عقر : العقر والعقر : العقم ، وهو استعقام الرحم ، وهو أن لا تحمل . وقد عقرت المرأة عقارة وعقارة وعقرت تعقر عقرا وعقرا وعقرت عقارا ، وهي عاقر . قال : ومما عدوه شاذا ما ذكروه من فعل فهو فاعل ، نحو عقرت المرأة فهي عاقر ، وشعر فهو شاعر ، وحمض فهو حامض ، وطهر فهو طاهر ; قال : وأكثر ذلك وعامته إنما هو لغات تداخلت فتركبت ، قال : هكذا ينبغي أن تعتقد ، وهو أشبه بحكمة العرب . وقال مرة : ليس عاقر من عقرت بمنزلة حامض من حمض ولا خاثر من خثر ، ولا طاهر من طهر ، ولا شاعر من شعر ; لأن كل واحد من هذه هو اسم الفاعل ، وهو جار على فعل ، فاستغني به عما يجري على فعل ، وهو فعيل ، ولكنه اسم بمعنى النسب بمنزلة امرأة حائض وطالق ، وكذلك الناقة ، وجمعها عقر ; قال : ابن جني
ولو أن ما في بطنه بين نسوة حبلن ولو كانت قواعد عقرا
ولقد عقرت - بضم القاف - أشد العقر وأعقر الله رحمها ، فهي معقرة ، وعقر الرجل مثل المرأة أيضا ، ورجال عقر ونساء عقر . وقالوا : امرأة عقرة ، مثل همزة ; وأنشد :سقى الكلابي العقيلي العقر
والعقر : كل ما شربه الإنسان فلم يولد له ، فهو عقر له . ويقال : عقر وعقر إذا عقر فلم يحمل له . وفي الحديث : ; العاقر : التي لا تحمل . وروي عن لا تزوجن عاقرا فإني مكاثر بكم الخليل : العقر استبراء المرأة لتنظر أبكر أم غير بكر ، قال : وهذا لا يعرف . ورجل عاقر وعقير : لا يولد له بين العقر - بالضم - ولم نسمع في المرأة عقيرا . وقال : هو الذي يأتي النساء فيحاضنهن ويلامسهن ، ولا يولد له . وعقرة العلم : النسيان . والعقرة : خرزة تشدها المرأة على حقويها لئلا تحبل . قال ابن الأعرابي الأزهري : ولنساء العرب خرزة يقال لها : العقرة يزعمن أنها إذا علقت على حقو المرأة لم تحمل إذا وطئت . قال الأزهري : قال : العقرة خرزة تعلق على العاقر لتلد . وعقر الأمر عقرا : لم ينتج عاقبة ; قال ابن الأعرابي يمدح ذو الرمة بلال بن أبي بردة :أبوك تلافى الناس والدين بعدما تشاؤوا وبيت الدين منقطع الكسر
فشد إصار الدين أيام أذرح ورد حروبا قد لقحن إلى عقر
ومن عاقر ينفي الألاء سراتها عذارين عن جرداء وعث خصورها
أما الفؤاد فلا يزال موكلا بهوى حمامة أو بريا العاقر
صرافة القب دموكا عاقرا
فإنه فسره فقال : العاقر التي لا مثل لها . والدموك هنا : البكرة التي يستقى بها على السانية ، وعقره أي : جرحه ، فهو عقير وعقرى ، مثل جريح وجرحى والعقر : شبيه بالحز ; عقره يعقره عقرا وعقره . والعقير : المعقور ، والجمع عقرى ، الذكر والأنثى فيه سواء . وعقر الفرس والبعير بالسيف عقرا : قطع قوائمه ; وفرس عقير معقور ، وخيل عقرى ; قال :بسلى وسلبرى مصارع فتية كرام وعقرى من كميت ومن ورد
ويوم عقرت للعذارى مطيتي
فمعناه نحرتها . وعاقر صاحبه : فاضله في عقر الإبل ، كما يقال كارمه وفاخره . وتعاقر الرجلان : عقرا إبلهما يتباريان بذلك ليرى أيهما أعقر لها ; ولما أنشد قوله : ابن دريدفما كان ذنب بني مالك بأن سب منهم غلام فسب
بأبيض ذي شطب باتر يقط العظام ويبري العصب
قد عقرت بالقوم أم خزرج
وفي حديث كعب : أن الشمس والقمر ثوران عقيران في النار ; قيل لما وصفهما الله تعالى بالسباحة في قوله عز وجل : وكل في فلك يسبحون ثم أخبر أنه يجعلهما في النار يعذب بهما أهلها بحيث لا يبرحانها صارا كأنهما زمنان عقيران . قال ابن الأثير : حكى ذلك أبو موسى ، وهو كما تراه . ابن بزرج : يقال قد كانت لي حاجة فعقرني عنها أي : حبسني عنها وعاقني . قال الأزهري : وعقر النوى منه مأخوذ ، والعقر لا يكون إلا في القوائم . عقره إذا قطع قائمة من قوائمه . قال الله تعالى في قصة ثمود : فتعاطى فعقر أي : تعاطى الشقي عقر الناقة فبلغ ما أراد ، قال الأزهري : العقر عند العرب كسف عرقوب البعير ، ثم يجعل النحر عقرا ; لأن ناحر الإبل يعقرها ثم ينحرها . والعقيرة : ما عقر من صيد أو غيره . وعقيرة الرجل : صوته إذا غنى أو قرأ أو بكى ، وقيل : أصله أن رجلا عقرت رجله فوضع العقيرة على الصحيحة وبكى عليها بأعلى صوته ، فقيل : رفع عقيرته ، ثم كثر ذلك حتى صير الصوت بالغناء عقيرة . قال الجوهري : قيل لكل من رفع صوته عقيرة ولم يقيد بالغناء . قال : والعقيرة الساق المقطوعة . قال الأزهري : وقيل فيه هو رجل أصيب عضو من أعضائه ، وله إبل اعتادت حداءه ، فانتشرت عليه إبله فرفع صوته بالأنين لما أصابه من العقر في بدنه فتسمعت إبله فحسبنه يحدو بها فاجتمعت إليه ، فقيل لكل من رفع صوته بالغناء : قد رفع عقيرته . والعقيرة : منتهى الصوت ; عن يعقوب ; واستعقر الذئب : رفع صوته بالتطريب في العواء ; عنه أيضا ; وأنشد :فلما عوى الذئب مستعقرا أنسنا به والدجى أسدف
عقرت بعيري يا امرأ القيس فانزل
والمعقر من الرحال : الذي ليس بواق . قال أبو عبيد : لا يقال معقر إلا لما كانت تلك عادته ، فأما ما عقر مرة فلا يكون إلا عاقرا ; أبو زيد : سرج عقر ; وأنشد للبعيث :ألد إذا لاقيت قوما بخطة ألح على أكتافهم قتب عقر
ولت ودعواها شديد صخبه
أي : دعاؤها ; وعلى هذا قال : صخبه ، فذكر ، وقيل : عقرى حلقى تعقر قومها وتحلقهم بشؤمها وتستأصلهم ، وقيل : العقرى الحائض . وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - صفية : إنها حائض فقال : عقرى حلقى ما أراها إلا حابستنا ; قال حين قيل له يوم النفر في أبو عبيد : قوله عقرى عقرها الله ; وحلقى حلقها الله تعالى ، فقوله عقرها الله يعني عقر جسدها ، وحلقى أصابها الله تعالى بوجع في حلقها ; قال : وأصحاب الحديث يروونه عقرى حلقى ، وإنما هو عقرا وحلقا - بالتنوين - لأنهما مصدرا عقر وحلق ; قال : وهذا على مذهب العرب في الدعاء على الشيء من غير إرادة لوقوعه . قال شمر : قلت لأبي عبيد : لم لا [ ص: 225 ] تجيز عقرى ؟ فقال : لأن فعلى تجيء نعتا ولم تجئ في الدعاء . فقلت : روى عن العرب مطيرى ، وعقرى أخف منه ، فلم ينكره ; قال ابن شميل ابن الأثير : هذا ظاهره الدعاء عليها وليس بدعاء في الحقيقة ، وهو في مذهبهم معروف . وقال : عقرته إذا قلت له عقرا وهو من باب سقيا ورعيا وجدعا ، وقال سيبويه : هما صفتان للمرأة المشؤومة أي : أنها تعقر قومها وتحلقهم أي : تستأصلهم ، من شؤمها عليهم ، ومحلها الرفع على الخبرية أي : هي عقرى وحلقى ، ويحتمل أن يكونا مصدرين على فعلى بمعنى العقر والحلق كالشكوى للشكو ، وقيل : الألف للتأنيث مثلها في غضبى وسكرى ; وحكى الزمخشري اللحياني : لا تفعل ذلك أمك عقرى ، ولم يفسره ، غير أنه ذكره مع قوله : أمك ثاكل وأمك هابل . وحكى في الدعاء : جدعا له وعقرا ، وقال : جدعته وعقرته قلت له ذلك ; والعرب تقول : نعوذ بالله من العواقر والنواقر ; حكاه سيبويه ثعلب ، قال : والعواقر ما يعقر ، والنواقر السهام التي تصيب . وعقر النخلة عقرا وهي عقرة : قطع رأسها فيبست . قال الأزهري : وعقر النخلة أن يكشط ليفها عن قلبها ويؤخذ جذبها فإذا فعل ذلك بها يبست وهمدت . قال : ويقال عقر النخلة قطع رأسها كله مع الجمار ، فهي معقورة وعقير ، والاسم العقار . وفي الحديث : ; قال أنه مر بأرض تسمى عقرة فسماها خضرة ابن الأثير : كأنه كره لها اسم العقر ; لأن العاقر المرأة التي لا تحمل ، وشجرة عاقر لا تحمل ، فسماها خضرة تفاؤلا بها ; ويجوز أن يكون من قولهم نخلة عقرة إذا قطع رأسها فيبست . وطائر عقر وعاقر إذا أصاب ريشه آفة فلم ينبت ; وأما قول لبيد :لما رأى لبد النسور تطايرت رفع القوادم كالعقير الأعزل
يلذن بأعقار الحياض كأنها نساء النصارى أصبحت وهي كفل
فرماها في فرائصها بإزاء الحوض أو عقره
وبيض كالسلاجم مرهفات كأن ظباتها عقر بعيج
عقار تظل الطير تخطف زهوه وعالين أعلاقا على كل مفأم
: عقار الكلأ البهمى ; كل دار لا يكون فيها بهمى فلا خير في رعيها إلا أن يكون فيها طريفة ، وهي النصي والصليان . وقال مرة : العقار جميع اليبيس . ويقال : عقر كلأ هذه الأرض إذا أكل . وقد أعقرتك كلأ موضع كذا فاعقره أي : كله . وفي الحديث : ابن الأعرابي أنه أقطع حصين بن مشمت ناحية كذا واشترط عليه أن لا يعقر مرعاها أي : لا يقطع شجرها . وعاقر الشيء معاقرة وعقارا : لزمه . والعقار : الخمر ، سميت بذلك ; لأنها عاقرت العقل وعاقرت الدن أي : لزمته ; يقال : عاقره إذا لازمه وداوم عليه ، وأصله من عقر الحوض . والمعاقرة : الإدمان . والمعاقرة : إدمان شرب الخمر . ومعاقرة الخمر : إدمان شربها . وفي الحديث : لا تعاقروا أي : لا تدمنوا شرب الخمر . وفي الحديث : ; هو الذي يدمن شربها ، قيل : هو مأخوذ من عقر الحوض لأن الواردة تلازمه ، وقيل : سميت عقارا ; لأن أصحابها يعاقرونها أي : يلازمونها ، وقيل : هي التي تعقر شاربها ، وقيل : هي التي لا تلبث أن تسكر . لا يدخل الجنة معاقر خمر : فلان يعاقر النبيذ أي : يداومه ، وأصله من عقر الحوض ، وهو أصله والموضع الذي تقوم فيه الشاربة ، لأن شاربها يلازمها ملازمة الإبل الواردة عقر الحوض حتى تروى . قال ابن الأنباري أبو سعيد : معاقرة الشراب مغالبته ; يقول : أنا أقوى على شربه ، فيغالبه فيغلبه ، فهذه المعاقرة .
وعقر الرجل عقرا : فجئه الروع فدهش فلم يقدر أن يتقدم أو يتأخر . وفي حديث عمر - رضي الله عنه : أبو بكر - رضي الله عنه - حين صعد إلى منبره فخطب : إنك ميت وإنهم ميتون قال : فعقرت حتى خررت إلى الأرض ; وفي المحكم : فعقرت حتى ما أقدر على الكلام ، وفي النهاية : فعقرت وأنا قائم حتى وقعت إلى الأرض ; قال أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما مات قرأ أبو عبيد : يقال عقر وبعل وهو مثل الدهش ، وعقرت أي : دهشت . قال ابن الأثير : العقر - بفتحتين - أن تسلم الرجل قوائمه إلى الخوف فلا يقدر أن يمشي من الفرق والدهش ، وفي الصحاح : فلا يستطيع أن يقاتل . وأعقره غيره : أدهشه . وفي حديث العباس : أنه عقر في مجلسه حين أخبر أن محمدا قتل . وفي حديث : ابن عباس . وظبي عقير : دهش ; وروى بعضهم بيت فلما رأوا النبي - صلى الله عليه وسلم - سقطت أذقانهم على صدورهم وعقروا في مجالسهم المنخل اليشكري :
فلثمتها فتنفست كتنفس الظبي العقير
كعقر الهاجري إذا ابتناه بأشباه حذين على مثال
وإذا احزألت في المناخ رأيتها كالعقر أفردها العماء الممطر
ركود الحميا طلة شاب ماءها بها من عقاراء الكروم ربيب
كرهت العقر عقر بني شليل إذا هبت لقاريها الرياح
ومنا حبيب العقر حين يلفهم كما لف صردان الصريمة أخطب