ثم قال تعالى : ( واسألوا الله من فضله ) وفيه مسائل :
المسألة الأولى : ابن كثير والكسائي : " وسلوا الله من فضله " بغير همز ، بشرط أن يكون أمرا من السؤال ، وبشرط أن يكون قبله واو أو فاء ، والباقون بالهمز في كل القرآن . قرأ
أما الأول : فنقل حركة الهمزة إلى السين ، واستغنى عن ألف الوصل فحذفها .
وأما الثاني : فعلى الأصل . واتفقوا في قوله : ( وليسألوا ) [ الممتحنة : 10 ] أنه بالهمزة ؛ لأنه أمر لغائب .
المسألة الثانية : قال أبو علي الفارسي : قوله : ( من فضله ) في موضع المفعول الثاني في قول أبي [ ص: 68 ] الحسن ، ويكون المفعول الثاني محذوفا في قياس قول ، والصفة قائمة مقامه ، كأنه قيل : واسألوا الله نعمته من فضله . سيبويه
المسألة الثالثة : قوله : ( واسألوا الله من فضله ) تنبيه على أن الإنسان لا يجوز له أن ، ولكن يطلب من فضل الله ما يكون سببا لصلاحه في دينه ودنياه على سبيل الإطلاق . يعين شيئا في الطلب والدعاء
ثم قال : ( إن الله كان بكل شيء عليما ) والمعنى أنه تعالى هو العالم بما يكون صالحا للسائلين ، فليقتصر السائل على المجمل ، وليحترز في دعائه عن التعيين ، فربما كان ذلك محض المفسدة والضرر ، والله أعلم .