[ ص: 186 ] ( إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب أليم أولئك الذين حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وما لهم من ناصرين ) .
قوله تعالى ( إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب أليم أولئك الذين حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وما لهم من ناصرين ) .
اعلم أنه تعالى لما ذكر من قبل حال من يعرض ويتولى بقوله ( وإن تولوا فإنما عليك البلاغ ) أردفه بصفة هذا المتولي فذكر ثلاثة أنواع من الصفات :
الصفة الأولى : قوله ( إن الذين يكفرون بآيات الله ) .
فإن قيل : ظاهر الآية يقتضي كونهم كافرين بجميع آيات الله واليهود والنصارى ما كانوا كذلك لأنهم كانوا مقرين بالصانع وعلمه وقدرته والمعاد .
قلنا : الجواب من وجهين :
الأول : أن نصرف آيات الله إلى المعهود السابق وهو القرآن ، ومحمد صلى الله عليه وسلم .
الثاني : أن نحمله على العموم ، ونقول إن محمد صلى الله عليه وسلم يلزمه أن يكذب بجميع آيات الله تعالى لأن من تناقض لا يكون مؤمنا بشيء من الآيات إذ لو كان مؤمنا بشيء منها لآمن بالجميع . من كذب بنبوة
الصفة الثانية : قوله تعالى : ( ويقتلون النبيين بغير حق ) وفيه مسائل :
المسألة الأولى : قرأ الحسن " ويقتلون النبيين بغير حق " وهو للمبالغة .
المسألة الثانية : روي عن أنه قال : أبي عبيدة بن الجراح ؟ قال : رجل قتل نبيا أو رجلا أمر بالمعروف ونهى عن المنكر ، وقرأ هذه الآية ثم قال : يا أشد عذابا يوم القيامة أبا عبيدة قتلت بنو إسرائيل ثلاثة وأربعين نبيا من أول النهار في ساعة واحدة ، فقام مائة رجل واثنا عشر رجلا من عباد بني إسرائيل ، فأمروا من قتلهم بالمعروف ونهوهم عن المنكر فقتلوا جميعا من آخر النهار في ذلك اليوم فهم الذين ذكرهم الله تعالى . وأيضا القوم قتلوا قلت يا رسول الله أي الناس يحيى بن زكريا ، وزعموا أنهم قتلوا عيسى ابن مريم فعلى قولهم ثبت أنهم كانوا يقتلون الأنبياء .