( ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون )
ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون ) قوله تعالى : (
في الآية مسائل :
المسألة الأولى : في سبب نزول هذه الآية قولان . الأول : وهو المشهور : أنها نزلت في قصة أحد ، ثم [ ص: 190 ] القائلون بهذا القول اختلفوا على ثلاثة أوجه . أحدها : أنه أراد أن يدعو على الكفار فنزلت هذه الآية والقائلون بهذا ذكروا احتمالات . أحدها : روي أن عتبة بن أبي وقاص شجه وكسر رباعيته فجعل يمسح الدم عن وجهه يغسل عن وجهه الدم وهو يقول : " وسالم مولى أبي حذيفة " ثم أراد أن يدعو عليهم فنزلت هذه الآية . وثانيها : ما روى كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم بالدم وهو يدعوهم إلى ربهم عن أبيه سالم بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن أقواما فقال : " عبد الله بن عمر أبا سفيان ، اللهم العن الحرث بن هشام ، اللهم العن صفوان بن أمية " فنزلت هذه الآية ( اللهم العن أو يتوب عليهم ) فتاب الله على هؤلاء وحسن إسلامهم . وثالثها : أنها نزلت في وذلك لأنه صلى الله عليه وسلم لما رآه ورأى ما فعلوا به من المثلة قال : " حمزة بن عبد المطلب " ، فنزلت هذه الآية ، قال لأمثلن منهم بثلاثين القفال رحمه الله ، وكل هذه الأشياء حصلت يوم أحد ، فنزلت هذه الآية عند الكل فلا يمتنع حملها على كل الاحتمالات . الثاني : في سبب نزول هذه الآية أنها نزلت بسبب أنه صلى الله عليه وسلم أراد أن يلعن المسلمين الذين خالفوا أمره والذين انهزموا فمنعه الله من ذلك وهذا القول مروي عن رضي الله عنهما . ابن عباس
الوجه الثالث : أنه صلى الله عليه وسلم أراد أن يستغفر للمسلمين الذين انهزموا وخالفوا أمره ويدعو عليهم فنزلت الآية ، فهذه الاحتمالات والوجوه كلها مفرعة على قولنا : إن هذه الآية نزلت في قصة أحد .
القول الثاني : أنها نزلت في واقعة أخرى وهي أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث جمعا من خيار أصحابه إلى أهل بئر معونة ليعلموهم القرآن فذهب إليهم عامر بن الطفيل مع عسكره وأخذهم وقتلهم فجزع من ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم جزعا شديدا ودعا على الكفار أربعين يوما ، فنزلت هذه الآية ، هذا قول مقاتل وهو بعيد لأن أكثر العلماء اتفقوا على أن هذه الآية في قصة أحد ، وسياق الكلام يدل عليه وإلقاء قصة أجنبية عن أول الكلام وآخره غير لائق .