالقادر على الفعل المتمكن منه كيف شاء وأراد ، أما المجبور على أحد الطرفين الممنوع من الطرف الثاني فهذا لا يليق به