وأجبت : وقفت على هذا الدر النظيم ، والعقد الذي حوى كل جوهر فرد عظيم ، فوجدت راقمه - أعزه الله تعالى - أبدع فيما رقم ، وأتى بالعجب العجاب فيما نثر ونظم ، وأصاب في ذكره المحسن صوب الصواب ، وأتى في تقريره بالحكمة وفصل الخطاب ، وكيف يتصور ، أو يمكن توجيه الإنكار لمحسن ، وقد ورد الحديث المسند والأثر عن سيد بني ربيعة ومضر : أنه سمى فاطمة أولاد بالحسن ، والحسين ، ومحسن ونعم المحبر ، وقال : [ ص: 122 ] سميتهم بأسماء ولد هارون : شبر ، وشبير ، ومشبر ، والمنكر لذلك حقه أن يضرب عنه صفحا ، حيث توقف ، وإن ثقل ومد عنقه متطلعا إلى مراتب العلماء فليخفف :
أخبرني زائر رشيد عن مخبر جاءه يفيد أن عراه ابن خزيمة
تغير قبل ما يبيد وأنه جاءه بنقل
عن العراقي يستحيد فقلت لا تنطقن بهذا
التبس الجد والحفيد كلاهما في الأنام يدعى
محمدا واسمه حميد والفرق ما بين ذين باد
ما عنه ذو يقظة يحيد ذلك إسحاق ذو صحيح
له المعالي غدت تشيد في رابع القرن عام إحدى
وعشرة قد قضى الفريد ولم يشن قط باختلاط
بل وصفه كله سعيد وابن ابنه الفضل ذو اختلاط
مدة عامين أو تزيد ومات في القرن عام سبع
بعد ثمانين يا رشيد نص على ذاك كل حبر
وعده الحافظ المجيد