حدثنا
عبد الله بن محمد ، قال : ثنا
أبو طالب بن سوادة ، قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17403يوسف بن بحر المروزي ، قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16505عبد الوهاب بن عطاء ، قال : ثنا
أبو عبيدة سعيد بن رزين ، قال : سمعت
الحسن يعظ أصحابه يقول : إن
nindex.php?page=treesubj&link=27705_29497_24626_30494الدنيا دار عمل من صحبها بالنقص لها والزهادة فيها سعد بها ونفعته صحبتها ، ومن صحبها على الرغبة فيها والمحبة لها شقي بها وأجحف بحظه من الله عز وجل ثم أسلمته إلى ما لا صبر له عليه ولا طاقة له به من عذاب الله ، فأمرها صغير ، ومتاعها قليل ، والفناء عليها مكتوب ، والله تعالى ولي ميراثها ، وأهلها محولون عنها إلى منازل لا تبلى ولا يغيرها طول الثواء منها يخرجون . فاحذروا - ولا قوة إلا بالله - ذلك الموطن ، وأكثروا ذكر ذلك المنقلب ، واقطع يا ابن آدم من الدنيا أكثر همك ، أو لتقطعن حبالها بك فينقطع ذكر ما خلقت له من نفسك ، ويزيغ عن الحق قلبك ، وتميل إلى الدنيا فترديك ، وتلك منازل سوء بين ضرها ، منقطع نفعها ، مفضية والله بأهلها إلى ندامة طويلة وعذاب شديد ، فلا تكونن يا ابن آدم مغترا ، ولا تأمن ما لم يأتك الأمان منه ، فإن الهول الأعظم ومفظعات الأمور أمامك لم تخلص منها حتى الآن ، ولا بد من ذلك المسلك وحضور تلك الأمور ، إما يعافيك من شرها وينجيك من أهوالها ، وإما الهلكة . وهي منازل شديدة مخوفة محذورة مفزعة للقلوب ، فلذلك فاعدد ، ومن شرها فاهرب ، ولا يلهينك المتاع القليل الفاني ، ولا تربص بنفسك فهي سريعة الانتقاص من عمرك ، فبادر أجلك ولا تقل غدا غدا فإنك لا تدري متى إلى الله تصير ، واعلموا أن الناس أصبحوا جادين في زينة الدنيا ، يضربون في كل غمرة ، وكل معجب بما هو فيه ، راض به حريص على أن يزداد منه ، فما لم يكن من ذلك لله عز وجل في طاعة الله فقد خسر أهله وضاع سعيه ، وما كان من ذلك في الله في طاعة الله فقد أصاب أهله به وجه أمرهم ، ووفقوا فيه بحظهم ، عندهم كتاب الله وعهده وذكر ما مضى وذكر ما بقي ، والخير عمن وراءهم .
كذلك أمر الله اليوم وقبل ذلك أمره فيمن مضى ،
[ ص: 141 ] لأن حجة الله بالغة ، والعذر بارز ، وكل مواف الله ولما عمل ، ثم يكون القضاء من الله في عباده على أحد أمرين : فمقضي له رحمته وثوابه فيا لها نعمة وكرامة ، ومقضي له سخطه وعقوبته فيا لها حسرة وندامة ، ولكن حق على من جاءه البيان من الله بأن هذا أمره وهو واقع أن يصغر في عينه ما هو عند الله صغير ، وأن يعظم في نفسه ما هو عند الله عظيم ، أوليس ما ذكر الله من الكراهة لأهلها فيما بعد الموت والهوان ما يطيب نفس امرئ عن عيشة دنياه ، فإنها قد أذنت بزوال ، لا يدوم نعيمها ، ولا يؤمن فجائعها ، يبلى جديدها ، ويسقم صحيحها ، ويفتقر غنيها ، ميالة بأهلها ، لعابة بهم على كل حال . ففيها عبرة لمن اعتبر ، وبيان فعلام تنتظر .
يا ابن آدم أنت اليوم في دار هي لافظتك ، وكأن قد بدا لك أمرها ، وإلى انصرام ما تكون سريعا ، ثم يفضى بأهلها إلى أشد الأمور وأعظمها خطرا ، فاتق الله يا ابن آدم ، وليكن سعيك في دنياك لآخرتك ، فإنه ليس لك من دنياك شيء إلا ما صدرت أمامك ، فلا تدخرن عن نفسك مالك ، ولا تتبع نفسك ما قد علمت أنك تاركه خلفك ، ولكن تزود لبعد الشقة ، واعدد العدة أيام حياتك وطول مقامك قبل أن ينزل بك من قضاء الله ما هو نازل فيحول دون الذي تريد ، فإذا أنت يا ابن آدم قد ندمت حيث لا تغني الندامة عنك ، ارفض الدنيا ولتسخ بها نفسك ودع منها الفضل ، فإنك إذا فعلت ذلك أصبت أربح الأثمان من نعيم لا يزول ، ونجوت من عذاب شديد ليس لأهله راحة ولا فترة ، فاكدح لما خلقت له قبل أن تفرق بك الأمور فيشق عليك اجتماعها ، صاحب الدنيا بجسدك ، وفارقها بقلبك ، ولينفعك ما قد رأيت مما قد سلف بين يديك من العمر ، وحال بين أهل الدنيا وبين ما هم فيه ، فإنه عن قليل فناؤه ، ومخوف وباله ، وليزدك إعجاب أهلها بها زهدا فيها
[ ص: 142 ] وحذرا منها ، فإن الصالحين كذلك كانوا .
واعلم يا ابن آدم أنك تطلب أمرا عظيما لا يقصر فيه إلا المحروم الهالك ، فلا تركب الغرور وأنت ترى سبيله ؛ ولا تدع حظك وقد عرض عليك ، وأنت مسئول ومقول لك ، فأخلص عملك ، وإذا أصبحت فانتظر الموت ، وإذا أمسيت فكن على ذلك ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، وإن
nindex.php?page=treesubj&link=30491_18633_19888أنجى الناس من عمل بما أنزل الله في الرخاء والبلاء ، وأمر العباد بطاعة الله وطاعة رسوله ، فإنكم أصبحتم في دار مذمومة خلقت فتنة ، وضرب لأهلها أجل إذا انتهوا إليه يبيد . أخرج نباتها ، وبث فيها من كل دابة ، ثم أخبرهم بالذي هم إليه صائرون ، وأمر عباده فيما أخرج لهم من ذلك بطاعته ، وبين لهم سبيلها - يعني سبيل الطاعة - ووعدهم عليها الجنة ، وهم في قبضته ليس منهم بمعجز له ، وليس شيء من أعمالهم يخفى عليه ، سعيهم فيها شتى بين عاص ومطيع له ، ولكل جزاء من الله بما عمل ، ونصيب غير منقوص ، ولم أسمع الله تعالى فيما عهد إلى عباده وأنزل عليهم في كتابه رغب في الدنيا أحدا من خلقه ، ولا رضي له بالطمأنينة فيها ، ولا الركون إليها ، بل صرف الآيات وضرب الأمثال بالعيب لها ، والنهي عنها ، ورغب في غيرها . وقد بين لعباده أن الأمر الذي خلقت له الدنيا وأهلها عظيم الشأن ، هائل المطلع ، نقلهم عنه - أراه - إلى دار لا يشبه ثوابهم ثوابا ، ولا عقابهم عقابا ، لكنها دار خلود يدين الله تعالى فيها العباد بأعمالهم ثم ينزلهم منازلهم ، لا يتغير فيها بؤس عن أهلها ولا نعيم ، فرحم الله عبدا طلب الحلال جهده حتى إذا دار في يده وجهه وجهه الذي هو وجهه .
ويحك يا ابن آدم ما يضرك الذي أصابك من شدائد الدنيا إذا خلص لك خير الآخرة ؛ ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر ؛ هذا فضح القوم ، ألهاكم التكاثر عن الجنة عند دعوة الله تعالى وكرامته ، والله لقد صحبنا أقواما كانوا يقولون ليس لنا في الدنيا حاجة ، ليس لها خلقنا ، فطلبوا الجنة بغدوهم ورواحهم وسهرهم ، نعم والله ، حتى أهرقوا فيها دماءهم ، ورجوا فأفلحوا ونجوا . هنيئا لهم لا يطوي أحدهم ثوبا ، ولا يفترشه ، ولا تلقاه إلا صائما ذليلا متبائسا
[ ص: 143 ] خائفا ، حتى إذا دخل إلى أهله إن قرب إليه شيء أكله وإلا سكت ، لا يسألهم عن شيء ما هذا وما هذا ، ثم قال :
ليس من مات فاستراح بميت إنما الميت ميت الأحياء
حدثنا
أبو محمد بن حيان ، قال : ثنا
محمد بن عبد الله بن رسته ، قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16244طالوت بن عباد ، قال : ثنا
عبد المؤمن بن عبيد الله ، عن
الحسن ، قال : يا ابن آدم عملك عملك فإنما هو لحمك ودمك ، فانظر على أي حال تلقى عملك ، إن
nindex.php?page=treesubj&link=19863_19867لأهل التقوى علامات يعرفون بها ، صدق الحديث ، والوفاء بالعهد ، وصلة الرحم ، ورحمة الضعفاء ، وقلة الفخر والخيلاء ، وبذل المعروف وقلة المباهاة للناس ، وحسن الخلق ، وسعة الخلق مما يقرب إلى الله عز وجل . يا ابن آدم إنك ناظر إلى عملك يوزن خيره وشره ، فلا تحقرن من الخير شيئا وإن هو صغر ، فإنك إذا رأيته سرك مكانه ، ولا تحقرن من الشر شيئا ، فإنك إذا رأيته ساءك مكانه ، فرحم الله رجلا كسب طيبا وأنفق قصدا ، وقدم فضلا ليوم فقره وفاقته ، هيهات هيهات ذهبت الدنيا بحالتي مآلها ، وبقيت الأعمال قلائد في أعناقكم ، أنتم تسوقون الناس والساعة تسوقكم ، وقد أسرع بخياركم فما تنتظرون ؟ المعاينة فكأن قد . إنه لا كتاب بعد كتابكم ، ولا نبي بعد نبيكم . يا ابن آدم بع دنياك بآخرتك تربحهما جميعا ، ولا تبيعن آخرتك بدنياك فتخسرهما جميعا .
حدثنا
أحمد بن جعفر بن حمدان ، قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16408عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، قال : ثنا
محمد بن سابق ، قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16872مالك بن مغول ، عن
حميد . قال : بينما
الحسن في يوم من رجب في المسجد وهو يمص ماء ويمجه ، تنفس تنفسا شديدا ثم بكى حتى ارتعدت منكباه ، ثم قال :
nindex.php?page=treesubj&link=30296لو أن بالقلوب حياة ، لو أن بالقلوب صلاحا ، لأبكيتكم من ليلة صبيحتها يوم القيامة ، إن ليلة تمخض عن صبيحة يوم القيامة ما سمع الخلائق بيوم قط أكثر فيه من عورة بادية ،
[ ص: 144 ] ولا عين باكية ، من يوم القيامة .
حدثنا
أحمد بن جعفر بن مالك ، قال : ثنا
عبد الله بن أحمد ، حدثني أبي ، قال : ثنا
محمد بن سابق ، قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16872ابن مغول ، قال : قال
الحسن : غدا كل امرئ فيما يهمه ، ومن هم بشيء أكثر من ذكره ، إنه لا عاجلة لمن لا آخرة له ،
nindex.php?page=treesubj&link=29497_27705ومن آثر دنياه على آخرته فلا دنيا له ولا آخرة .
حدثنا
أبو بكر بن مالك ، قال : ثنا
عبد الله بن أحمد ، قال : ثنا
علي بن مسلم ، قال : ثنا
سيار ، قال : ثنا
جعفر ، قال : ثنا
إبراهيم بن عيسى اليشكري ، قال : سمعت
الحسن nindex.php?page=treesubj&link=29497_27705إذا ذكر صاحب الدنيا يقول : والله ما بقيت له ولا بقي لها ، ولا سلم من تبعتها ولا شرها ولا حسابها ، ولقد أخرج منها في خرق .
حدثنا
أحمد بن جعفر بن معبد ، قال : ثنا
عبد الله بن محمد بن النعمان ، قال : ثنا
محمد بن آدم المصيصي - وكان يقال إنه من الأبدال - قال :ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17056مخلد بن الحسين ، عن
هشام ، عن
الحسن في قوله عز وجل : (
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=19هاؤم اقرءوا كتابيه nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=20إني ظننت أني ملاق حسابيه ) . قال :
nindex.php?page=treesubj&link=20002إن المؤمن أحسن الظن بربه فأحسن العمل ، وإن المنافق أساء الظن فأساء العمل .
حدثنا
أبو مسعود عبد الله بن محمد بن أحمد الأديب ، قال : ثنا
محمد بن أحمد بن سليمان الهروي ، قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=11971أبو حاتم السجستاني ، قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي ، قال : ثنا
عيسى بن عمر ، قال : قال
الحسن : حادثوا هذه القلوب فإنها سريعة الدثور ،
nindex.php?page=treesubj&link=19691_19688واقرعوا النفوس فإنها خليعة ، وإنكم إن أطعتموها تنزل بكم إلى شر غاية .
حدثنا
أبو بكر محمد بن عبد الله القاري ، قال : ثنا
عبيد بن الحسن ، قال : ثنا
سليمان بن داود ، قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12156أبو معاوية الضرير ، قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14835العوام بن حوشب ، قال : سمعت
الحسن يقول :
nindex.php?page=treesubj&link=30469_18759من كانت له أربع خلال حرمه الله على النار ، وأعاذه من الشيطان ، من يملك نفسه عند الرغبة والرهبة ، وعند الشهوة ، وعند الغضب .
حَدَّثَنَا
عبد الله بن محمد ، قَالَ : ثَنَا
أبو طالب بن سوادة ، قَالَ : ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17403يُوسُفُ بْنُ بَحْرٍ الْمَرْوَزِيُّ ، قَالَ : ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16505عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ ، قَالَ : ثَنَا
أبو عبيدة سعيد بن رزين ، قَالَ : سَمِعْتُ
الحسن يَعِظُ أَصْحَابَهُ يَقُولُ : إِنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=27705_29497_24626_30494الدُّنْيَا دَارُ عَمَلٍ مَنْ صَحِبَهَا بِالنَّقْصِ لَهَا وَالزَّهَادَةِ فِيهَا سَعِدَ بِهَا وَنَفَعَتْهُ صُحْبَتُهَا ، وَمَنْ صَحِبَهَا عَلَى الرَّغْبَةِ فِيهَا وَالْمَحَبَّةِ لَهَا شَقِيَ بِهَا وَأُجْحِفَ بِحَظِّهِ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ثُمَّ أَسْلَمَتْهُ إِلَى مَا لَا صَبْرَ لَهُ عَلَيْهِ وَلَا طَاقَةَ لَهُ بِهِ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ ، فَأَمْرُهَا صَغِيرٌ ، وَمَتَاعُهَا قَلِيلٌ ، وَالْفِنَاءُ عَلَيْهَا مَكْتُوبٌ ، وَاللَّهُ تَعَالَى وَلِيَ مِيرَاثَهَا ، وَأَهْلُهَا مُحَوَّلُونَ عَنْهَا إِلَى مَنَازِلَ لَا تَبْلَى وَلَا يُغَيِّرُهَا طُولُ الثَّوَاءِ مِنْهَا يُخْرَجُونَ . فَاحْذَرُوا - وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ - ذَلِكَ الْمَوْطِنَ ، وَأَكْثِرُوا ذِكْرَ ذَلِكَ الْمُنْقَلَبِ ، وَاقْطَعْ يَا ابْنَ آدَمَ مِنَ الدُّنْيَا أَكْثَرَ هَمِّكَ ، أَوْ لَتُقْطَعَنَّ حِبَالُهَا بِكَ فَيَنْقَطِعُ ذِكْرُ مَا خُلِقْتَ لَهُ مِنْ نَفْسِكَ ، وَيَزِيغُ عَنِ الْحَقِّ قَلْبُكَ ، وَتَمِيلُ إِلَى الدُّنْيَا فَتُرْدِيكَ ، وَتِلْكَ مَنَازِلُ سُوءٍ بَيِّنٌ ضُرُّهَا ، مُنْقَطِعٌ نَفْعُهَا ، مُفْضِيَةٌ وَاللَّهِ بِأَهْلِهَا إِلَى نَدَامَةٍ طَوِيلَةٍ وَعَذَابٍ شَدِيدٍ ، فَلَا تَكُونَنَّ يَا ابْنَ آدَمَ مُغْتَرًّا ، وَلَا تَأْمَنْ مَا لَمْ يَأْتِكَ الْأَمَانُ مِنْهُ ، فَإِنَّ الْهَوْلَ الْأَعْظَمَ وَمُفْظِعَاتِ الْأُمُورِ أَمَامَكَ لَمْ تَخْلُصْ مِنْهَا حَتَّى الْآنَ ، وَلَا بُدَّ مِنْ ذَلِكَ الْمَسْلَكِ وَحُضُورِ تِلْكَ الْأُمُورِ ، إِمَّا يُعَافِيكَ مِنْ شَرِّهَا وَيُنْجِيكَ مِنْ أَهْوَالِهَا ، وَإِمَّا الْهَلَكَةُ . وَهِيَ مَنَازِلُ شَدِيدَةٌ مَخُوفَةٌ مَحْذُورَةٌ مُفْزِعَةٌ لِلْقُلُوبِ ، فَلِذَلِكَ فَاعْدُدْ ، وَمِنْ شَرِّهَا فَاهْرُبْ ، وَلَا يُلْهِيَنَّكَ الْمَتَاعُ الْقَلِيلُ الْفَانِي ، وَلَا تَرَبَّصْ بِنَفْسِكَ فَهِيَ سَرِيعَةُ الِانْتِقَاصِ مِنْ عُمُرِكَ ، فَبَادِرْ أَجَلَكَ وَلَا تَقُلْ غَدًا غَدًا فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي مَتَى إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ ، وَاعْلَمُوا أَنَّ النَّاسَ أَصْبَحُوا جَادِّينَ فِي زِينَةِ الدُّنْيَا ، يَضْرِبُونَ فِي كُلِّ غَمْرَةٍ ، وَكُلٌّ مُعْجَبٌ بِمَا هُوَ فِيهِ ، رَاضٍ بِهِ حَرِيصٌ عَلَى أَنْ يَزْدَادَ مِنْهُ ، فَمَا لَمْ يَكُنْ مِنْ ذَلِكَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي طَاعَةِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ أَهْلُهُ وَضَاعَ سَعْيُهُ ، وَمَا كَانَ مِنْ ذَلِكَ فِي اللَّهِ فِي طَاعَةِ اللَّهِ فَقَدْ أَصَابَ أَهْلُهُ بِهِ وَجْهَ أَمْرِهِمْ ، وَوُفِّقُوا فِيهِ بِحَظِّهِمْ ، عِنْدَهُمْ كِتَابُ اللَّهِ وَعَهْدُهُ وَذِكْرُ مَا مَضَى وَذِكْرُ مَا بَقِيَ ، وَالْخَيْرُ عَمَّنْ وَرَاءَهُمْ .
كَذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ الْيَوْمَ وَقَبْلَ ذَلِكَ أَمْرُهُ فِيمَنْ مَضَى ،
[ ص: 141 ] لِأَنَّ حُجَّةَ اللَّهِ بَالِغَةٌ ، وَالْعُذْرُ بَارِزٌ ، وَكُلٌّ مُوَافٍ اللَّهَ وَلِمَا عَمِلَ ، ثُمَّ يَكُونُ الْقَضَاءُ مِنَ اللَّهِ فِي عِبَادِهِ عَلَى أَحَدِ أَمْرَيْنِ : فَمَقْضِيٌّ لَهُ رَحْمَتُهُ وَثَوَابُهُ فَيَا لَهَا نِعْمَةً وَكَرَامَةً ، وَمَقْضِيٌّ لَهُ سُخْطُهُ وَعُقُوبَتُهُ فَيَا لَهَا حَسْرَةً وَنَدَامَةً ، وَلَكِنْ حَقَّ عَلَى مَنْ جَاءَهُ الْبَيَانُ مِنَ اللَّهِ بِأَنَّ هَذَا أَمْرُهُ وَهُوَ وَاقِعٌ أَنْ يَصْغُرَ فِي عَيْنِهِ مَا هُوَ عِنْدَ اللَّهِ صَغِيرٌ ، وَأَنْ يَعْظُمَ فِي نَفْسِهِ مَا هُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ ، أَوَلَيْسَ مَا ذَكَرَ اللَّهُ مِنَ الْكَرَاهَةِ لِأَهْلِهَا فِيمَا بَعْدَ الْمَوْتِ وَالْهَوَانِ مَا يُطَيِّبُ نَفْسَ امْرِئٍ عَنْ عِيشَةِ دُنْيَاهُ ، فَإِنَّهَا قَدْ أَذِنَتْ بِزَوَالٍ ، لَا يَدُومُ نَعِيمُهَا ، وَلَا يُؤْمَنُ فَجَائِعُهَا ، يَبْلَى جَدِيدُهَا ، وَيَسْقَمُ صَحِيحُهَا ، وَيَفْتَقِرُ غَنِيُّهَا ، مَيَّالَةٌ بِأَهْلِهَا ، لَعَّابَةٌ بِهِمْ عَلَى كُلِّ حَالٍ . فَفِيهَا عِبْرَةٌ لِمَنِ اعْتَبَرَ ، وَبَيَانٌ فَعَلَامَ تَنْتَظِرُ .
يَا ابْنَ آدَمَ أَنْتَ الْيَوْمَ فِي دَارٍ هِيَ لَافِظَتُكَ ، وَكَأَنَّ قَدْ بَدَا لَكَ أَمْرَهَا ، وَإِلَى انْصِرَامٍ مَا تَكُونُ سَرِيعًا ، ثُمَّ يُفْضَى بِأَهْلِهَا إِلَى أَشَدِّ الْأُمُورِ وَأَعْظَمِهَا خَطَرًا ، فَاتَّقِ اللَّهَ يَا ابْنَ آدَمَ ، وَلْيَكُنْ سَعْيُكَ فِي دُنْيَاكَ لِآخِرَتِكَ ، فَإِنَّهُ لَيْسَ لَكَ مِنْ دُنْيَاكَ شَيْءٌ إِلَّا مَا صَدَرَتْ أَمَامَكَ ، فَلَا تَدَّخِرَنَّ عَنْ نَفْسِكَ مَالَكَ ، وَلَا تُتْبِعْ نَفْسَكَ مَا قَدْ عَلِمْتَ أَنَّكَ تَارِكُهُ خَلْفَكَ ، وَلَكِنْ تَزَوَّدْ لِبُعْدِ الشُّقَّةِ ، وَاعْدُدِ الْعُدَّةَ أَيَّامَ حَيَاتِكَ وَطُولَ مُقَامِكَ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ بِكَ مِنْ قَضَاءِ اللَّهِ مَا هُوَ نَازِلٌ فَيَحُولَ دُونَ الَّذِي تُرِيدُ ، فَإِذَا أَنْتَ يَا ابْنَ آدَمَ قَدْ نَدِمْتَ حَيْثُ لَا تُغْنِي النَّدَامَةُ عَنْكَ ، ارْفُضِ الدُّنْيَا وَلْتَسْخُ بِهَا نَفْسُكَ وَدَعْ مِنْهَا الْفَضْلَ ، فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ أَصَبْتَ أَرْبَحَ الْأَثْمَانِ مِنْ نَعِيمٍ لَا يَزُولُ ، وَنَجَوْتَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ لَيْسَ لِأَهْلِهِ رَاحَةٌ وَلَا فَتْرَةٌ ، فَاكْدَحْ لِمَا خُلِقَتْ لَهُ قَبْلَ أَنْ تَفَرَّقَ بِكَ الْأُمُورُ فَيَشُقَّ عَلَيْكَ اجْتِمَاعُهَا ، صَاحِبِ الدُّنْيَا بِجَسَدِكَ ، وَفَارِقْهَا بِقَلْبِكَ ، وَلْيَنْفَعْكَ مَا قَدْ رَأَيْتَ مِمَّا قَدْ سَلَفَ بَيْنَ يَدَيْكَ مِنَ الْعُمُرِ ، وَحَالَ بَيْنَ أَهْلِ الدُّنْيَا وَبَيْنَ مَا هُمْ فِيهِ ، فَإِنَّهُ عَنْ قَلِيلٍ فَنَاؤُهُ ، وَمَخُوفٌ وَبَالُهُ ، وَلْيَزِدْكَ إِعْجَابُ أَهْلِهَا بِهَا زُهْدًا فِيهَا
[ ص: 142 ] وَحَذَرًا مِنْهَا ، فَإِنَّ الصَّالِحِينَ كَذَلِكَ كَانُوا .
وَاعْلَمْ يَا ابْنَ آدَمَ أَنَّكَ تَطْلُبُ أَمْرًا عَظِيمًا لَا يُقَصِّرُ فِيهِ إِلَّا الْمَحْرُومُ الْهَالِكُ ، فَلَا تَرْكَبِ الْغُرُورَ وَأَنْتَ تَرَى سَبِيلَهُ ؛ وَلَا تَدَعْ حَظَّكَ وَقَدْ عُرِضَ عَلَيْكَ ، وَأَنْتَ مَسْئُولٌ وَمَقُولٌ لَكَ ، فَأَخْلِصْ عَمَلَكَ ، وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَانْتَظِرِ الْمَوْتَ ، وَإِذَا أَمْسَيْتَ فَكُنْ عَلَى ذَلِكَ ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ، وَإِنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=30491_18633_19888أَنْجَى النَّاسِ مَنْ عَمِلَ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِي الرَّخَاءِ وَالْبَلَاءِ ، وَأَمَرَ الْعِبَادَ بِطَاعَةِ اللَّهِ وَطَاعَةِ رَسُولِهِ ، فَإِنَّكُمْ أَصْبَحْتُمْ فِي دَارٍ مَذْمُومَةٍ خُلِقَتْ فِتْنَةً ، وَضُرِبَ لِأَهْلِهَا أَجَلٌ إِذَا انْتَهَوْا إِلَيْهِ يَبِيدُ . أَخْرَجَ نَبَاتَهَا ، وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ ، ثُمَّ أَخْبَرَهُمْ بِالَّذِي هُمْ إِلَيْهِ صَائِرُونَ ، وَأَمَرَ عِبَادَهُ فِيمَا أَخْرَجَ لَهُمْ مِنْ ذَلِكَ بِطَاعَتِهِ ، وَبَيَّنَ لَهُمْ سَبِيلَهَا - يَعْنِي سَبِيلَ الطَّاعَةِ - وَوَعَدَهُمْ عَلَيْهَا الْجَنَّةَ ، وَهُمْ فِي قَبْضَتِهِ لَيْسَ مِنْهُمْ بِمُعْجِزٍ لَهُ ، وَلَيْسَ شَيْءٌ مِنْ أَعْمَالِهِمْ يَخْفَى عَلَيْهِ ، سَعْيُهُمْ فِيهَا شَتَّى بَيْنَ عَاصٍ وَمُطِيعٍ لَهُ ، وَلِكُلٍّ جَزَاءٌ مِنَ اللَّهِ بِمَا عَمِلَ ، وَنَصِيبٌ غَيْرُ مَنْقُوصٍ ، وَلَمْ أَسْمَعِ اللَّهَ تَعَالَى فِيمَا عَهِدَ إِلَى عِبَادِهِ وَأَنْزَلَ عَلَيْهِمْ فِي كِتَابِهِ رَغَّبَ فِي الدُّنْيَا أَحَدًا مِنْ خَلْقِهِ ، وَلَا رَضِيَ لَهُ بِالطُّمَأْنِينَةِ فِيهَا ، وَلَا الرُّكُونِ إِلَيْهَا ، بَلْ صَرَّفَ الْآيَاتِ وَضَرَبَ الْأَمْثَالَ بِالْعَيْبِ لَهَا ، وَالنَّهْيِ عَنْهَا ، وَرَغَّبَ فِي غَيْرِهَا . وَقَدْ بَيَّنَ لِعِبَادِهِ أَنَّ الْأَمْرَ الَّذِي خُلِقَتْ لَهُ الدُّنْيَا وَأَهْلُهَا عَظِيمُ الشَّأْنِ ، هَائِلُ الْمَطْلَعِ ، نَقَلَهُمْ عَنْهُ - أُرَاهُ - إِلَى دَارٍ لَا يُشْبِهُ ثَوَابُهُمْ ثَوَابًا ، وَلَا عِقَابُهُمْ عِقَابًا ، لَكِنَّهَا دَارُ خُلُودٍ يُدِينُ اللَّهُ تَعَالَى فِيهَا الْعِبَادَ بِأَعْمَالِهِمْ ثُمَّ يُنْزِلُهُمْ مَنَازِلَهُمْ ، لَا يَتَغَيَّرُ فِيهَا بُؤْسٌ عَنْ أَهْلِهَا وَلَا نُعَيْمٌ ، فَرَحِمَ اللَّهُ عَبْدًا طَلَبَ الْحَلَالَ جُهْدَهُ حَتَّى إِذَا دَارَ فِي يَدِهِ وَجَّهَهُ وَجْهَهُ الَّذِي هُوَ وَجْهُهُ .
وَيْحَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مَا يَضُرُّكَ الَّذِي أَصَابَكَ مِنْ شَدَائِدِ الدُّنْيَا إِذَا خَلَصَ لَكَ خَيْرُ الْآخِرَةِ ؛ أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ ؛ هَذَا فَضَحَ الْقَوْمَ ، أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ عَنِ الْجَنَّةِ عِنْدَ دَعْوَةِ اللَّهِ تَعَالَى وَكَرَامَتِهِ ، وَاللَّهِ لَقَدْ صَحِبْنَا أَقْوَامًا كَانُوا يَقُولُونَ لَيْسَ لَنَا فِي الدُّنْيَا حَاجَةٌ ، لَيْسَ لَهَا خُلِقْنَا ، فَطَلَبُوا الْجَنَّةَ بِغُدُوِّهِمْ وَرَوَاحِهِمْ وَسَهَرِهِمْ ، نَعَمْ وَاللَّهِ ، حَتَّى أَهْرَقُوا فِيهَا دِمَاءَهُمْ ، وَرَجَوْا فَأَفْلَحُوا وَنَجَوْا . هَنِيئًا لَهُمْ لَا يَطْوِي أَحَدُهُمْ ثَوْبًا ، وَلَا يَفْتَرِشُهُ ، وَلَا تَلْقَاهُ إِلَّا صَائِمًا ذَلِيلًا مُتَبَائِسًا
[ ص: 143 ] خَائِفًا ، حَتَّى إِذَا دَخَلَ إِلَى أَهْلِهِ إِنْ قُرِّبَ إِلَيْهِ شَيْءٌ أَكَلَهُ وَإِلَّا سَكَتَ ، لَا يَسْأَلُهُمْ عَنْ شَيْءٍ مَا هَذَا وَمَا هَذَا ، ثُمَّ قَالَ :
لَيْسَ مَنْ مَاتَ فَاسْتَرَاحَ بِمَيِّتٍ إِنَّمَا الْمَيِّتُ مَيِّتُ الْأَحْيَاءِ
حَدَّثَنَا
أبو محمد بن حيان ، قَالَ : ثَنَا
محمد بن عبد الله بن رسته ، قَالَ : ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16244طَالُوتُ بْنُ عَبَّادٍ ، قَالَ : ثَنَا
عبد المؤمن بن عبيد الله ، عَنِ
الحسن ، قَالَ : يَا ابْنَ آدَمَ عَمَلَكَ عَمَلَكَ فَإِنَّمَا هُوَ لَحْمُكَ وَدَمُكَ ، فَانْظُرْ عَلَى أَيِّ حَالٍ تَلْقَى عَمَلَكَ ، إِنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=19863_19867لِأَهْلِ التَّقْوَى عَلَامَاتٍ يُعْرَفُونَ بِهَا ، صِدْقُ الْحَدِيثِ ، وَالْوَفَاءُ بِالْعَهْدِ ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ ، وَرَحْمَةُ الضُّعَفَاءِ ، وَقِلَّةُ الْفَخْرِ وَالْخُيَلَاءِ ، وَبَذْلُ الْمَعْرُوفِ وَقِلَّةُ الْمُبَاهَاةِ لِلنَّاسِ ، وَحُسْنُ الْخُلُقِ ، وَسَعَةُ الْخَلْقِ مِمَّا يُقَرِّبُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ . يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ نَاظِرٌ إِلَى عَمَلِكَ يُوزَنُ خَيْرُهُ وَشَرُّهُ ، فَلَا تَحْقِرَنَّ مِنَ الْخَيْرِ شَيْئًا وَإِنْ هُوَ صَغُرَ ، فَإِنَّكَ إِذَا رَأَيْتَهُ سَرَّكَ مَكَانُهُ ، وَلَا تَحْقِرَنَّ مِنَ الشَّرِّ شَيْئًا ، فَإِنَّكَ إِذَا رَأَيْتَهُ سَاءَكَ مَكَانُهُ ، فَرَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا كَسَبَ طَيِّبًا وَأَنْفَقَ قَصْدًا ، وَقَدَّمَ فَضْلًا لِيَوْمِ فَقْرِهِ وَفَاقَتِهِ ، هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ ذَهَبَتِ الدُّنْيَا بِحَالَتَيْ مَآلِهَا ، وَبَقِيَتِ الْأَعْمَالُ قَلَائِدَ فِي أَعْنَاقِكُمْ ، أَنْتُمْ تَسُوقُونَ النَّاسَ وَالسَّاعَةُ تَسُوقُكُمْ ، وَقَدْ أُسْرِعَ بِخِيَارِكُمْ فَمَا تَنْتَظِرُونَ ؟ الْمُعَايَنَةَ فَكَأَنَّ قَدْ . إِنَّهُ لَا كِتَابَ بَعْدَ كِتَابِكُمْ ، وَلَا نَبِيَّ بَعْدَ نَبِيِّكُمْ . يَا ابْنَ آدَمَ بِعْ دُنْيَاكَ بِآخِرَتِكَ تَرْبَحْهُمَا جَمِيعًا ، وَلَا تَبِيعَنَّ آخِرَتَكَ بِدُنْيَاكَ فَتَخْسَرَهُمَا جَمِيعًا .
حَدَّثَنَا
أحمد بن جعفر بن حمدان ، قَالَ : ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16408عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : ثَنَا
محمد بن سابق ، قَالَ : ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16872مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ ، عَنْ
حميد . قَالَ : بَيْنَمَا
الحسن فِي يَوْمٍ مِنْ رَجَبٍ فِي الْمَسْجِدِ وَهُوَ يَمُصُّ مَاءً وَيَمُجُّهُ ، تَنَفَّسَ تَنَفُّسًا شَدِيدًا ثُمَّ بَكَى حَتَّى ارْتَعَدَتْ مَنْكِبَاهُ ، ثُمَّ قَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=30296لَوْ أَنَّ بِالْقُلُوبِ حَيَاةً ، لَوْ أَنَّ بِالْقُلُوبِ صَلَاحًا ، لَأَبْكَيْتُكُمْ مِنْ لَيْلَةٍ صَبِيحَتُهَا يَوْمُ الْقِيَامَةِ ، إِنَّ لَيْلَةً تَمَخَّضُ عَنْ صَبِيحَةِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا سَمِعَ الْخَلَائِقُ بِيَوْمٍ قَطُّ أَكْثَرَ فِيهِ مِنْ عَوْرَةٍ بَادِيَةٍ ،
[ ص: 144 ] وَلَا عَيْنٍ بَاكِيَةٍ ، مِنْ يَوْمِ الْقِيَامَةِ .
حَدَّثَنَا
أحمد بن جعفر بن مالك ، قَالَ : ثَنَا
عبد الله بن أحمد ، حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : ثَنَا
محمد بن سابق ، قَالَ : ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16872ابْنُ مِغْوَلٍ ، قَالَ : قَالَ
الحسن : غَدًا كُلُّ امْرِئٍ فِيمَا يُهِمُّهُ ، وَمَنْ هُمَّ بِشَيْءٍ أَكْثَرَ مِنْ ذِكْرِهِ ، إِنَّهُ لَا عَاجِلَةَ لِمَنْ لَا آخِرَةَ لَهُ ،
nindex.php?page=treesubj&link=29497_27705وَمَنْ آثَرَ دُنْيَاهُ عَلَى آخِرَتِهِ فَلَا دُنْيَا لَهُ وَلَا آخِرَةَ .
حَدَّثَنَا
أبو بكر بن مالك ، قَالَ : ثَنَا
عبد الله بن أحمد ، قَالَ : ثَنَا
علي بن مسلم ، قَالَ : ثَنَا
سيار ، قَالَ : ثَنَا
جعفر ، قَالَ : ثَنَا
إبراهيم بن عيسى اليشكري ، قَالَ : سَمِعْتُ
الحسن nindex.php?page=treesubj&link=29497_27705إِذَا ذَكَرَ صَاحِبَ الدُّنْيَا يَقُولُ : وَاللَّهِ مَا بَقِيَتْ لَهُ وَلَا بَقِيَ لَهَا ، وَلَا سَلِمَ مِنْ تَبِعَتِهَا وَلَا شَرِّهَا وَلَا حِسَابِهَا ، وَلَقَدْ أُخْرِجَ مِنْهَا فِي خِرَقٍ .
حَدَّثَنَا
أحمد بن جعفر بن معبد ، قَالَ : ثَنَا
عبد الله بن محمد بن النعمان ، قَالَ : ثَنَا
محمد بن آدم المصيصي - وَكَانَ يُقَالُ إِنَّهُ مِنَ الْأَبْدَالِ - قَالَ :ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17056مَخْلَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، عَنْ
هشام ، عَنِ
الحسن فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=19هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=20إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ ) . قَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=20002إِنَّ الْمُؤْمِنَ أَحْسَنَ الظَّنَّ بِرَبِّهِ فَأَحْسَنَ الْعَمَلَ ، وَإِنَّ الْمُنَافِقَ أَسَاءَ الظَّنَّ فَأَسَاءَ الْعَمَلَ .
حَدَّثَنَا
أبو مسعود عبد الله بن محمد بن أحمد الأديب ، قَالَ : ثَنَا
محمد بن أحمد بن سليمان الهروي ، قَالَ : ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=11971أَبُو حَاتِمٍ السِّجِسْتَانِيُّ ، قَالَ : ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=13721الْأَصْمَعِيُّ ، قَالَ : ثَنَا
عيسى بن عمر ، قَالَ : قَالَ
الحسن : حَادِثُوا هَذِهِ الْقُلُوبَ فَإِنَّهَا سَرِيعَةُ الدُّثُورِ ،
nindex.php?page=treesubj&link=19691_19688وَاقْرَعُوا النُّفُوسَ فَإِنَّهَا خَلِيعَةٌ ، وَإِنَّكُمْ إِنْ أَطَعْتُمُوهَا تَنْزِلُ بِكُمْ إِلَى شَرِّ غَايَةٍ .
حَدَّثَنَا
أبو بكر محمد بن عبد الله القاري ، قَالَ : ثَنَا
عبيد بن الحسن ، قَالَ : ثَنَا
سليمان بن داود ، قَالَ : ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=12156أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ ، قَالَ : ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=14835الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ
الحسن يَقُولُ :
nindex.php?page=treesubj&link=30469_18759مَنْ كَانَتْ لَهُ أَرْبَعُ خِلَالٍ حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ ، وَأَعَاذَهُ مِنَ الشَّيْطَانِ ، مَنْ يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الرَّغْبَةِ وَالرَّهْبَةِ ، وَعِنْدَ الشَّهْوَةِ ، وَعِنْدَ الْغَضَبِ .