( فمن الله عليكم [ ص: 6 ] ثم فمن الله عليكم ) وفيه احتمالان : قال تعالى : (
الأول : أن يكون هذا متعلقا بقوله : ( كذلك كنتم من قبل ) يعني : إيمانكم كان مثل إيمانهم في أنه إنما عرف منه مجرد القول اللساني دون ما في القلب ، أو في أنه كان في ابتداء الأمر حاصلا بسبب ضعيف ، ثم من الله عليكم حيث قوى نور الإيمان في قلوبكم وأعانكم على العمل به والمحبة له .
والثاني : أن يكون هذا منقطعا عن هذا الموضع ، ويكون متعلقا بما قبله ؛ وذلك لأن القوم لما قتلوا من تكلم بلا إله إلا الله ، ثم إنه تعالى نهاهم عن هذا الفعل ، وبين لهم أنه من العظائم قال بعد ذلك : ( فمن الله عليكم ) أي : من عليكم بأن قبل توبتكم عن ذلك الفعل المنكر .