فعليك باليأس من الناس إن غنى نفسك في الياس
وإنما حسن موقعها ؛ لأن الغالب أن الناس لا يحملون أنفسهم على اليأس . وأما جعلها مع اللام جوابا للمنكر في قولك : " إن زيدا لقائم " فجيد ؛ لأنه إذا كان الكلام مع المنكر كانت الحاجة إلى التأكيد أشد ، وكما يحتمل أن يكون الإنكار من السامع احتمل أيضا أن يكون من الحاضرين . واعلم أنها قد تجيء إذا ظن المتكلم في الذي وجد أنه لا يوجد مثل قولك : إنه كان مني إليه إحسان فعاملني بالسوء ، فكأنك ترد على نفسك ظنك الذي ظننت ، وتبين الخطأ في الذي توهمت ، وعليه قوله تعالى حكاية عن أم مريم : ( قالت رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت ) [آل عمران : 36] وكذلك قول نوح عليه السلام : ( قال رب إن قومي كذبون ) [الشعراء : 117] .