فصل
قال الرافعي في الشرح وتبعه في الروضة في باب الردة : في كتب أصحاب اعتناء تام بتفصيل الأقوال والأفعال المقتضية للكفر ، وأكثرها مما يقتضي إطلاق أصحابنا الموافقة عليه ، فنذكر ما يحضرنا في كتبهم ، ثم سردها أبي حنيفة الرافعي وتبعه في الروضة ، وتعقبا جملة منها ، ثم قال الرافعي ، وتبعه في الروضة بعد الفراغ من سردها : وهذه الصور تتبعوا فيها الألفاظ الواقعة من كلام الناس ، وأجابوا فيها اتفاقا واختلافا بما ذكر ، ومذهبنا يقتضي موافقتهم في بعضها ، وفي بعضها يشترط وقوع اللفظ في معرض الاستهزاء ، وقد بين ذلك ، فهذا من الشيخين صريح فيما قررناه من الفتوى ، بما نص عليه في المذاهب بقية الأئمة فيما لا نص فيه عندنا ، ولا في قواعد مذهبنا ما ينفيه .
ثم قال النووي في الروضة : من زوائده عقب ذلك . قلت : قد ذكر القاضي عياض في آخر كتاب الشفا جملة من الألفاظ المكفرة غير ما سبق نقلها عن الأئمة ، أكثرها مجمع عليه ، ولخص ما في الشفا من ذلك ، فهذا من النووي عين ما جنحنا إليه ، بل هو نص صريح في مسألتنا هذه بعينها .
وقال في الروضة تبعا للرافعي فيما نقله عن كتب أصحاب واختلفوا فيمن أبي حنيفة ، وأكثرهم على أنه لا يكفر. زاد قال : رؤيتي إليك كرؤية ملك الموت النووي قلت : الصواب إنه لا يكفر ، وهذه إحدى الصور التي ساقها القاضي عياض في الفصل الخامس ، فإذا كان فيها قول بالتكفير فلا أقل من التعزير إذا لم يكفر .