المسألة الثالثة : هذه الآية دالة على أمرين :
الأول : أنها تدل على أن ، لقوله : ( من لا يعرف الله تعالى وأقر به فإنه لا يكون مؤمنا وما هم بمؤمنين ) وقالت الكرامية : إنه يكون مؤمنا .
الثاني : أنها تدل على بطلان قول من زعم أن كل المكلفين عارفون بالله ، ومن لم يكن به عارفا لا يكون مكلفا ، أما الأول فلأن هؤلاء المنافقين لو كانوا عارفين بالله وقد أقروا به لكان يجب أن يكون إقرارهم بذلك إيمانا ؛ لأن من عرف الله تعالى وأقر به لا بد وأن يكون مؤمنا وأما الثاني فلأن غير العارف لو كان معذورا لما ذم الله هؤلاء على عدم العرفان ، فبطل قول من قال من المتكلمين : إن من لا يعرف هذه الأشياء يكون معذورا .