المسألة الثامنة : اعلم أن ، أما القول فيجب إطاعته لقوله تعالى : ( المنقول عن الرسول صلى الله عليه وسلم إما القول وإما الفعل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ) وأما الفعل فيجب على الأمة الاقتداء به إلا ما خصه الدليل . وذلك لأنا بينا أن قوله : ( أطيعوا ) يدل على أن أوامر الله للوجوب ثم إنه تعالى قال في آية أخرى في صفة محمد عليه الصلاة والسلام : ( فاتبعوه ) [ الأنعام : 153 ] وهذا أمر ، فوجب أن يكون للوجوب ، فثبت أن متابعته واجبة ، والمتابعة عبارة عن الإتيان بمثل فعل الغير لأجل أن ذلك الغير فعله ، فثبت أن قوله ( أطيعوا الله ) يوجب ، وقوله : ( الاقتداء بالرسول في كل أفعاله وأطيعوا الرسول ) يوجب الاقتداء به في جميع أقواله ، ولا شك أنهما أصلان معتبران في الشريعة .