570 -
أحمد النوري
ومنهم
أبو الحسين أحمد بن محمد ، المعروف
بالنوري ، أحد الأئمة ، له اللسان الجاري بالبيان الصافي في أسرار المتوجهين إلى الباري ، لقي
nindex.php?page=showalam&ids=12208أحمد بن أبي الحواري وصحب
سريا السقطي ، يعرف
بابن البغوي .
سمعت
عبد المنعم بن حيان يحكي عن
nindex.php?page=treesubj&link=33934_33964_29413أبي سعيد الأعرابي محنته وغيبته عن إخوانه ، في أيام محنة
غلام الخليل وأنه أقام
بالرقة سنين متخليا عن الأناس ثم عاد بعد المدة المديدة إلى
بغداد وفقد أناسه وجلاسه
[ ص: 250 ] وأشكاله ، وانقبض عن الكلام لضعف في بصره وانحلال في جسمه وقوته .
حدثنا
عثمان بن محمد العثماني ، ثنا
أبو بكر محمد بن حمدان ، ثنا
محمد بن أحمد أبي سفيان ،
ومحمد بن علي القحطبي قالا : قدم
أبو الحسين النوري وكان صوفيا متكلما في بعض قدماته من
مكة في غير أوان الحج فخرجنا فاستقبلناه فوق
بغداد ، فرأينا في وجهه تغيرا فقلنا : يا
أبا الحسين nindex.php?page=treesubj&link=30481_29411تغير الأسرار من تغير الأبشار ؟ فقال : لا إن الحق تحمل كل كل وثقل عن قلوب أوليائه ، ثم أنشدني :
أخرجني من وطني ، كما ترى صيرني ، صيرني كما ترى
، أسكن قفر الدمن ، إذا تغيبت بدا
، وإن بدا غيبني ، وافقته حتى إذا
وافقني خالفني ، يقول لا تشهد ما
، تشهد أو تشهدني
.
سمعت
أبا الحسن بن مقسم يقول : رئي
النوري في رجوعه من
الحرم ولم يبق منه إلا خاطره ، فقال له رجل :
nindex.php?page=treesubj&link=30488_30481_29411_29413هل يلحق الأسرار ما يلحق الصفات ؟ فقال : لا إن الحق أقبل على الأسرار فحملها وأعرض عن الصفات فمحقها ، ثم أنشأ يقول :
هكذا صيرني ، أزعجني عن وطني
، غربني شردني ، شردني غربني
، حتى إذا غبت بدا ، وإن بدا غيبني
، واصلني حتى إذا ، واصلته فاصلني
، يقول لا تشهد ما ، تشهد أو تشهدني
.
سمعت
عمر البناء ، البغدادي
بمكة يحكي : لما كانت محنة
غلام الخليل ونسب الصوفية إلى الزندقة أمر الخليفة بالقبض عليهم فأخذ في جملة من أخذ
النوري في جماعة فأدخلوا على الخليفة فأمر بضرب أعناقهم فتقدم
النوري مبتدرا إلى السياف ليضرب عنقه فقال له السياف :
nindex.php?page=treesubj&link=27926_29408_29413ما دعاك إلى الابتدار إلى القتل من بين أصحابك ؟ فقال : آثرت حياتهم على حياتي هذه اللحظة ، فتوقف السياف والحاضرون عن قتله ، ورفع أمره إلى الخليفة ، فرد أمرهم إلى قاضي القضاة ، وكان يلي القضاء يومئذ
إسماعيل بن إسحاق ، فقدم إليه
النوري فسأله عن مسائل في العبادات والطهارة والصلاة ، فأجابه ثم قال له :
[ ص: 251 ] وبعد هذا لله عباد يسمعون بالله وينظرون بالله ويصدرون بالله ويردون بالله ويأكلون بالله ويلبسون بالله ، فلما سمع
إسماعيل كلامه بكى طويلا ثم دخل على الخليفة فقال : إن كان هؤلاء القوم زنادقة فليس في الأرض موحد ، فأمر بتخليتهم . وسأله السلطان يومئذ : من أين يأكلون ؟ فقال : لسنا نعرف الأسباب التي نستجلب بها الأرزاق ، نحن قوم مدبرون . وقال : من وصل إلى وده أنس بقربه ، ومن توصل بالوداد فقد اصطفاه من بين العباد .
حدثنا
أبو الفضل الهروي قال : حكي لي عن
جعفر بن الزبير الهاشمي nindex.php?page=treesubj&link=29413_28807أن أبا الحسين النوري ، دخل يوما الماء فجاء لص فأخذ ثيابه فبقي في وسط الماء فلم يلبث إلا قليلا حتى رجع إليه اللص ومعه ثيابه فوضعها بين يديه وقد جفت يمينه ، فقال
النوري : رب قد رد علي ثيابي فرد عليه يمينه ، فرد الله عليه يده ومضى .
سمعت
أبا الفرج الورثاني يقول : سمعت
علي بن عبد الرحيم يقول : دخلت على
النوري ذات يوم فرأيت رجليه منتفختين فسألته عن أمره ، فقال :
nindex.php?page=treesubj&link=29542طالبتني نفسي بأكل التمر فجعلت أدافعها فتأبى علي فخرجت فاشتريت فلما أن أكلت قلت لها : قومي حتى تصلي ، فأبت فقلت : لله علي وعلي إن قعدت على الأرض أربعين يوما ، فما قعدت .
سمعت
محمد بن موسى يقول : سمعت
محمد بن عبد الله يقول : سمعت
أبا العباس بن عطاء يقول : سمعت
أبا الحسين النوري يقول : كان في نفسي من هذه الآيات شيء فأخذت من الصبيان قصبة وقمت بين زورقين وقلت :
nindex.php?page=treesubj&link=19737وعزتك لئن لم تخرج لي سمكة فيها ثلاثة أرطال لأغرقن نفسي ، قال : فخرجت لي سمكة فيها ثلاثة أرطال ، قال : فبلغ ذلك
الجنيد فقال : كان حكمه أن يخرج له أفعى فتلدغه .
سمعت
محمد بن موسى يقول : حكى
فارس الجمال عن
النوري قال :
nindex.php?page=treesubj&link=17694_29538كانت المراقع غطاء على الدر فصارت مزابل على جيف .
سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=14717أبا الفضل نصر بن أبي نصر الطوسي يقول : سمعت
علي بن عبد الله [ ص: 252 ] البغدادي يقول : سمعت
فارسا الجمال يقول : لحق
أبا الحسين النوري علة
والجنيد علة ،
فالجنيد أخبر عن وجده ،
والنوري كتم ، فقيل
للنوري : لم لم تخبر كما أخبر صاحبك ؟ فقال :
nindex.php?page=treesubj&link=1972_19589ما كنا نبتلى ببلوى فنوقع عليه الشكوى ، ثم أنشأ يقول :
إن كنت للسقم أهلا فأنت للشكر أهلا
عذب فلم تبق قلبا يقول للسقم مهلا
فأعيد على
الجنيد ذلك فقال
الجنيد : ما كنا شاكين ولكنا أردنا أن نكشف عن عين القدرة فينا ، ثم بدأ يقول :
أجل ما منك يبدو ، لأنه عنك جلا
، وأنت يا أنس قلبي ، أجل من أن تجلا
، أفنيتني عن جميعي ، فكيف أرعى المحلا
.
قال : فبلغ ذلك
nindex.php?page=showalam&ids=14567الشبلي فأنشأ يقول :
محنتي فيك أنني ، لا أبالي بمحنتي
، يا شفائي من السقام ، وإن كنت علتي
، تبت دهرا فمذ عرفتك ، ضيعت فيك توبتي
، قربكم مثل بعدكم فمتى ، وقت راحتي
.
سمعت
علي بن عبد الله الجهضمي يقول : سمعت
علي بن عبيد الله الخياط يقول : سمعت
أبا محمد المرتعش يقول : سمعت
أبا الحسين النوري يقول - ويوصي بعض أصحابه - عشرة وأي عشرة احتفظ بهن واعمل عليهن جهدك ، فأولى ذلك من رأيته
nindex.php?page=treesubj&link=29535يدعي مع الله عز وجل حالة تخرجه عن حد علم الشرع فلا تقربن منه ، والثانية من رأيته يسكن إلى غير أبناء جنسه ويخالطهم فلا تقربن منه ، والثالثة من رأيته
nindex.php?page=treesubj&link=18673_18683يسكن إلى الرئاسة والتعظيم له فلا تقربن منه ولا ترتفق به ، وإن أرفقك فلا ترج له فلاحا ، والرابعة
nindex.php?page=treesubj&link=19632فقير رجع إلى الدنيا إن مت جوعا فلا تقربن منه ولا ترفق به إن أرفقك ، فإن رفقه يقسي قلبك أربعين صباحا ، والخامسة من رأيته
nindex.php?page=treesubj&link=18675مستغنيا بعلمه فلا تأمن جهله ، والسادسة من رأيته
nindex.php?page=treesubj&link=19228مدعيا حالة باطنة لا يدل عليها ولا يشهد عليها حفظ ظاهره فاتهمه على دينه ، والسابعة من رأيته
nindex.php?page=treesubj&link=18865_18866يرضى عن نفسه ويسكن إلى وقته فاعلم أنه مخدوع فاحذره أشد الحذر ، والثامنة
nindex.php?page=treesubj&link=29514مريد يسمع القصائد ويميل إلى [ ص: 253 ] الرفاهية لا ترجون خيره ، والتاسعة
nindex.php?page=treesubj&link=29409فقير لا تراه عند السماع حاضرا فاتهمه ، واعلم أنه منع بركة ذلك لتشويش سره وتبديد همه ، والعاشرة من رأيته
nindex.php?page=treesubj&link=18873مطمئنا إلى أصدقائه وإخوانه وأصحابه مدعيا لكمال الخلق بذلك فاشهد بسخافة عقله ووهن ديانته .
سمعت
أبا الحسن يقول : حدثني
عبد الواحد بن بكر ، حدثني
علي بن عبد الرحيم قال :
nindex.php?page=treesubj&link=19741_29413_33964رأيت أبا الحسن النوري قائما حيال الكعبة يحرك شفتيه كأنه يسأل شيئا ، ثم أنشأ يقول :
كفى حزنا أني أناديك دائبا كأني بعيد أو كأنك غائب
وأسأل منك الفضل من غير رغبة ولم أر مثلي زاهدا فيك راغب
.
سمعت
عثمان بن محمد العثماني يقول : قرأت على أبي
محمد عبد الله بن محمد الرازي بنيسابور عن
nindex.php?page=showalam&ids=15437أبي الحسين النوري قال :
nindex.php?page=treesubj&link=29411أعلى مقامات أهل الحقائق انقطاعهم عن الخلائق ، وسبيل المحبين التلذذ بمحبوبهم وسبيل الراجين التأميل لمأمولهم وسبيل الفانين الفناء في محبوبهم ومأمولهم وسبيل الباقين البقاء ببقائه ، ومن ارتفع عن الفناء والبقاء فحينئذ لا فناء ولا بقاء . وقال : إن المحبة للمحبوب تتزايد من لطائف المحبوب .
حدثنا
عثمان بن محمد العثماني قال : قرأت على
أبي محمد عبد الله بن محمد الرازي قال : أنشدنا
النوري :
nindex.php?page=treesubj&link=29416كادت سرائر سري أن تسر بما أوليتني من سرور لا أسميه
فصاح للسر سر منك يرقبه كيف السرور بسر دون مبديه
فظل يلحظه سرا ليلحظه والحق يلحظني ألا أراعيه
وأقبل السر يغني الكل عن صفتي وأقبل الحق يغنيني ويغنيه
.
حدثني
عثمان بن محمد قال : أخبرني
أحمد بن الحسين قال : سمعت
أبا الحسن القناد يقول : كتبت إلى
النوري وأنا حديث :
nindex.php?page=treesubj&link=29555إذا كان كل الكل في النور فانيا أبن لي عن أي الوجودين أخبر
فأجابني في الحال .
[ ص: 254 ] إذا كنت فيما ليس بالوصف فانيا فوقتك في الأوصاف عندي تحير
.
حدثنا
عثمان بن محمد قال : أخبرنا
الحسن بن أحمد أبو علي الصوفي قال :
nindex.php?page=treesubj&link=29554كتب النوري إلى الجنيد يسأله عن السر ووصفه في شعره ثلاثة أوصاف :
يناجيك سر سائل عن ثلاثة سرائرهم كتم وإعلانهم ستر
فتى ضاع كتم السر بين ضلوعه عن إدراكه حتى كأن لم يكن سر
فأسبل أستار التخفر صائنا لكل حديث أن يكون هو السر
فكتام سر مدرك الكتم لم ينل سوى حد كتم السر من ظنه ذكر
فكاتمه المكنون ثم تكاتمت جوانحه فالكل من بثه صفر
ضنين بما يهواه ما لاح لائح يقاربه إلا احتمى صوبها الفكر
ومكتتم وافى الضمائر وامتطى لمودعه جحدا وليس به غدر
لامهم تاج الفخار ذكرته ومن شربه في حالة المنهل الغمر
فقال
الجنيد : والله ما رميت بسري إلى أحدهما لأفضله على الآخر إلا جذبني إليه وقد أرجأت أمرهما إلى الله .
سمعت
محمد بن الحسين يقول : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=14333أبا بكر محمد بن عبد الله الرازي يقول : سمعت
القناد يقول : سمعت
أبا الحسين النوري يقول :
nindex.php?page=treesubj&link=19789رأيت غلاما جميلا ببغداد فنظرت إليه ، ثم أردت أن أردد النظر فقلت له : لم تلبسون النعال الصرارة وتمشون في الطرقات ؟ قال : أحسنت أتحسن العلم ؟ ثم أنشأ يقول :
تأمل بعين الحق إن كنت ناظرا إلى صفة فيها بدائع فاطر
ولا تعط حظ النفس منها لما بها وكن ناظرا بالحق قدرة قادر
ومن مسانيد حديثه فيما أخبرنيه
محمد بن عمر بن الفضل بن غالب في كتابه ، وقد لقيته وسمعت منه في غير شيء :
حدثنا
محمد بن عيسى الدهقان قال : كنت أمشي مع
nindex.php?page=showalam&ids=15437أبي الحسين أحمد بن محمد النوري المعروف بابن البغوي الصوفي فقلت له : ما الذي تحفظ عن
nindex.php?page=showalam&ids=14479السري السقطي فقال : ثنا
السري عن
معروف الكرخي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12762ابن السماك ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري ،
[ ص: 255 ] عن
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش ، عن
أنس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "
من nindex.php?page=treesubj&link=19438قضى لأخيه المسلم حاجة كان له من الأجر كمن خدم الله عمره " . قال
محمد بن عيسى الدهقان : فذهبت إلى
nindex.php?page=showalam&ids=14479السري السقطي فسألته فقال : سمعت
معروف بن فيروز يقول : خرجت إلى
الكوفة فرأيت رجلا من الزهاد يقال له
nindex.php?page=showalam&ids=12762ابن السماك ، فقال : حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري عن
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش مثله .
570 -
أحمد النوري
وَمِنْهُمْ
أبو الحسين أحمد بن محمد ، الْمَعْرُوفُ
بالنوري ، أَحَدُ الْأَئِمَّةِ ، لَهُ اللِّسَانُ الْجَارِي بِالْبَيَانِ الصَّافِي فِي أَسْرَارِ الْمُتَوَجِّهِينَ إِلَى الْبَارِي ، لَقِيَ
nindex.php?page=showalam&ids=12208أَحْمَدَ بْنَ أَبِي الْحَوَارِيِّ وَصَحِبَ
سريا السقطي ، يُعْرَفُ
بابن البغوي .
سَمِعْتُ
عبد المنعم بن حيان يَحْكِي عَنْ
nindex.php?page=treesubj&link=33934_33964_29413أبي سعيد الأعرابي مِحْنَتَهُ وَغَيْبَتَهُ عَنْ إِخْوَانِهِ ، فِي أَيَّامِ مِحْنَةِ
غلام الخليل وَأَنَّهُ أَقَامَ
بِالرَّقَّةِ سِنِينَ مُتَخَلِّيًا عَنِ الْأُنَاسِ ثُمَّ عَادَ بَعْدَ الْمُدَّةِ الْمَدِيدَةِ إِلَى
بَغْدَادَ وَفَقَدَ أُنَاسَهُ وَجُلَّاسَهُ
[ ص: 250 ] وَأَشْكَالَهُ ، وَانْقَبَضَ عَنِ الْكَلَامِ لِضَعْفٍ فِي بَصَرِهِ وَانْحِلَالٍ فِي جِسْمِهِ وَقُوَّتِهِ .
حَدَّثَنَا
عثمان بن محمد العثماني ، ثَنَا
أبو بكر محمد بن حمدان ، ثَنَا
محمد بن أحمد أبي سفيان ،
ومحمد بن علي القحطبي قَالَا : قَدِمَ
أبو الحسين النوري وَكَانَ صُوفِيًّا مُتَكَلِّمًا فِي بَعْضِ قَدَمَاتِهِ مِنْ
مَكَّةَ فِي غَيْرِ أَوَانِ الْحَجِّ فَخَرَجْنَا فَاسْتَقْبَلْنَاهُ فَوْقَ
بَغْدَادَ ، فَرَأَيْنَا فِي وَجْهِهِ تَغَيُّرًا فَقُلْنَا : يَا
أبا الحسين nindex.php?page=treesubj&link=30481_29411تَغَيُّرُ الْأَسْرَارِ مِنْ تَغَيُّرِ الْأَبْشَارِ ؟ فَقَالَ : لَا إِنَّ الْحَقَّ تَحَمَّلَ كُلَّ كَلٍّ وَثَقُلَ عَنْ قُلُوبِ أَوْلِيَائِهِ ، ثُمَّ أَنْشَدَنِي :
أَخْرَجَنِي مِنْ وَطَنِي ، كَمَا تَرَى صَيَّرَنِي ، صَيَّرَنِي كَمَا تَرَى
، أَسْكُنُ قَفْرَ الدِّمَنِ ، إِذَا تَغَيَّبْتُ بَدَا
، وَإِنْ بَدَا غَيَّبَنِي ، وَافَقْتُهُ حَتَّى إِذَا
وَافَقَنِي خَالَفَنِي ، يَقُولُ لَا تَشْهَدْ مَا
، تَشْهَدُ أَوْ تُشْهِدْنِي
.
سَمِعْتُ
أبا الحسن بن مقسم يَقُولُ : رُئِيَ
النوري فِي رُجُوعِهِ مِنَ
الْحَرَمِ وَلَمْ يَبْقَ مِنْهُ إِلَّا خَاطِرُهُ ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ :
nindex.php?page=treesubj&link=30488_30481_29411_29413هَلْ يَلْحَقُ الْأَسْرَارَ مَا يَلْحَقُ الصِّفَاتِ ؟ فَقَالَ : لَا إِنَّ الْحَقَّ أَقْبَلَ عَلَى الْأَسْرَارِ فَحَمَلَهَا وَأَعْرَضَ عَنِ الصِّفَاتِ فَمَحَقَهَا ، ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ :
هَكَذَا صَيَّرَنِي ، أَزْعَجَنِي عَنْ وَطَنِي
، غَرَّبَنِي شَرَّدَنِي ، شَرَّدَنِي غَرَّبَنِي
، حَتَّى إِذَا غِبْتُ بَدَا ، وَإِنْ بَدَا غَيَّبَنِي
، وَاصَلَنِي حَتَّى إِذَا ، وَاصَلْتُهُ فَاصَلَنِي
، يَقُولُ لَا تَشْهَدْ مَا ، تَشْهَدُ أَوْ تُشْهِدْنِي
.
سَمِعْتُ
عمر البناء ، الْبَغْدَادِيَّ
بِمَكَّةَ يَحْكِي : لَمَّا كَانَتْ مِحْنَةُ
غلام الخليل وَنُسِبَ الصُّوفِيَّةُ إِلَى الزَّنْدَقَةِ أَمَرَ الْخَلِيفَةُ بِالْقَبْضِ عَلَيْهِمْ فَأُخِذَ فِي جُمْلَةِ مَنْ أُخِذَ
النوري فِي جَمَاعَةٍ فَأُدْخِلُوا عَلَى الْخَلِيفَةِ فَأَمَرَ بِضَرْبِ أَعْنَاقِهِمْ فَتَقَدَّمَ
النوري مُبْتَدِرًا إِلَى السَّيَّافِ لِيَضْرِبَ عُنُقَهُ فَقَالَ لَهُ السَّيَّافُ :
nindex.php?page=treesubj&link=27926_29408_29413مَا دَعَاكَ إِلَى الِابْتِدَارِ إِلَى الْقَتْلِ مِنْ بَيْنِ أَصْحَابِكَ ؟ فَقَالَ : آثَرْتُ حَيَاتَهُمْ عَلَى حَيَاتِي هَذِهِ اللَّحْظَةَ ، فَتَوَقَّفَ السَّيَّافُ وَالْحَاضِرُونَ عَنْ قَتْلِهِ ، وَرُفِعَ أَمْرُهُ إِلَى الْخَلِيفَةِ ، فَرَدَّ أَمْرَهُمْ إِلَى قَاضِي الْقُضَاةِ ، وَكَانَ يَلِي الْقَضَاءَ يَوْمَئِذٍ
إسماعيل بن إسحاق ، فَقُدِّمَ إِلَيْهِ
النوري فَسَأَلَهُ عَنْ مَسَائِلَ فِي الْعِبَادَاتِ وَالطَّهَارَةِ وَالصَّلَاةِ ، فَأَجَابَهُ ثُمَّ قَالَ لَهُ :
[ ص: 251 ] وَبَعْدَ هَذَا لِلَّهِ عِبَادٌ يَسْمَعُونَ بِاللَّهِ وَيَنْظُرُونَ بِاللَّهِ وَيَصْدُرُونَ بِاللَّهِ وَيَرِدُونَ بِاللَّهِ وَيَأْكُلُونَ بِاللَّهِ وَيَلْبَسُونَ بِاللَّهِ ، فَلَمَّا سَمِعَ
إسماعيل كَلَامَهُ بَكَى طَوِيلًا ثُمَّ دَخَلَ عَلَى الْخَلِيفَةِ فَقَالَ : إِنْ كَانَ هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ زَنَادِقَةً فَلَيْسَ فِي الْأَرْضِ مُوَحِّدٌ ، فَأَمَرَ بِتَخْلِيَتِهِمْ . وَسَأَلَهُ السُّلْطَانُ يَوْمَئِذٍ : مِنْ أَيْنَ يَأْكُلُونَ ؟ فَقَالَ : لَسْنَا نَعْرِفُ الْأَسْبَابَ الَّتِي نَسْتَجْلِبُ بِهَا الْأَرْزَاقَ ، نَحْنُ قَوْمٌ مُدَبَّرُونَ . وَقَالَ : مَنْ وَصَلَ إِلَى وُدِّهِ أَنِسَ بِقُرْبِهِ ، وَمَنْ تَوَصَّلَ بِالْوِدَادِ فَقَدِ اصْطَفَاهُ مِنْ بَيْنِ الْعِبَادِ .
حَدَّثَنَا
أبو الفضل الهروي قَالَ : حُكِي لِي عَنْ
جعفر بن الزبير الهاشمي nindex.php?page=treesubj&link=29413_28807أَنَّ أبا الحسين النوري ، دَخَلَ يَوْمًا الْمَاءَ فَجَاءَ لِصٌّ فَأَخَذَ ثِيَابَهُ فَبَقِيَ فِي وَسَطِ الْمَاءِ فَلَمْ يَلْبَثْ إِلَّا قَلِيلًا حَتَّى رَجَعَ إِلَيْهِ اللِّصُّ وَمَعَهُ ثِيَابُهُ فَوَضَعَهَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَقَدْ جَفَّتْ يَمِينُهُ ، فَقَالَ
النوري : رَبِّ قَدْ رَدَّ عَلَيَّ ثِيَابِي فَرُدَّ عَلَيْهِ يَمِينَهُ ، فَرَدَّ اللَّهُ عَلَيْهِ يَدَهُ وَمَضَى .
سَمِعْتُ
أبا الفرج الورثاني يَقُولُ : سَمِعْتُ
علي بن عبد الرحيم يَقُولُ : دَخَلْتُ عَلَى
النوري ذَاتَ يَوْمٍ فَرَأَيْتُ رِجْلَيْهِ مُنْتَفِخَتَيْنِ فَسَأَلْتُهُ عَنْ أَمْرِهِ ، فَقَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=29542طَالَبَتْنِي نَفْسِي بِأَكْلِ التَّمْرِ فَجَعَلْتُ أُدَافِعُهَا فَتَأْبَى عَلَيَّ فَخَرَجْتُ فَاشْتَرَيْتُ فَلَمَّا أَنْ أَكَلْتُ قُلْتُ لَهَا : قُومِي حَتَّى تُصَلِّي ، فَأَبَتْ فَقُلْتُ : لِلَّهِ عَلَيَّ وَعَلَيَّ إِنْ قَعَدْتُ عَلَى الْأَرْضِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ، فَمَا قَعَدْتُ .
سَمِعْتُ
محمد بن موسى يَقُولُ : سَمِعْتُ
محمد بن عبد الله يَقُولُ : سَمِعْتُ
أبا العباس بن عطاء يَقُولُ : سَمِعْتُ
أبا الحسين النوري يَقُولُ : كَانَ فِي نَفْسِي مِنْ هَذِهِ الْآيَاتِ شَيْءٌ فَأَخَذْتُ مِنَ الصِّبْيَانِ قَصَبَةً وَقُمْتُ بَيْنَ زَوْرَقَيْنِ وَقُلْتُ :
nindex.php?page=treesubj&link=19737وَعِزَّتِكَ لَئِنْ لَمْ تُخْرِجْ لِي سَمَكَةً فِيهَا ثَلَاثَةُ أَرْطَالٍ لَأُغْرِقَّنَ نَفْسِي ، قَالَ : فَخَرَجَتْ لِي سَمَكَةٌ فِيهَا ثَلَاثَةُ أَرْطَالٍ ، قَالَ : فَبَلَغَ ذَلِكَ
الجنيد فَقَالَ : كَانَ حُكْمُهُ أَنْ يُخْرِجَ لَهُ أَفْعَى فَتَلْدَغَهُ .
سَمِعْتُ
محمد بن موسى يَقُولُ : حَكَى
فارس الجمال عَنِ
النوري قَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=17694_29538كَانَتِ الْمَرَاقِعُ غِطَاءً عَلَى الدُّرِّ فَصَارَتْ مَزَابِلَ عَلَى جِيَفٍ .
سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=14717أَبَا الْفَضْلِ نَصْرَ بْنَ أَبِي نَصْرٍ الطُّوسِيَّ يَقُولُ : سَمِعْتُ
علي بن عبد الله [ ص: 252 ] البغدادي يَقُولُ : سَمِعْتُ
فارسا الجمال يَقُولُ : لَحِقَ
أبا الحسين النوري عِلَّةٌ
والجنيد عِلَّةٌ ،
فالجنيد أَخْبَرَ عَنْ وَجْدِهِ ،
والنوري كَتَمَ ، فَقِيلَ
للنوري : لِمَ لَمْ تُخْبِرْ كَمَا أَخْبَرَ صَاحِبُكَ ؟ فَقَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=1972_19589مَا كُنَّا نُبْتَلَى بِبَلْوَى فَنُوقِعَ عَلَيْهِ الشَّكْوَى ، ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ :
إِنْ كُنْتَ لِلسَّقَمِ أَهْلًا فَأَنْتَ لِلشُّكْرِ أَهْلَا
عَذِّبْ فَلَمْ تُبْقِ قَلْبًا يَقُولُ لِلسَّقَمِ مَهْلَا
فَأُعِيدَ عَلَى
الجنيد ذَلِكَ فَقَالَ
الجنيد : مَا كُنَّا شَاكِينَ وَلَكِنَّا أَرَدْنَا أَنْ نَكْشِفَ عَنْ عَيْنِ الْقُدْرَةِ فِينَا ، ثُمَّ بَدَأَ يَقُولُ :
أَجْلِ مَا مِنْكَ يَبْدُو ، لِأَنَّهُ عَنْكَ جَلَا
، وَأَنْتَ يَا أُنْسَ قَلْبِي ، أَجَلُّ مِنْ أَنْ تُجَلَّا
، أَفْنَيْتَنِي عَنْ جَمِيعِي ، فَكَيْفَ أَرْعَى الْمَحَلَّا
.
قَالَ : فَبَلَغَ ذَلِكَ
nindex.php?page=showalam&ids=14567الشِّبْلِيَّ فَأَنْشَأَ يَقُولُ :
مِحْنَتِي فِيكَ أَنَّنِي ، لَا أُبَالِي بِمِحْنَتِي
، يَا شِفَائِي مِنَ السِّقَامِ ، وَإِنْ كُنْتُ عِلَّتِي
، تُبْتُ دَهْرًا فَمُذْ عَرَفْتُكَ ، ضَيَّعْتُ فِيكَ تَوْبَتِي
، قُرْبُكُمْ مِثْلُ بُعْدِكُمْ فَمَتَى ، وَقْتُ رَاحَتِي
.
سَمِعْتُ
علي بن عبد الله الجهضمي يَقُولُ : سَمِعْتُ
علي بن عبيد الله الخياط يَقُولُ : سَمِعْتُ
أبا محمد المرتعش يَقُولُ : سَمِعْتُ
أبا الحسين النوري يَقُولُ - وَيُوصِي بَعْضَ أَصْحَابِهِ - عَشَرَةً وَأَيُّ عَشَرَةٍ احْتَفِظْ بِهِنَّ وَاعْمَلْ عَلَيْهِنَّ جُهْدَكَ ، فَأُولَى ذَلِكَ مَنْ رَأَيْتَهُ
nindex.php?page=treesubj&link=29535يَدَّعِي مَعَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَالَةً تُخْرِجُهُ عَنْ حَدِّ عِلْمِ الشَّرْعِ فَلَا تَقْرَبَنَّ مِنْهُ ، وَالثَّانِيَةُ مَنْ رَأَيْتَهُ يَسْكُنُ إِلَى غَيْرِ أَبْنَاءِ جِنْسِهِ وَيُخَالِطُهُمْ فَلَا تَقْرَبَنَّ مِنْهُ ، وَالثَّالِثَةُ مَنْ رَأَيْتَهُ
nindex.php?page=treesubj&link=18673_18683يَسْكُنُ إِلَى الرِّئَاسَةِ وَالتَّعْظِيمِ لَهُ فَلَا تَقْرَبَنَّ مِنْهُ وَلَا تَرْتَفِقْ بِهِ ، وَإِنْ أَرْفَقَكَ فَلَا تَرْجُ لَهُ فَلَاحًا ، وَالرَّابِعَةُ
nindex.php?page=treesubj&link=19632فَقِيرٌ رَجَعَ إِلَى الدُّنْيَا إِنْ مِتَّ جُوعًا فَلَا تَقْرَبَنَّ مِنْهُ وَلَا تَرْفُقْ بِهِ إِنْ أَرْفَقَكَ ، فَإِنَّ رِفْقَهُ يُقَسِّي قَلْبَكَ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا ، وَالْخَامِسَةُ مَنْ رَأَيْتَهُ
nindex.php?page=treesubj&link=18675مُسْتَغْنِيًا بِعِلْمِهِ فَلَا تَأْمَنْ جَهْلَهُ ، وَالسَّادِسَةُ مَنْ رَأَيْتَهُ
nindex.php?page=treesubj&link=19228مُدَّعِيًا حَالَةً بَاطِنَةً لَا يَدُلُّ عَلَيْهَا وَلَا يَشْهَدُ عَلَيْهَا حِفْظُ ظَاهِرِهِ فَاتَّهِمْهُ عَلَى دِينِهِ ، وَالسَّابِعَةُ مَنْ رَأَيْتَهُ
nindex.php?page=treesubj&link=18865_18866يَرْضَى عَنْ نَفْسِهِ وَيَسْكُنُ إِلَى وَقْتِهِ فَاعْلَمْ أَنَّهُ مَخْدُوعٌ فَاحْذَرْهُ أَشَدَّ الْحَذَرِ ، وَالثَّامِنَةُ
nindex.php?page=treesubj&link=29514مُرِيدٌ يَسْمَعُ الْقَصَائِدَ وَيَمِيلُ إِلَى [ ص: 253 ] الرَّفَاهِيَةِ لَا تَرْجُوَنَّ خَيْرَهُ ، وَالتَّاسِعَةُ
nindex.php?page=treesubj&link=29409فَقِيرٌ لَا تَرَاهُ عِنْدَ السَّمَاعِ حَاضِرًا فَاتَّهِمْهُ ، وَاعْلَمْ أَنَّهُ مْنِعَ بَرَكَةَ ذَلِكَ لِتَشْوِيشِ سِرِّهِ وَتَبْدِيدِ هَمِّهِ ، وَالْعَاشِرَةُ مَنْ رَأَيْتَهُ
nindex.php?page=treesubj&link=18873مُطْمَئِنًّا إِلَى أَصْدِقَائِهِ وَإِخْوَانِهِ وَأَصْحَابِهِ مُدَّعِيًا لِكَمَالِ الْخُلُقِ بِذَلِكَ فَاشْهَدْ بِسَخَافَةِ عَقْلِهِ وَوَهَنِ دِيَانَتِهِ .
سَمِعْتُ
أبا الحسن يَقُولُ : حَدَّثَنِي
عبد الواحد بن بكر ، حَدَّثَنِي
علي بن عبد الرحيم قَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=19741_29413_33964رَأَيْتُ أبا الحسن النوري قَائِمًا حِيَالَ الْكَعْبَةِ يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ كَأَنَّهُ يَسْأَلُ شَيْئًا ، ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ :
كَفَى حُزْنًا أَنِّي أُنَادِيكَ دَائِبًا كَأَنِّي بَعِيدٌ أَوْ كَأَنَّكَ غَائِبُ
وَأَسْأَلُ مِنْكَ الْفَضْلَ مِنْ غَيْرِ رَغْبَةٍ وَلَمْ أَرَ مِثْلِي زَاهِدًا فِيكَ رَاغِبُ
.
سَمِعْتُ
عثمان بن محمد العثماني يَقُولُ : قَرَأْتُ عَلَى أَبِي
محمد عبد الله بن محمد الرازي بِنَيْسَابُورَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15437أَبِي الْحُسَيْنِ النُّورِيِّ قَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=29411أَعْلَى مَقَامَاتِ أَهْلِ الْحَقَائِقِ انْقِطَاعُهُمْ عَنِ الْخَلَائِقِ ، وَسَبِيلُ الْمُحِبِّينَ التَّلَذُّذُ بِمَحْبُوبِهِمْ وَسَبِيلُ الرَّاجِينَ التَّأْمِيلُ لِمَأْمُولِهِمْ وَسَبِيلُ الْفَانِينَ الْفَنَاءُ فِي مَحْبُوبِهِمْ وَمَأْمُولِهِمْ وَسَبِيلُ الْبَاقِينَ الْبَقَاءُ بِبَقَائِهِ ، وَمَنِ ارْتَفَعَ عَنِ الْفَنَاءِ وَالْبَقَاءِ فَحِينَئِذٍ لَا فَنَاءَ وَلَا بَقَاءَ . وَقَالَ : إِنَّ الْمَحَبَّةَ لِلْمَحْبُوبِ تَتَزَايَدُ مِنْ لَطَائِفِ الْمَحْبُوبِ .
حَدَّثَنَا
عثمان بن محمد العثماني قَالَ : قَرَأْتُ عَلَى
أبي محمد عبد الله بن محمد الرازي قَالَ : أَنْشَدَنَا
النوري :
nindex.php?page=treesubj&link=29416كَادَتْ سَرَائِرُ سِرِّي أَنْ تُسَرَّ بِمَا أَوْلَيْتَنِي مِنْ سُرُورٍ لَا أُسَمِّيهِ
فَصَاحَ لِلسِّرِّ سِرٌّ مِنْكَ يَرْقُبُهُ كَيْفَ السُّرُورُ بِسِرٍّ دُونَ مُبْدِيهِ
فَظَلَّ يَلْحَظُهُ سِرًّا لِيَلْحَظَهُ وَالْحَقُّ يَلْحَظُنِي أَلَّا أُرَاعِيهِ
وَأَقْبَلَ السِّرُّ يُغْنِي الْكُلَّ عَنْ صِفَتِي وَأَقْبَلَ الْحَقُّ يُغْنِينِي وَيُغْنِيهِ
.
حَدَّثَنِي
عثمان بن محمد قَالَ : أَخْبَرَنِي
أحمد بن الحسين قَالَ : سَمِعْتُ
أبا الحسن القناد يَقُولُ : كَتَبْتُ إِلَى
النوري وَأَنَا حَدِيثٌ :
nindex.php?page=treesubj&link=29555إِذَا كَانَ كُلُّ الْكُلِّ فِي النُّورِ فَانِيًا أَبِنْ لِي عَنْ أَيِّ الْوُجُودَيْنِ أُخْبِرُ
فَأَجَابَنِي فِي الْحَالِ .
[ ص: 254 ] إِذَا كُنْتَ فِيمَا لَيْسَ بِالْوَصْفِ فَانِيًا فَوَقْتُكَ فِي الْأَوْصَافِ عِنْدِي تَحَيُّرُ
.
حَدَّثَنَا
عثمان بن محمد قَالَ : أَخْبَرَنَا
الحسن بن أحمد أبو علي الصوفي قَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=29554كَتَبَ النوري إِلَى الجنيد يَسْأَلُهُ عَنِ السِّرِّ وَوَصَفَهُ فِي شِعْرِهِ ثَلَاثَةَ أَوْصَافٍ :
يُنَاجِيكَ سِرٌّ سَائِلٌ عَنْ ثَلَاثَةٍ سَرَائِرُهُمْ كَتْمٌ وَإِعْلَانُهُمْ سِتْرُ
فَتًى ضَاعَ كَتْمُ السِّرِّ بَيْنَ ضُلُوعِهِ عَنْ إِدْرَاكِهِ حَتَّى كَأَنْ لَمْ يَكُنْ سِرُّ
فَأَسْبَلَ أَسْتَارَ التَّخَفُّرِ صَائِنًا لِكُلِّ حَدِيثٍ أَنْ يَكُونَ هُوَ السِّرُّ
فَكَتَّامُّ سِرٍّ مُدْرِكٌ الْكَتْمَ لَمْ يَنَلْ سِوَى حَدِّ كَتْمِ السِّرِّ مِنْ ظَنِّهِ ذِكْرُ
فَكَاتَمَهُ الْمَكْنُونُ ثُمَّ تَكَاتَمَتْ جَوَانِحُهُ فَالْكُلُّ مِنْ بَثِّهِ صِفْرُ
ضَنِينٌ بِمَا يَهْوَاهُ مَا لَاحَ لَائِحٌ يُقَارِبُهُ إِلَّا احْتَمَى صَوْبَهَا الْفِكْرُ
وَمُكْتَتِمٌ وَافَى الضَّمَائِرَ وَامْتَطَى لِمُوَدِّعِهِ جَحْدًا وَلَيْسَ بِهِ غَدْرُ
لَامَهُمْ تَاجُ الْفَخَارِ ذَكَرْتُهُ وَمِنْ شُرْبِهِ فِي حَالَةِ الْمَنْهَلِ الْغَمْرُ
فَقَالَ
الجنيد : وَاللَّهِ مَا رَمَيْتُ بِسِرِّي إِلَى أَحَدِهِمَا لِأُفَضِّلَهُ عَلَى الْآخَرِ إِلَّا جَذَبَنِي إِلَيْهِ وَقَدْ أَرْجَأْتُ أَمْرَهُمَا إِلَى اللَّهِ .
سَمِعْتُ
محمد بن الحسين يَقُولُ : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=14333أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيَّ يَقُولُ : سَمِعْتُ
القناد يَقُولُ : سَمِعْتُ
أبا الحسين النوري يَقُولُ :
nindex.php?page=treesubj&link=19789رَأَيْتُ غُلَامًا جَمِيلًا بِبَغْدَادَ فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ ، ثُمَّ أَرَدْتُ أَنْ أُرَدِّدَ النَّظَرَ فَقُلْتُ لَهُ : لِمَ تَلْبَسُونَ النِّعَالَ الصَّرَّارَةَ وَتَمْشُونَ فِي الطُّرُقَاتِ ؟ قَالَ : أَحْسَنْتَ أَتُحْسِنُ الْعِلْمَ ؟ ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ :
تَأْمُلُ بِعَيْنِ الْحَقِّ إِنْ كُنْتَ نَاظِرًا إِلَى صِفَةٍ فِيهَا بَدَائِعُ فَاطِرِ
وَلَا تُعْطِ حَظَّ النَّفْسِ مِنْهَا لِمَا بِهَا وَكُنْ نَاظِرًا بِالْحَقِّ قُدْرَةَ قَادِرِ
وَمِنْ مَسَانِيدِ حَدِيثِهِ فِيمَا أَخْبَرَنِيهِ
محمد بن عمر بن الفضل بن غالب فِي كِتَابِهِ ، وَقَدْ لَقِيتُهُ وَسَمِعْتُ مِنْهُ فِي غَيْرِ شَيْءٍ :
حَدَّثَنَا
محمد بن عيسى الدهقان قَالَ : كُنْتُ أَمْشِي مَعَ
nindex.php?page=showalam&ids=15437أَبِي الْحُسَيْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ النُّورِيِّ الْمَعْرُوفِ بِابْنِ الْبَغَوِيِّ الصُّوفِيِّ فَقُلْتُ لَهُ : مَا الَّذِي تَحْفَظُ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14479السَّرِيِّ السَّقَطِيِّ فَقَالَ : ثَنَا
السري عَنْ
معروف الكرخي ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12762ابْنِ السَّمَّاكِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=16004الثَّوْرِيِّ ،
[ ص: 255 ] عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الْأَعْمَشِ ، عَنْ
أنس ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : "
مَنْ nindex.php?page=treesubj&link=19438قَضَى لِأَخِيهِ الْمُسْلِمِ حَاجَةً كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ كَمَنْ خَدَمَ اللَّهَ عُمُرَهُ " . قَالَ
محمد بن عيسى الدهقان : فَذَهَبْتُ إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=14479السَّرِيِّ السَّقَطِيِّ فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ : سَمِعْتُ
معروف بن فيروز يَقُولُ : خَرَجْتُ إِلَى
الْكُوفَةِ فَرَأَيْتُ رَجُلًا مِنَ الزُّهَّادِ يُقَالُ لَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12762ابْنُ السَّمَّاكِ ، فَقَالَ : حَدَّثَنِي
nindex.php?page=showalam&ids=16004الثَّوْرِيُّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الْأَعْمَشِ مِثْلَهُ .