( فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين قال رب أنى يكون لي غلام وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر قال كذلك الله يفعل ما يشاء )
قوله تعالى : ( فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين قال رب أنى يكون لي غلام وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر قال كذلك الله يفعل ما يشاء ) وفيه مسألتان :
[ ص: 31 ] المسألة الأولى : قرأ حمزة والكسائي : ( فناداه الملائكة ) ، على التذكير والإمالة ، والباقون على التأنيث على اللفظ ، وقيل : من ذكر فلأن الفعل قبل الاسم ، ومن أنث فلأن الفعل للملائكة ، وقرأ ابن عامر " المحراب " بالإمالة ، والباقون بالتفخيم ، وفي قراءة ابن مسعود : فناداه جبريل .
المسألة الثانية : ظاهر اللفظ يدل على أن النداء كان من الملائكة ، ولا شك أن هذا في التشريف أعظم ، فإن دل دليل منفصل أن المنادي كان جبريل - عليه السلام - فقط صرنا إليه ، وحملنا هذا اللفظ على التأويل ، فإنه يقال : فلان يأكل الأطعمة الطيبة ، ويلبس الثياب النفيسة ، أي يأكل من هذا الجنس ، ويلبس من هذا الجنس ، مع أن المعلوم أنه لم يأكل جميع الأطعمة ، ولم يلبس جميع الأثواب ، فكذا هاهنا ، ومثله في القرآن ( الذين قال لهم الناس ) [ آل عمران : 173 ] وهم نعيم بن مسعود ؛ إن الناس : يعني أبا سفيان ، قال : إذا كان القائل رئيسا جاز الإخبار عنه بالجمع لاجتماع أصحابه معه ، فلما كان المفضل بن سلمة جبريل رئيس الملائكة ، وقلما يبعث إلا ومعه جمع صح ذلك .