[ عرب ]
عرب : العرب والعرب : جيل من الناس معروف خلاف العجم ، وهما واحد مثل العجم والعجم ، مؤنث ، وتصغيره بغير هاء نادر ،
الجوهري : العريب تصغير العرب ، قال
أبو الهندي واسمه عبد المؤمن بن عبد القدوس :
فأما البهط وحيتانكم فما زلت فيها كثير السقم وقد نلت منها كما نلتم
فلم أر فيها كضب هرم وما في البيوض كبيض الدجاج
وبيض الجراد شفاء القرم . ومكن الضباب طعام العري
ب لا تشتهيه نفوس العجم
.
صغرهم تعظيما كما قال : أنا جذيلها المحكك ، وعذيقها المرجب ، والعرب العاربة : هم الخلص منهم ، وأخذ من لفظه فأكد به كقولك : ليل لائل ، تقول : عرب عاربة وعرباء : صرحاء ، ومتعربة ومستعربة : دخلاء ليسوا بخلص ، والعربي منسوب إلى العرب وإن لم يكن بدويا ، والأعرابي : البدوي وهم الأعراب ، والأعاريب : جمع الأعراب ، وجاء في الشعر الفصيح الأعاريب ، وقيل : ليس الأعراب جمعا لعرب كما كان الأنباط جمعا لنبط ، وإنما العرب اسم جنس ، والنسب إلى الأعراب : أعرابي ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه : إنما قيل في النسب إلى الأعراب أعرابي ; لأنه لا واحد له على هذا المعنى ، ألا ترى أنك تقول العرب فلا يكون على هذا المعنى ؟ فهذا يقويه ، وعربي : بين العروبة والعروبية ، وهما من المصادر التي لا أفعال لها ، وحكى
الأزهري : رجل عربي : إذا كان نسبه في العرب ثابتا ، وإن لم يكن فصيحا ، وجمعه العرب كما يقال : رجل مجوسي ويهودي ، والجمع بحذف ياء النسبة :
اليهود والمجوس ، ورجل معرب : إذا كان فصيحا ، وإن كان عجمي النسب ، ورجل أعرابي بالألف : إذا كان بدويا صاحب نجعة وانتواء وارتياد للكلإ وتتبع لمساقط الغيث ، وسواء كان من العرب أو من مواليهم ، ويجمع الأعرابي على الأعراب والأعاريب ، والأعرابي إذا قيل له : يا عربي ! فرح بذلك وهش له ، والعربي إذا قيل له : يا أعرابي ! غضب له ، فمن نزل البادية أو جاور البادين وظعن بظعنهم وانتوى بانتوائهم فهم أعراب ، ومن نزل بلاد الريف واستوطن المدن والقرى العربية وغيرها ممن ينتمي إلى العرب : فهم عرب وإن لم يكونوا فصحاء ، وقول الله عز وجل :
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ، فهؤلاء قوم من بوادي العرب قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم
المدينة طمعا في الصدقات لا رغبة في الإسلام فسماهم الله تعالى الأعراب ، ومثلهم الذين ذكرهم في سورة التوبة ، فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=97الأعراب أشد كفرا ونفاقا الآية ، قال
الأزهري : والذي لا يفرق بين العرب والأعراب والعربي والأعرابي ربما تحامل على العرب بما يتأوله في هذه الآية ، وهو لا يميز بين العرب والأعراب ولا يجوز أن يقال للمهاجرين والأنصار أعراب ؛ إنما هم عرب ; لأنهم استوطنوا القرى العربية وسكنوا المدن سواء منهم الناشئ بالبدو ، ثم استوطن القرى والناشئ
بمكة ثم هاجر إلى المدينة ، فإن لحقت طائفة منهم بأهل البدو بعد هجرتهم واقتنوا نعما ورعوا مساقط الغيث بعدما كانوا حاضرة أو مهاجرة ؛ قيل : قد تعربوا ، أي : صاروا أعرابا بعدما كانوا عربا ، وفي الحديث : تمثل في خطبته مهاجر ليس بأعرابي جعل المهاجر ضد الأعرابي ، قال : والأعراب ساكنو البادية من العرب الذين لا يقيمون في الأمصار ولا يدخلونها إلا لحاجة ، والعرب : هذا الجيل لا واحد له من لفظه وسواء أقام بالبادية والمدن والنسبة إليهما أعرابي وعربي ، وفي الحديث :
ثلاث من الكبائر منها التعرب بعد الهجرة هو أن يعود إلى البادية ، ويقيم مع الأعراب بعد أن كان مهاجرا ، وكان من رجع بعد الهجرة إلى موضعه من غير عذر يعدونه كالمرتد ، ومنه حديث
nindex.php?page=showalam&ids=119ابن الأكوع : لما
قتل عثمان خرج إلى
الربذة وأقام بها ثم إنه دخل على
الحجاج يوما فقال له : يا
nindex.php?page=showalam&ids=119ابن الأكوع ارتددت على عقبيك وتعربت ، قال : ويروى بالزاي وسنذكره في موضعه ، قال : والعرب : أهل الأمصار ، والأعراب منهم : سكان البادية خاصة ، وتعرب ، أي : تشبه بالعرب ، وتعرب بعد هجرته ، أي : صار أعرابيا ، والعربية : هي هذه اللغة ، واختلف الناس في العرب لم سموا عربا ، فقال بعضهم : أول من أنطق الله لسانه بلغة العرب
يعرب بن قحطان وهو أبو
اليمن كلهم ، وهم العرب العاربة ، ونشأ
إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام معهم فتكلم بلسانهم ، فهو وأولاده العرب المستعربة ، وقيل : إن أولاد
إسماعيل نشئوا بعربة ، وهي من
تهامة فنسبوا إلى بلدهم ، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
خمسة أنبياء من العرب وهم : محمد وإسماعيل وشعيب وصالح وهود صلوات الله عليهم ، وهذا يدل على أن لسان العرب قديم ، وهؤلاء الأنبياء كلهم كانوا يسكنون بلاد العرب ، فكان
شعيب وقومه
[ ص: 83 ] بأرض
مدين ، وكان
صالح وقومه بأرض
ثمود ينزلون بناحية
الحجر ، وكان
هود وقومه
عاد ينزلون
الأحقاف من رمال
اليمن ، وكانوا أهل عمد وكان
إسماعيل بن إبراهيم والنبي المصطفى
محمد صلى الله عليه وسلم من سكان
الحرم ، وكل من سكن بلاد العرب وجزيرتها ونطق بلسان أهلها فهم عرب يمنهم ومعدهم ، قال
الأزهري : والأقرب عندي أنهم سموا عربا باسم بلدهم العربات ، وقال
إسحاق بن الفرج :
عربة : باحة العرب ، وباحة دار أبي الفصاحة ،
إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام ، وفيها يقول قائلهم :
وعربة أرض ما يحل حرامها من الناس إلا اللوذعي الحلاحل
.
يعني النبي صلى الله عليه وسلم أحلت له
مكة ساعة من نهار ثم هي حرام إلى يوم القيامة ، قال : واضطر الشاعر إلى تسكين الراء من عربة فسكنها ، وأنشد قول الآخر :
ورجت باحة العربات رجا ترقرق في مناكبها الدماء
.
قال : وأقامت
قريش بعربة فتنخت بها ، وانتشر سائر العرب في جزيرتها فنسبوا كلهم إلى
عربة ; لأن أباهم
إسماعيل صلى الله عليه وسلم بها نشأ وربل أولاده فيها فكثروا فلما لم تحتملهم البلاد انتشروا وأقامت
قريش بها ، وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال :
قريش هم أوسط العرب في العرب دارا ، وأحسنه جوارا ، وأعربه ألسنة ، وقال
قتادة : كانت
قريش تجتبي ، أي : تختار أفضل لغات العرب حتى صار أفضل لغاتها لغتها فنزل القرآن بها ، قال
الأزهري : وجعل الله عز وجل القرآن المنزل على النبي المرسل
محمد صلى الله عليه وسلم عربيا ; لأنه نسبه إلى العرب الذين أنزله بلسانهم ، وهم النبي
والمهاجرون والأنصار الذين صيغة لسانهم لغة العرب - في باديتها وقراها - العربية ، وجعل النبي صلى الله عليه وسلم عربيا ; لأنه من صريح العرب ، ولو أن قوما من الأعراب الذين يسكنون البادية حضروا القرى العربية وغيرها وتناءوا معهم فيها سموا عربا ولم يسموا أعرابا ، وتقول : رجل عربي اللسان : إذا كان فصيحا ، وقال
الليث : يجوز أن يقال : رجل عرباني اللسان ، قال : والعرب المستعربة هم الذين دخلوا فيهم بعد فاستعربوا ، قال
الأزهري : المستعربة عندي قوم من العجم دخلوا في العرب فتكلموا بلسانهم وحكوا هيئاتهم وليسوا بصرحاء فيهم ، وقال
الليث : تعربوا مثل استعربوا ، قال
الأزهري : ويكون التعرب أن يرجع إلى البادية بعدما كان مقيما بالحضر فيلحق بالأعراب ، ويكون التعرب المقام بالبادية ومنه قول الشاعر :
تعرب آبائي فهلا وقاهم من الموت رملا عالج وزرود
.
يقول : أقام آبائي بالبادية ، ولم يحضروا القرى ، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10372275الثيب تعرب عن نفسها ، أي : تفصح ، وفي حديث آخر :
الثيب يعرب عنها لسانها والبكر تستأمر في نفسها ، وقال
أبو عبيد : هذا الحرف جاء في الحديث يعرب بالتخفيف ، وقال
الفراء : إنما هو يعرب بالتشديد ، يقال : عربت عن القوم : إذا تكلمت عنهم واحتججت لهم ، وقيل : إن أعرب معنى عرب ، وقال
الأزهري : الإعراب والتعريب معناهما واحد ، وهو الإبانة ؛ يقال : أعرب عنه لسانه وعرب ، أي : أبان وأفصح ، وأعرب عن الرجل : بين عنه ، وعرب عنه : تكلم بحجته ، وحكى
ابن الأثير عن
ابن قتيبة : الصواب يعرب عنها بالتخفيف ، وإنما سمي الإعراب إعرابا لتبيينه وإيضاحه ؛ قال : وكلا القولين لغتان متساويتان بمعنى الإبانة والإيضاح ، ومنه الحديث الآخر :
فإنما كان يعرب عما في قلبه لسانه ، ومنه حديث
التيمي : كانوا يستحبون أن يلقنوا الصبي حين يعرب أن يقول : لا إله إلا الله سبع مرات ، أي : حين ينطق ويتكلم ، وفي حديث السقيفة : أعربهم أحسابا ، أي : أبينهم وأوضحهم ، ويقال : أعرب عما في ضميرك ، أي : أبن ، ومن هذا يقال للرجل الذي أفصح بالكلام : أعرب ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=1282أبو زيد الأنصاري : يقال : أعرب الأعجمي إعرابا وتعرب تعربا واستعرب استعرابا : كل ذلك للأغتم دون الصبي ، قال : وأفصح الصبي في منطقه إذا فهمت ما يقول أول ما يتكلم ، وأفصح الأغتم إفصاحا ؛ مثله ، ويقال للعربي : أفصح لي ، أي : أبن لي كلامك ، وأعرب الكلام وأعرب به : بينه ، أنشد
أبو زياد :
وإني لأكني عن قذور بغيرها وأعرب أحيانا بها فأصارح
.
وعربه كأعربه ، وأعرب بحجته ، أي : أفصح بها ولم يتق أحدا ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=15102الكميت :
وجدنا لكم في آل حم آية تأولها منا تقي معرب
.
هكذا أنشده
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه كمكلم ، وأورد
الأزهري هذا البيت " تقي ومعرب " ، وقال : تقي يتوقى إظهاره ، حذر أن يناله مكروه من أعدائكم ومعرب ، أي : مفصح بالحق لا يتوقاهم ، وقال
الجوهري : معرب مفصح بالتفصيل وتقي ساكت عنه للتقية ، قال
الأزهري : والخطاب في هذا
لبني هاشم حين ظهروا على
بني أمية والآية قوله عز وجل :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ، وعرب منطقه ، أي : هذبه من اللحن ، والإعراب الذي هو النحو إنما هو الإبانة عن المعاني بالألفاظ ، وأعرب كلامه إذا لم يلحن في الإعراب ، ويقال : عربت له الكلام تعريبا وأعربت له إعرابا : إذا بينته له حتى لا يكون فيه حضرمة ، وعرب الرجل يعرب عربا وعروبا عن
ثعلب وعروبة وعرابة وعروبية كفصح ، وعرب : إذا فصح بعد لكنة في لسانه ، ورجل عريب معرب ، وعربه : علمه العربية ، وفي حديث
الحسن أنه قال له
nindex.php?page=showalam&ids=16542البتي : ما تقول في رجل رعف في الصلاة ؟ ; فقال
الحسن : إن هذا يعرب الناس وهو يقول رعف ، أي : يعلمهم العربية ويلحن إنما هو رعف ، وتعريب الاسم الأعجمي أن تتفوه به العرب على منهاجها تقول : عربته العرب وأعربته أيضا وأعرب الأغتم وعرب لسانه بالضم عروبة ، أي : صار عربيا ،
[ ص: 84 ] وتعرب واستعرب أفصح ، قال الشاعر :
ماذا لقينا من المستعربين ، ومن قياس نحوهم هذا الذي ابتدعوا
وأعرب الرجل ، أي : ولد له ولد عربي اللون ، وفي الحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10372278لا تنقشوا في خواتمكم عربيا ، أي : لا تنقشوا فيها
محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ; لأنه كان نقش خاتم النبي صلى الله عليه وسلم ، ومنه حديث
عمر رضي الله عنه :
nindex.php?page=hadith&LINKID=2010896لا تنقشوا في خواتمكم العربية ، وكان
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر يكره أن ينقش في الخاتم القرآن ، وعربية الفرس : عتقه وسلامته من الهجنة ، وأعرب : صهل فعرف عتقه بصهيله ، والإعراب : معرفتك بالفرس العربي من الهجين إذا صهل ، وخيل عراب معربة ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي : والمعرب من الخيل : الذي ليس فيه عرق هجين والأنثى معربة وإبل عراب كذلك ، وقد قالوا : خيل أعرب وإبل أعرب ، قال :
ما كان إلا طلق الإهماد وكرنا بالأعرب الجياد
حتى تحاجزن عن الرواد تحاجز الري ولم تكاد
.
حول الإخبار إلى المخاطبة ، ولو أراد الإخبار فاتزن له لقال : ولم تكد ، وفي حديث
سطيح : تقود خيلا عرابا ، أي : عربية منسوبة إلى العرب ، وفرقوا بين الخيل والناس فقالوا في الناس : عرب وأعراب ، وفي الخيل : عراب ، والإبل العراب والخيل العراب خلاف البخاتي والبراذين ، وأعرب الرجل : ملك خيلا عرابا أو إبلا عرابا أو اكتسبها فهو معرب ، قال
الجعدي :
ويصهل في مثل جوف الطوي صهيلا تبين للمعرب
يقول : إذا سمع صهيله من له خيل عراب عرف أنه عربي ، والتعريب : أن يتخذ فرسا عربيا ، ورجل معرب : معه فرس عربي ، وفرس معرب : خلصت عربيته ، وعرب الفرس : بزغه ، وذلك أن تنسف أسفل حافره ، ومعناه أنه قد بان بذلك ما كان خفيا من أمره لظهوره إلى مرآة العين بعدما كان مستورا ، وبذلك تعرف حاله أصلب هو أم رخو ، وصحيح هو أم سقيم ، قال
الأزهري : والتعريب تعريب الفرس وهو أن يكوى على أشاعر حافره في مواضع ثم يبزغ بمبزغ بزغا رفيقا لا يؤثر في عصبه ليشتد أشعره ، وعرب الدابة : بزغها على أشاعرها ثم كواها ، والإعراب والتعريب : الفحش ، والتعريب والإعراب والإعرابة والعرابة بالفتح والكسر : ما قبح من الكلام ، وأعرب الرجل : تكلم بالفحش ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=197فلا رفث ولا فسوق ، هو العرابة في كلام العرب ، قال : والعرابة كأنه اسم موضوع من التعريب وهو ما قبح من الكلام ، يقال منه : عربت وأعربت ، ومنه حديث
عطاء : أنه كره الإعراب للمحرم ، وهو الإفحاش في القول والرفث ، ويقال أراد به الإيضاح والتصريح بالهجر من الكلام ، وفي حديث
ابن الزبير :
لا تحل العرابة للمحرم ، وفي الحديث :
أن رجلا من المشركين كان يسب النبي صلى الله عليه وسلم فقال له رجل من المسلمين : والله لتكفن عن شتمه أو لأرحلنك بسيفي هذا فلم يزدد إلا استعرابا فحمل عليه فضربه وتعاوى عليه المشركون فقتلوه ، الاستعراب : الإفحاش في القول ، وقال
رؤبة يصف نساء : جمعن العفاف عند الغرباء والإعراب عند الأزواج ، وهو ما يستفحش من ألفاظ النكاح والجماع ، فقال :
والعرب في عفافة وإعراب
وهذا كقولهم : خير النساء المتبذلة لزوجها الخفرة في قومها ، وعرب عليه : قبح قوله وفعله ، وغيره عليه ورده عليه ، والإعراب كالتعريب ، والإعراب : ردك الرجل عن القبيح ، وعرب عليه : منعه ، وأما حديث
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ما لكم إذا رأيتم الرجل يخرق أعراض الناس أن لا تعربوا عليه ، فليس من التعريب الذي جاء في الخبر ، وإنما هو من قولك : عربت على الرجل قوله إذا قبحته عليه ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي وأبو زيد في قوله : أن لا تعربوا عليه ، معناه أن لا تفسدوا عليه كلامه وتقبحوه ، ومنه قول
أوس بن حجر :
ومثل ابن عثم إن ذحول تذكرت وقتلى تياس عن صلاح تعرب
ويروى : يعرب يعني أن هؤلاء الذين قتلوا منا ولم نثئر بهم ولم نقتل الثأر إذا ذكر دماؤهم أفسدت المصالحة ومنعتنا عنها ، والصلاح : المصالحة ،
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي : التعريب التبيين والإيضاح في قوله : الثيب تعرب عن نفسها ، أي : ما يمنعكم أن تصرحوا له بالإنكار والرد عليه ولا تستأثروا ، قال : والتعريب المنع والإنكار في قوله أن لا تعربوا ، أي : لا تمنعوا ، وكذلك قوله عن صلاح تعرب ، أي : تمنع ، وقيل : الفحش والتقبيح من عرب الجرح إذا فسد ، ومنه الحديث : أن رجلا أتاه فقال : إن ابن أخي عرب بطنه ، أي : فسد فقال : اسقه عسلا ، وقال
شمر : التعريب أن يتكلم الرجل بالكلمة فيفحش فيها أو يخطئ فيقول له الآخر : ليس كذا ، ولكنه كذا للذي هو أصوب ، أراد معنى حديث
عمر أن لا تعربوا عليه ، قال : والتعريب مثل الإعراب من الفحش في الكلام ، وفي حديث بعضهم : ما أوتي أحد من معاربة النساء ما أوتيته أنا ، كأنه أراد أسباب الجماع ومقدماته ، وعرب الرجل عربا فهو عرب : اتخم ، وعربت معدته بالكسر عربا : فسدت ، وقيل : فسدت مما يحمل عليها مثل ذربت ذربا فهي عربة وذربة ، وعرب الجرح عربا وحبط حبطا : بقي فيه أثر بعد البرء ونكس وعفر ، وعرب السنام عربا إذا ورم وتقيح ، والتعريب : تمريض العرب وهو الذرب المعدة ، قال
الأزهري : ويحتمل أن يكون التعريب على من يقول بلسانه المنكر من هذا ; لأنه يفسد عليه كلامه كما فسدت معدته ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=1282أبو زيد الأنصاري : فعلت كذا وكذا فما عرب علي أحد ، أي : ما غير علي أحد ، والعرابة والإعراب : النكاح ، وقيل : التعريض به ، والعربة والعروب : كلتاهما المرأة الضحاكة ، وقيل : هي المتحببة إلى زوجها المظهرة له ذلك ، وبذلك فسر قوله عز وجل :
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=37عربا أترابا ،
[ ص: 85 ] وقيل : هي العاشقة له ، وفي حديث
عائشة : فاقدروا قدر الجارية العربة ، قال
ابن الأثير : هي الحريصة على اللهو ، فأما العرب : فجمع عروب وهي المرأة الحسناء المتحببة إلى زوجها ، وقيل : العرب الغنجات ، وقيل : المغتلمات ، وقيل : العواشق ، وقيل : هي الشكلات بلغة
أهل مكة والمغنوجات بلغة
أهل المدينة ، والعروبة : مثل العروب في صفة النساء ، وقال
اللحياني : هي العاشق الغلمة وهي العروب أيضا ،
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي قال : العروب المطيعة لزوجها المتحببة إليه ، قال : والعروب أيضا العاصية لزوجها الخائنة بفرجها الفاسدة في نفسها ، وأنشد :
فما خلف من أم عمران سلفع من السود ورهاء العنان عروب
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13247ابن سيده : وأنشد
ثعلب هذا البيت ولم يفسره ، قال : وعندي أن عروب في هذا البيت الضحاكة ، وهم يعيبون النساء بالضحك الكثير ، وجمع العربة : عربات ، وجمع العروب : عرب ، قال :
أعدى بها العربات البدن
العرب وتعربت المرأة للرجل : تغزلت ، وأعرب الرجل : تزوج امرأة عروبا ، والعرب : النشاط والأرن ، وعرب عرابة : نشط ، قال :
كل طمر غذوان عربه
ويروى : عدوان ، وماء عرب : كثير ، والتعريب : الإكثار من شرب العرب وهو الكثير من الماء الصافي ، ونهر عرب : غمر ، وبئر عربة : كثيرة الماء والفعل من كل ذلك عرب عربا فهو عارب وعاربة ، والعربة بالتحريك : النهر الشديد الجري ، والعربة أيضا : النفس ، قال
ابن ميادة :
لما أتيتك أرجو فضل نائلكم نفحتني نفحة طابت لها العرب
والعربات : سفن رواكد كانت في
دجلة ، واحدتها على لفظ ما تقدم ، عربة . والتعريب : قطع سعف النخل وهو التشذيب ، والعرب : يبيس البهمى خاصة ، وقيل : يبيس كل بقل ، الواحدة عربة ، وقيل : عرب البهمى شوكها ، والعربي : شعير أبيض وسنبله حرفان عريض ، وحبه كبار أكبر من شعير العراق وهو أجود الشعير ، وما بالدار عريب ومعرب ، أي : أحد ، الذكر والأنثى فيه سواء ، ولا يقال في غير النفي ، وأعرب سقي القوم إذا كان مرة غبا ، ومرة خمسا ثم قام على وجه واحد ،
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي : العراب الذي يعمل العرابات واحدتها عرابة ، وهي شمل ضروع الغنم ، وعرب الرجل إذا غرق في الدنيا ، والعربان والعربون والعربون : كله ما عقد به البيعة من الثمن ، أعجمي أعرب ، قال
الفراء : أعربت إعرابا وعربت تعريبا إذا أعطيت العربان ، وروي عن
عطاء أنه كان ينهى عن الإعراب في البيع ، قال
شمر : الإعراب في البيع أن يقول الرجل للرجل : إن لم آخذ هذا البيع بكذا فلك كذا وكذا من مالي ، وفي الحديث أنه
nindex.php?page=hadith&LINKID=10372280نهى عن بيع العربان ؛ هو أن يشتري السلعة ، ويدفع إلى صاحبها شيئا على أنه إن أمضى البيع حسب من الثمن ، وإن لم يمض البيع كان لصاحب السلعة ولم يرتجعه المشتري ، يقال : أعرب في كذا وعرب وعربن وهو عربان وعربون وعربون ، وقيل : سمي بذلك ; لأن فيه إعرابا لعقد البيع ، أي : إصلاحا وإزالة فساد لئلا يملكه غيره باشترائه ، وهو بيع باطل عند الفقهاء لما فيه من الشرط والغرر ، وأجازه
أحمد ، وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر إجازته ، قال
ابن الأثير : وحديث النهي منقطع ، وفي حديث
عمر : أن عامله
بمكة اشترى دارا للسجن بأربعة آلاف وأعربوا فيها أربعمائة ، أي : أسلفوا وهو من العربان ، وفي حديث
عطاء : أنه كان ينهى عن الإعراب في البيع ، ويقال : ألقى فلان عربونه إذا أحدث ، وعروبة والعروبة : كلتاهما الجمعة ، وفي الصحاح : يوم العروبة بالإضافة ، وهو من أسمائهم القديمة قال :
أؤمل أن أعيش وأن يومي بأول أو بأهون أو جبار
أو التالي دبار فإن أفته فمؤنس أو عروبة أو شيار
أراد : فبمؤنس وترك صرفه على اللغة العادية القديمة ، وإن شئت جعلته على لغة من رأى ترك صرف ما ينصرف ، ألا ترى أن بعضهم قد وجه قول الشاعر : .
. . . . . . . .
وممن ولدوا : عامر ذو الطول وذو العرض
على ذلك ، قال
أبو موسى الحامض : قلت
لأبي العباس : هذا الشعر موضوع ، قال : لم ؟ قلت : لأن مؤنسا وجبارا ودبارا وشيارا تنصرف وقد ترك صرفها ، فقال : هذا جائز في الكلام فكيف في الشعر ؟ وفي حديث الجمعة : كانت تسمى عروبة هو اسم قديم لها ، وكأنه ليس بعربي ، يقال : يوم عروبة ويوم العروبة ، والأفصح أن لا يدخلها الألف واللام ، قال
السهيلي في الروض الأنف :
كعب بن لؤي جد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أول من جمع يوم العروبة ، ولم تسم العروبة إلا مذ جاء الإسلام ، وهو أول من سماها الجمعة ، فكانت
قريش تجتمع إليه في هذا اليوم فيخطبهم ويذكرهم بمبعث النبي صلى الله عليه وسلم ويعلمهم أنه من ولده ، ويأمرهم باتباعه والإيمان به ، وينشد في هذا أبياتا منها :
يا ليتني شاهد فحواء دعوته إذا قريش تبغي الخلق خذلانا
قال
ابن الأثير : وعروبا اسم السماء السابعة ، والعبرب : السماق ، وقدر عربربية وعبربية ، أي : سماقية ، وفي حديث
الحجاج قال لطباخه : اتخذ لنا عبربية وأكثر فيجنها ، العبرب : السماق والفيجن : السذاب ، والعراب : حمل الخزم وهو شجر يفتل من لحائه الحبال الواحدة عرابة تأكله القرود ، وربما أكله الناس في المجاعة ،
والعربات : طريق في جبل بطريق
مصر ، وعريب : حي من
اليمن ،
وابن العروبة : رجل معروف ، وفي الصحاح :
nindex.php?page=showalam&ids=12514ابن أبي العروبة بالألف واللام ، ويعرب : اسم ،
وعرابة بالفتح : اسم رجل من الأنصار من الأوس ، قال
الشماخ :
[ ص: 86 ] إذا
ما راية رفعت لمجد تلقاها عرابة باليمين
[ عرب ]
عرب : الْعُرْبُ وَالْعَرَبُ : جِيلٌ مِنَ النَّاسِ مَعْرُوفٌ خِلَافُ الْعَجَمِ ، وَهُمَا وَاحِدٌ مِثْلُ الْعُجْمِ وَالْعَجَمِ ، مُؤَنَّثٌ ، وَتَصْغِيرُهُ بِغَيْرِ هَاءٍ نَادِرٌ ،
الْجَوْهَرِيُّ : الْعُرَيْبُ تَصْغِيرُ الْعَرَبِ ، قَالَ
أَبُو الْهِنْدِيِّ وَاسْمُهُ عَبْدُ الْمُؤْمِنِ بْنُ عَبْدِ الْقُدُّوسِ :
فَأَمَّا الْبَهَطُّ وَحِيتَانُكُمْ فَمَا زِلْتُ فِيهَا كَثِيرَ السَّقَمْ وَقَدْ نِلْتُ مِنْهَا كَمَا نِلْتُمُ
فَلَمْ أَرَ فِيهَا كَضَبٍّ هَرِمْ وَمَا فِي الْبُيُوضِ كَبَيْضِ الدَّجَاجِ
وَبَيْضُ الْجَرَادِ شِفَاءُ الْقَرِمْ . وَمَكْنُ الضِّبَابِ طَعَامُ الْعُرَيْ
بِ لَا تَشْتَهِيهِ نُفُوسُ الْعَجَمْ
.
صَغَّرَهُمْ تَعْظِيمًا كَمَا قَالَ : أَنَا جُذَيْلُهَا الْمُحَكَّكُ ، وَعُذَيْقُهَا الْمُرَجَّبُ ، وَالْعَرَبُ الْعَارِبَةُ : هُمُ الْخُلَّصُ مِنْهُمْ ، وَأُخِذَ مِنْ لَفْظِهِ فَأُكِّدَ بِهِ كَقَوْلِكَ : لَيْلٌ لَائِلٌ ، تَقُولُ : عَرَبٌ عَارِبَةٌ وَعَرْبَاءُ : صُرَحَاءُ ، وَمُتَعَرِّبَةٌ وَمُسْتَعْرِبَةٌ : دُخَلَاءُ لَيْسُوا بِخُلَّصٍ ، وَالْعَرَبِيُّ مَنْسُوبٌ إِلَى الْعَرَبِ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ بَدَوِيًّا ، وَالْأَعْرَابِيُّ : الْبَدَوِيُّ وَهُمُ الْأَعْرَابُ ، وَالْأَعَارِيبُ : جَمْعُ الْأَعْرَابِ ، وَجَاءَ فِي الشِّعْرِ الْفَصِيحِ الْأَعَارِيبُ ، وَقِيلَ : لَيْسَ الْأَعْرَابُ جَمْعًا لِعَرَبٍ كَمَا كَانَ الْأَنْبَاطُ جَمْعًا لِنَبَطٍ ، وَإِنَّمَا الْعَرَبُ اسْمُ جِنْسٍ ، وَالنَّسَبُ إِلَى الْأَعْرَابِ : أَعْرَابِيٌّ ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ : إِنَّمَا قِيلَ فِي النَّسَبِ إِلَى الْأَعْرَابِ أَعْرَابِيٌّ ; لِأَنَّهُ لَا وَاحِدَ لَهُ عَلَى هَذَا الْمَعْنَى ، أَلَا تَرَى أَنَّكَ تَقُولُ الْعَرَبُ فَلَا يَكُونُ عَلَى هَذَا الْمَعْنَى ؟ فَهَذَا يُقَوِّيهِ ، وَعَرَبِيٌّ : بَيِّنُ الْعُرُوبَةِ وَالْعُرُوبِيَّةِ ، وَهُمَا مِنَ الْمَصَادِرِ الَّتِي لَا أَفْعَالَ لَهَا ، وَحَكَى
الْأَزْهَرِيُّ : رَجُلٌ عَرَبِيٌّ : إِذَا كَانَ نَسَبُهُ فِي الْعَرَبِ ثَابِتًا ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فَصِيحًا ، وَجَمْعُهُ الْعَرَبُ كَمَا يُقَالُ : رَجُلٌ مَجُوسِيٌّ وَيَهُودِيٌّ ، وَالْجَمْعُ بِحَذْفِ يَاءِ النِّسْبَةِ :
الْيَهُودُ وَالْمَجُوسُ ، وَرَجُلٌ مُعْرِبٌ : إِذَا كَانَ فَصِيحًا ، وَإِنْ كَانَ عَجَمِيَّ النَّسَبِ ، وَرَجُلٌ أَعْرَابِيٌّ بِالْأَلْفِ : إِذَا كَانَ بَدَوِيًّا صَاحِبَ نَجْعَةٍ وَانْتِوَاءٍ وَارْتِيَادٍ لِلْكَلَإِ وَتَتَبُّعٍ لِمَسَاقِطِ الْغَيْثِ ، وَسَوَاءٌ كَانَ مِنَ الْعَرَبِ أَوْ مِنْ مَوَالِيهِمْ ، وَيُجْمَعُ الْأَعْرَابِيُّ عَلَى الْأَعْرَابِ وَالْأَعَارِيبِ ، وَالْأَعْرَابِيُّ إِذَا قِيلَ لَهُ : يَا عَرَبِيُّ ! فَرِحَ بِذَلِكَ وَهَشَّ لَهُ ، وَالْعَرَبِيُّ إِذَا قِيلَ لَهُ : يَا أَعْرَابِيُّ ! غَضِبَ لَهُ ، فَمَنْ نَزَلَ الْبَادِيَةَ أَوْ جَاوَرَ الْبَادِينَ وَظَعَنَ بِظَعْنِهِمْ وَانْتَوَى بِانْتِوَائِهِمْ فَهُمْ أَعْرَابٌ ، وَمَنْ نَزَلَ بِلَادَ الرِّيفِ وَاسْتَوْطَنَ الْمُدُنَ وَالْقُرَى الْعَرَبِيَّةَ وَغَيْرَهَا مِمَّنْ يَنْتَمِي إِلَى الْعَرَبِ : فَهُمْ عَرَبٌ وَإِنْ لَمْ يَكُونُوا فُصَحَاءَ ، وَقَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ :
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا ، فَهَؤُلَاءِ قَوْمٌ مِنْ بَوَادِي الْعَرَبِ قَدِمُوا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
الْمَدِينَةَ طَمَعًا فِي الصَّدَقَاتِ لَا رَغْبَةً فِي الْإِسْلَامِ فَسَمَّاهُمُ اللَّهُ تَعَالَى الْأَعْرَابَ ، وَمِثْلُهُمُ الَّذِينَ ذَكَرَهُمْ فِي سُورَةِ التَّوْبَةِ ، فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=97الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا الْآيَةَ ، قَالَ
الْأَزْهَرِيُّ : وَالَّذِي لَا يَفْرِقُ بَيْنَ الْعَرَبِ وَالْأَعْرَابِ وَالْعَرَبِيِّ وَالْأَعْرَابِيِّ رُبَّمَا تَحَامَلَ عَلَى الْعَرَبِ بِمَا يَتَأَوَّلَهُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ ، وَهُوَ لَا يُمَيِّزُ بَيْنَ الْعَرَبِ وَالْأَعْرَابِ وَلَا يَجُوزُ أَنْ يُقَالَ لِلْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ أَعْرَابٌ ؛ إِنَّمَا هُمْ عَرَبٌ ; لِأَنَّهُمُ اسْتَوْطَنُوا الْقُرَى الْعَرَبِيَّةَ وَسَكَنُوا الْمُدُنَ سَوَاءٌ مِنْهُمُ النَّاشِئُ بِالْبَدْوِ ، ثُمَّ اسْتَوْطَنَ الْقُرَى وَالنَّاشِئُ
بِمَكَّةَ ثُمَّ هَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ ، فَإِنْ لَحِقَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ بِأَهْلِ الْبَدْوِ بَعْدَ هِجْرَتِهِمْ وَاقْتَنَوْا نَعَمًا وَرَعَوْا مَسَاقِطَ الْغَيْثِ بَعْدَمَا كَانُوا حَاضِرَةً أَوْ مُهَاجِرَةً ؛ قِيلَ : قَدْ تَعَرَّبُوا ، أَيْ : صَارُوا أَعْرَابًا بَعْدَمَا كَانُوا عَرَبًا ، وَفِي الْحَدِيثِ : تَمَثَّلَ فِي خُطْبَتِهِ مُهَاجِرٌ لَيْسَ بِأَعْرَابِيٍّ جَعَلَ الْمُهَاجِرَ ضِدَّ الْأَعْرَابِيِّ ، قَالَ : وَالْأَعْرَابُ سَاكِنُو الْبَادِيَةِ مِنَ الْعَرَبِ الَّذِينَ لَا يُقِيمُونَ فِي الْأَمْصَارِ وَلَا يَدْخُلُونَهَا إِلَّا لِحَاجَةٍ ، وَالْعَرَبُ : هَذَا الْجِيلُ لَا وَاحِدَ لَهُ مِنْ لَفْظِهِ وَسَوَاءٌ أَقَامَ بِالْبَادِيَةِ وَالْمُدُنِ وَالنِّسْبَةُ إِلَيْهِمَا أَعْرَابِيٌّ وَعَرَبِيٌّ ، وَفِي الْحَدِيثِ :
ثَلَاثٌ مِنَ الْكَبَائِرِ مِنْهَا التَّعَرُّبُ بَعْدَ الْهِجْرَةِ هُوَ أَنْ يَعُودَ إِلَى الْبَادِيَةِ ، وَيُقِيمَ مَعَ الْأَعْرَابِ بَعْدَ أَنْ كَانَ مُهَاجِرًا ، وَكَانَ مَنْ رَجَعَ بَعْدَ الْهِجْرَةِ إِلَى مَوْضِعِهِ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ يَعُدُّونَهُ كَالْمُرْتَدِّ ، وَمِنْهُ حَدِيثُ
nindex.php?page=showalam&ids=119ابْنِ الْأَكْوَعِ : لَمَّا
قُتِلَ عُثْمَانُ خَرَجَ إِلَى
الرَّبَذَةِ وَأَقَامَ بِهَا ثُمَّ إِنَّهُ دَخَلَ عَلَى
الْحَجَّاجِ يَوْمًا فَقَالَ لَهُ : يَا
nindex.php?page=showalam&ids=119ابْنَ الْأَكْوَعِ ارْتَدَدْتَ عَلَى عَقِبَيْكَ وَتَعَرَّبْتَ ، قَالَ : وَيُرْوَى بِالزَّايِ وَسَنَذْكُرُهُ فِي مَوْضِعِهِ ، قَالَ : وَالْعَرَبُ : أَهْلُ الْأَمْصَارِ ، وَالْأَعْرَابُ مِنْهُمْ : سُكَّانُ الْبَادِيَةِ خَاصَّةً ، وَتَعَرَّبَ ، أَيْ : تَشَبَّهَ بِالْعَرَبِ ، وَتَعَرَّبَ بَعْدَ هِجْرَتِهِ ، أَيْ : صَارَ أَعْرَابِيًّا ، وَالْعَرَبِيَّةُ : هِيَ هَذِهِ اللُّغَةُ ، وَاخْتَلَفَ النَّاسُ فِي الْعَرَبِ لِمَ سُمُّوا عَرَبًا ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : أَوَّلُ مَنْ أَنْطَقَ اللَّهُ لِسَانَهُ بِلُغَةِ الْعَرَبِ
يَعْرُبُ بْنُ قَحْطَانَ وَهُوَ أَبُو
الْيَمَنِ كُلِّهِمْ ، وَهُمُ الْعَرَبُ الْعَارِبَةُ ، وَنَشَأَ
إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ مَعَهُمْ فَتَكَلَّمَ بِلِسَانِهِمْ ، فَهُوَ وَأَوْلَادُهُ الْعَرَبُ الْمُسْتَعْرِبَةُ ، وَقِيلَ : إِنَّ أَوْلَادَ
إِسْمَاعِيلَ نَشَئُوا بِعَرَبَةَ ، وَهِيَ مِنْ
تِهَامَةَ فَنُسِبُوا إِلَى بَلَدِهِمْ ، وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ :
خَمْسَةُ أَنْبِيَاءَ مِنَ الْعَرَبِ وَهُمْ : مُحَمَّدٌ وَإِسْمَاعِيلُ وَشُعَيْبٌ وَصَالِحٌ وَهُودٌ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ، وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ لِسَانَ الْعَرَبِ قَدِيمٌ ، وَهَؤُلَاءِ الْأَنْبِيَاءُ كُلُّهُمْ كَانُوا يَسْكُنُونَ بِلَادَ الْعَرَبِ ، فَكَانَ
شُعَيْبٌ وَقَوْمُهُ
[ ص: 83 ] بِأَرْضِ
مَدْيَنَ ، وَكَانَ
صَالِحٌ وَقَوْمُهُ بِأَرْضِ
ثَمُودَ يَنْزِلُونَ بِنَاحِيَةِ
الْحِجْرِ ، وَكَانَ
هُودٌ وَقَوْمُهُ
عَادٌ يَنْزِلُونَ
الْأَحْقَافَ مِنْ رِمَالِ
الْيَمَنِ ، وَكَانُوا أَهْلَ عَمَدٍ وَكَانَ
إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَالنَّبِيُّ الْمُصْطَفَى
مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ سُكَّانِ
الْحَرَمِ ، وَكُلُّ مَنْ سَكَنَ بِلَادَ الْعَرَبِ وَجَزِيرَتَهَا وَنَطَقَ بِلِسَانِ أَهْلِهَا فَهُمْ عَرَبٌ يَمَنُهُمْ وَمَعَدُّهُمْ ، قَالَ
الْأَزْهَرِيُّ : وَالْأَقْرَبُ عِنْدِي أَنَّهُمْ سُمُّوا عَرَبًا بِاسْمِ بَلَدِهِمُ الْعَرَبَاتِ ، وَقَالَ
إِسْحَاقُ بْنُ الْفَرَجِ :
عَرَبَةُ : بَاحَةُ الْعَرَبِ ، وَبَاحَةُ دَارِ أَبِي الْفَصَاحَةِ ،
إِسْمَاعِيلِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ ، وَفِيهَا يَقُولُ قَائِلُهُمْ :
وَعَرْبَةُ أَرْضٌ مَا يُحِلُّ حَرَامَهَا مِنَ النَّاسِ إِلَّا اللَّوْذَعِيُّ الْحُلَاحِلُ
.
يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُحِلَّتْ لَهُ
مَكَّةُ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ ثُمَّ هِيَ حَرَامٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، قَالَ : وَاضْطُرَّ الشَّاعِرُ إِلَى تَسْكِينِ الرَّاءِ مِنْ عَرَبَةَ فَسَكَّنَهَا ، وَأَنْشَدَ قَوْلَ الْآخَرِ :
وَرُجَّتْ بَاحَةُ الْعَرَبَاتِ رَجًّا تَرَقْرَقُ فِي مَنَاكِبِهَا الدِّمَاءُ
.
قَالَ : وَأَقَامَتْ
قُرَيْشٌ بِعَرَبَةَ فَتَنَّخَتْ بِهَا ، وَانْتَشَرَ سَائِرُ الْعَرَبِ فِي جَزِيرَتِهَا فَنُسِبُوا كُلُّهُمْ إِلَى
عَرَبَةَ ; لِأَنَّ أَبَاهُمْ
إِسْمَاعِيلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَا نَشَأَ وَرَبَلَ أَوْلَادُهُ فِيهَا فَكَثُرُوا فَلَمَّا لَمْ تَحْتَمِلْهُمُ الْبِلَادُ انْتَشَرُوا وَأَقَامَتْ
قُرَيْشٌ بِهَا ، وَرُوِيَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ :
قُرَيْشٌ هُمْ أَوْسَطُ الْعَرَبِ فِي الْعَرَبِ دَارًا ، وَأَحْسَنُهُ جِوَارًا ، وَأَعْرَبُهُ أَلْسِنَةً ، وَقَالَ
قَتَادَةُ : كَانَتْ
قُرَيْشٌ تَجْتَبِي ، أَيْ : تَخْتَارُ أَفْضَلَ لُغَاتِ الْعَرَبِ حَتَّى صَارَ أَفْضَلَ لُغَاتِهَا لُغَتُهَا فَنَزَلَ الْقُرْآنُ بِهَا ، قَالَ
الْأَزْهَرِيُّ : وَجَعَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْقُرْآنَ الْمُنْزَلَ عَلَى النَّبِيِّ الْمُرْسَلِ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَرَبِيًّا ; لِأَنَّهُ نَسَبَهُ إِلَى الْعَرَبِ الَّذِينَ أَنْزَلَهُ بِلِسَانِهِمْ ، وَهُمُ النَّبِيُّ
وَالْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ الَّذِينَ صِيغَةُ لِسَانِهِمْ لُغَةُ الْعَرَبِ - فِي بَادِيَتِهَا وَقُرَاهَا - الْعَرَبِيَّةُ ، وَجَعَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَرَبِيًّا ; لِأَنَّهُ مِنْ صَرِيحِ الْعَرَبِ ، وَلَوْ أَنَّ قَوْمًا مِنَ الْأَعْرَابِ الَّذِينَ يَسْكُنُونَ الْبَادِيَةَ حَضَرُوا الْقُرَى الْعَرَبِيَّةَ وَغَيْرَهَا وَتَنَاءَوْا مَعَهُمْ فِيهَا سُمُّوا عَرَبًا وَلَمْ يُسَمَّوْا أَعْرَابًا ، وَتَقُولُ : رَجُلٌ عَرَبِيُّ اللِّسَانِ : إِذَا كَانَ فَصِيحًا ، وَقَالَ
اللَّيْثُ : يَجُوزُ أَنْ يُقَالَ : رَجُلٌ عَرَبَانِيُّ اللِّسَانِ ، قَالَ : وَالْعَرَبُ الْمُسْتَعْرِبَةُ هُمُ الَّذِينَ دَخَلُوا فِيهِمْ بَعْدُ فَاسْتَعْرَبُوا ، قَالَ
الْأَزْهَرِيُّ : الْمُسْتَعْرِبَةُ عِنْدِي قَوْمٌ مِنَ الْعَجَمِ دَخَلُوا فِي الْعَرَبِ فَتَكَلَّمُوا بِلِسَانِهِمْ وَحَكَوْا هَيْئَاتِهِمْ وَلَيْسُوا بِصُرَحَاءَ فِيهِمْ ، وَقَالَ
اللَّيْثُ : تَعَرَّبُوا مِثْلُ اسْتَعْرَبُوا ، قَالَ
الْأَزْهَرِيُّ : وَيَكُونُ التَّعَرُّبُ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الْبَادِيَةِ بَعْدَمَا كَانَ مُقِيمًا بِالْحَضَرِ فَيُلْحَقَ بِالْأَعْرَابِ ، وَيَكُونُ التَّعَرُّبُ الْمُقَامَ بِالْبَادِيَةِ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
تَعَرَّبَ آبَائِي فَهَلَّا وَقَاهُمُ مِنَ الْمَوْتِ رَمْلَا عَالِجٍ وَزَرُودِ
.
يَقُولُ : أَقَامَ آبَائِي بِالْبَادِيَةِ ، وَلَمْ يَحْضُرُوا الْقُرَى ، وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10372275الثَّيِّبُ تُعْرِبُ عَنْ نَفْسِهَا ، أَيْ : تُفْصِحُ ، وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ :
الثَّيِّبُ يُعْرِبُ عَنْهَا لِسَانُهَا وَالْبِكْرُ تُسْتَأْمَرُ فِي نَفْسِهَا ، وَقَالَ
أَبُو عُبَيْدٍ : هَذَا الْحَرْفُ جَاءَ فِي الْحَدِيثِ يُعْرِبُ بِالتَّخْفِيفِ ، وَقَالَ
الْفَرَّاءُ : إِنَّمَا هُوَ يُعَرِّبُ بِالتَّشْدِيدِ ، يُقَالُ : عَرَّبْتُ عَنِ الْقَوْمِ : إِذَا تَكَلَّمْتَ عَنْهُمْ وَاحْتَجَجْتَ لَهُمْ ، وَقِيلَ : إِنَّ أَعْرَبَ مَعْنَى عَرَّبَ ، وَقَالَ
الْأَزْهَرِيُّ : الْإِعْرَابُ وَالتَّعْرِيبُ مَعْنَاهُمَا وَاحِدٌ ، وَهُوَ الْإِبَانَةُ ؛ يُقَالُ : أَعْرَبَ عَنْهُ لِسَانُهُ وَعَرَّبَ ، أَيْ : أَبَانَ وَأَفْصَحَ ، وَأَعْرَبَ عَنِ الرَّجُلِ : بَيَّنَ عَنْهُ ، وَعَرَّبَ عَنْهُ : تَكَلَّمَ بِحُجَّتِهِ ، وَحَكَى
ابْنُ الْأَثِيرِ عَنِ
ابْنِ قُتَيْبَةَ : الصَّوَابُ يُعْرِبُ عَنْهَا بِالتَّخْفِيفِ ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ الْإِعْرَابُ إِعْرَابًا لِتَبْيِينِهِ وَإِيضَاحِهِ ؛ قَالَ : وَكِلَا الْقَوْلَيْنِ لُغَتَانِ مُتَسَاوِيَتَانِ بِمَعْنَى الْإِبَانَةِ وَالْإِيضَاحِ ، وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ :
فَإِنَّمَا كَانَ يُعْرِبُ عَمَّا فِي قَلْبِهِ لِسَانُهُ ، وَمِنْهُ حَدِيثُ
التَّيْمِيِّ : كَانُوا يَسْتَحِبُّونَ أَنْ يُلَقِّنُوا الصَّبِيَّ حِينَ يُعْرِبُ أَنْ يَقُولَ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ ، أَيْ : حِينَ يَنْطِقُ وَيَتَكَلَّمُ ، وَفِي حَدِيثِ السَّقِيفَةِ : أَعْرَبُهُمْ أَحْسَابًا ، أَيْ : أَبْيَنُهُمْ وَأَوْضَحُهُمْ ، وَيُقَالُ : أَعْرِبْ عَمَّا فِي ضَمِيرِكَ ، أَيْ : أَبِنْ ، وَمِنْ هَذَا يُقَالُ لِلرَّجُلِ الَّذِي أَفْصَحَ بِالْكَلَامِ : أَعْرَبَ ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=1282أَبُو زَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ : يُقَالُ : أَعْرَبَ الْأَعْجَمِيُّ إِعْرَابًا وَتَعَرَّبَ تَعَرُّبًا وَاسْتَعْرَبَ اسْتِعْرَابًا : كُلُّ ذَلِكَ لِلْأَغْتَمِ دُونَ الصَّبِيِّ ، قَالَ : وَأَفْصَحَ الصَّبِيُّ فِي مَنْطِقِهِ إِذَا فَهِمْتَ مَا يَقُولُ أَوَّلَ مَا يَتَكَلَّمُ ، وَأَفْصَحَ الْأَغْتَمُ إِفْصَاحًا ؛ مِثْلُهُ ، وَيُقَالُ لِلْعَرَبِيِّ : أَفْصِحْ لِي ، أَيْ : أَبِنْ لِي كَلَامَكَ ، وَأَعْرَبَ الْكَلَامَ وَأَعْرَبَ بِهِ : بَيَّنَهُ ، أَنْشَدَ
أَبُو زِيَادٍ :
وَإِنِّي لَأَكْنِي عَنْ قَذُورَ بِغَيْرِهَا وَأُعْرِبُ أَحْيَانًا بِهَا فَأُصَارِحُ
.
وَعَرَّبَهُ كَأَعْرَبَهُ ، وَأَعْرَبَ بِحُجَّتِهِ ، أَيْ : أَفْصَحَ بِهَا وَلَمْ يَتَّقِ أَحَدًا ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15102الْكُمَيْتُ :
وَجَدْنَا لَكُمْ فِي آلِ حم آيَةً تَأَوَّلَهَا مِنَّا تَقِيٌّ مُعَرِّبُ
.
هَكَذَا أَنْشَدَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ كَمُكَلِّمٍ ، وَأَوْرَدَ
الْأَزْهَرِيُّ هَذَا الْبَيْتَ " تَقِيٌّ وَمُعْرِبُ " ، وَقَالَ : تَقِيٌّ يَتَوَقَّى إِظْهَارَهُ ، حَذَرَ أَنْ يَنَالَهُ مَكْرُوهٌ مِنْ أَعْدَائِكُمْ وَمُعْرَبٌ ، أَيْ : مُفْصِحٌ بِالْحَقِّ لَا يَتَوَقَّاهُمْ ، وَقَالَ
الْجَوْهَرِيُّ : مُعْرِبٌ مُفْصِحٌ بِالتَّفْصِيلِ وَتَقِيٌّ سَاكِتٌ عَنْهُ لِلتَّقِيَّةِ ، قَالَ
الْأَزْهَرِيُّ : وَالْخِطَابُ فِي هَذَا
لِبَنِي هَاشِمٍ حِينَ ظَهَرُوا عَلَى
بَنِي أُمَيَّةَ وَالْآيَةُ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=23قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ، وَعَرَّبَ مَنْطِقَهُ ، أَيْ : هَذَّبَهُ مِنَ اللَّحْنِ ، وَالْإِعْرَابُ الَّذِي هُوَ النَّحْوُ إِنَّمَا هُوَ الْإِبَانَةُ عَنِ الْمَعَانِي بِالْأَلْفَاظِ ، وَأَعْرَبَ كَلَامَهُ إِذَا لَمْ يَلْحَنْ فِي الْإِعْرَابِ ، وَيُقَالُ : عَرَّبْتُ لَهُ الْكَلَامَ تَعْرِيبًا وَأَعْرَبْتُ لَهُ إِعْرَابًا : إِذَا بَيَّنْتَهُ لَهُ حَتَّى لَا يَكُونَ فِيهِ حَضْرَمَةُ ، وَعَرُبَ الرَّجُلُ يَعْرُبُ عُرْبًا وَعُرُوبًا عَنْ
ثَعْلَبٍ وَعُرُوبَةً وَعَرَابَةً وَعُرُوبِيَّةً كَفَصُحَ ، وَعَرِبَ : إِذَا فَصُحَ بَعْدَ لُكْنَةٍ فِي لِسَانِهِ ، وَرَجُلٌ عَرِيبٌ مُعْرِبٌ ، وَعَرَّبَهُ : عَلَّمَهُ الْعَرَبِيَّةَ ، وَفِي حَدِيثِ
الْحَسَنِ أَنَّهُ قَالَ لَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16542الْبَتِّيُّ : مَا تَقُولُ فِي رَجُلٍ رُعِفَ فِي الصَّلَاةِ ؟ ; فَقَالَ
الْحَسَنُ : إِنَّ هَذَا يُعَرِّبُ النَّاسَ وَهُوَ يَقُولُ رُعِفَ ، أَيْ : يُعَلِّمُهُمُ الْعَرَبِيَّةَ وَيَلْحَنُ إِنَّمَا هُوَ رَعُفَ ، وَتَعْرِيبُ الِاسْمِ الْأَعْجَمِيِّ أَنْ تَتَفَوَّهَ بِهِ الْعَرَبُ عَلَى مِنْهَاجِهَا تَقُولُ : عَرَّبَتْهُ الْعَرَبُ وَأَعْرَبَتْهُ أَيْضًا وَأَعْرَبَ الْأَغْتَمُ وَعَرُبَ لِسَانُهُ بِالضَّمِّ عَرُوبَةً ، أَيْ : صَارَ عَرَبِيًّا ،
[ ص: 84 ] وَتَعَرَّبَ وَاسْتَعْرَبَ أَفْصَحَ ، قَالَ الشَّاعِرُ :
مَاذَا لَقِينَا مِنَ الْمُسْتَعْرِبِينَ ، وَمِنْ قِيَاسِ نَحْوِهِمُ هَذَا الَّذِي ابْتَدَعُوا
وَأَعْرَبَ الرَّجُلُ ، أَيْ : وُلِدَ لَهُ وَلَدٌ عَرَبِيُّ اللَّوْنِ ، وَفِي الْحَدِيثِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10372278لَا تَنْقُشُوا فِي خَوَاتِمِكُمْ عَرَبِيًّا ، أَيْ : لَا تَنْقُشُوا فِيهَا
مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ; لِأَنَّهُ كَانَ نَقْشَ خَاتَمِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَمِنْهُ حَدِيثُ
عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=2010896لَا تَنْقُشُوا فِي خَوَاتِمِكُمُ الْعَرَبِيَّةَ ، وَكَانَ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنُ عُمَرَ يَكْرَهُ أَنْ يَنْقُشَ فِي الْخَاتَمِ الْقُرْآنَ ، وَعَرَبِيَّةُ الْفَرَسِ : عِتْقُهُ وَسَلَامَتُهُ مِنَ الْهُجْنَةِ ، وَأَعْرَبَ : صَهَلَ فَعُرِفَ عِتْقُهُ بِصَهِيلِهِ ، وَالْإِعْرَابُ : مَعْرِفَتُكَ بِالْفَرَسِ الْعَرَبِيِّ مِنَ الْهَجِينِ إِذَا صَهَلَ ، وَخَيْلٌ عِرَابٌ مُعْرِبَةٌ ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ : وَالْمُعْرِبُ مِنَ الْخَيْلِ : الَّذِي لَيْسَ فِيهِ عِرْقُ هَجِينٍ وَالْأُنْثَى مُعْرِبَةٌ وَإِبِلٌ عِرَابٌ كَذَلِكَ ، وَقَدْ قَالُوا : خَيْلٌ أَعْرُبٌ وَإِبِلٌ أَعْرُبٌ ، قَالَ :
مَا كَانَ إِلَّا طَلْقُ الْإِهْمَادِ وَكَرُّنَا بِالْأَعْرُبِ الْجِيَادِ
حَتَّى تَحَاجَزْنَ عَنِ الرُّوَّادِ تَحَاجُزَ الرِّيِّ وَلَمْ تَكَادِ
.
حَوَّلَ الْإِخْبَارَ إِلَى الْمُخَاطَبَةِ ، وَلَوْ أَرَادَ الْإِخْبَارَ فَاتَّزَنَ لَهُ لَقَالَ : وَلَمْ تَكَدْ ، وَفِي حَدِيثِ
سَطِيحٍ : تَقُودُ خَيْلًا عِرَابًا ، أَيْ : عَرَبِيَّةً مَنْسُوبَةً إِلَى الْعَرَبِ ، وَفَرَّقُوا بَيْنَ الْخَيْلِ وَالنَّاسِ فَقَالُوا فِي النَّاسِ : عَرَبٌ وَأَعْرَابٌ ، وَفِي الْخَيْلِ : عِرَابٌ ، وَالْإِبِلُ الْعِرَابُ وَالْخَيْلُ الْعِرَابُ خِلَافُ الْبَخَاتِيِّ وَالْبَرَاذِينِ ، وَأَعْرَبَ الرَّجُلُ : مَلَكَ خَيْلًا عِرَابًا أَوْ إِبِلًا عِرَابًا أَوِ اكْتَسَبَهَا فَهُوَ مُعْرِبٌ ، قَالَ
الْجَعْدِيُّ :
وَيَصْهَلُ فِي مِثْلِ جَوْفِ الطَّوِيِّ صَهِيلًا تَبَيَّنَ لِلْمُعْرِبِ
يَقُولُ : إِذَا سَمِعَ صَهِيلَهُ مَنْ لَهُ خَيْلٌ عِرَابٌ عَرَفَ أَنَّهُ عَرَبِيٌّ ، وَالتَّعْرِيبُ : أَنْ يَتَّخِذَ فَرَسًا عَرَبِيًّا ، وَرَجُلٌ مُعْرِبٌ : مَعَهُ فَرَسٌ عَرَبِيٌّ ، وَفَرَسٌ مُعْرِبٌ : خَلَصَتْ عَرَبِيَّتُهُ ، وَعَرَّبَ الْفَرَسَ : بَزَّغَهُ ، وَذَلِكَ أَنْ تَنْسِفَ أَسْفَلَ حَافِرِهِ ، وَمَعْنَاهُ أَنَّهُ قَدْ بَانَ بِذَلِكَ مَا كَانَ خَفِيًّا مِنْ أَمْرِهِ لِظُهُورِهِ إِلَى مَرْآةِ الْعَيْنِ بَعْدَمَا كَانَ مَسْتُورًا ، وَبِذَلِكَ تُعْرَفُ حَالُهُ أَصُلْبٌ هُوَ أَمْ رِخْوٌ ، وَصَحِيحٌ هُوَ أَمْ سَقِيمٌ ، قَالَ
الْأَزْهَرِيُّ : وَالتَّعْرِيبُ تَعْرِيبُ الْفَرَسِ وَهُوَ أَنْ يُكْوَى عَلَى أَشَاعِرِ حَافِرِهِ فِي مَوَاضِعَ ثُمَّ يُبْزَغَ بِمِبْزَغٍ بَزْغًا رَفِيقًا لَا يُؤَثِّرُ فِي عَصَبِهِ لِيَشْتَدَّ أَشْعَرُهُ ، وَعَرَّبَ الدَّابَّةَ : بَزَغَهَا عَلَى أَشَاعِرِهَا ثُمَّ كَوَاهَا ، وَالْإِعْرَابُ وَالتَّعْرِيبُ : الْفُحْشُ ، وَالتَّعْرِيبُ وَالْإِعْرَابُ وَالْإِعْرَابَةُ وَالْعَرَابَةُ بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ : مَا قَبُحَ مِنَ الْكَلَامِ ، وَأَعْرَبَ الرَّجُلُ : تَكَلَّمَ بِالْفُحْشِ ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=197فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ ، هُوَ الْعِرَابَةُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ ، قَالَ : وَالْعِرَابَةُ كَأَنَّهُ اسْمٌ مَوْضُوعٌ مِنَ التَّعْرِيبِ وَهُوَ مَا قَبُحَ مِنَ الْكَلَامِ ، يُقَالُ مِنْهُ : عَرَّبْتُ وَأَعْرَبْتُ ، وَمِنْهُ حَدِيثُ
عَطَاءٍ : أَنَّهُ كَرِهَ الْإِعْرَابَ لِلْمُحْرِمِ ، وَهُوَ الْإِفْحَاشُ فِي الْقَوْلِ وَالرَّفَثُ ، وَيُقَالُ أَرَادَ بِهِ الْإِيضَاحَ وَالتَّصْرِيحَ بِالْهُجْرِ مِنَ الْكَلَامِ ، وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ الزُّبَيْرِ :
لَا تَحِلُّ الْعِرَابَةُ لِلْمُحْرِمِ ، وَفِي الْحَدِيثِ :
أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ كَانَ يَسُبُّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ : وَاللَّهِ لَتَكُفَّنَّ عَنْ شَتْمِهِ أَوْ لِأُرَحِّلَنَّكَ بِسَيْفِي هَذَا فَلَمْ يَزْدَدْ إِلَّا اسْتِعْرَابًا فَحَمَلَ عَلَيْهِ فَضَرَبَهُ وَتَعَاوَى عَلَيْهِ الْمُشْرِكُونَ فَقَتَلُوهُ ، الِاسْتِعْرَابُ : الْإِفْحَاشُ فِي الْقَوْلِ ، وَقَالَ
رُؤْبَةُ يَصِفُ نِسَاءً : جَمَعْنَ الْعَفَافَ عِنْدَ الْغُرَبَاءِ وَالْإِعْرَابَ عِنْدَ الْأَزْوَاجِ ، وَهُوَ مَا يُسْتَفْحَشُ مِنْ أَلْفَاظِ النِّكَاحِ وَالْجِمَاعِ ، فَقَالَ :
وَالْعُرْبُ فِي عَفَافَةٍ وَإِعْرَابِ
وَهَذَا كَقَوْلِهِمْ : خَيْرُ النِّسَاءِ الْمُتَبَذِّلَةُ لِزَوْجِهَا الْخَفِرَةُ فِي قَوْمِهَا ، وَعَرَّبَ عَلَيْهِ : قَبَّحَ قَوْلَهُ وَفِعْلَهُ ، وَغَيَّرَهُ عَلَيْهِ وَرَدَّهُ عَلَيْهِ ، وَالْإِعْرَابُ كَالتَّعْرِيبِ ، وَالْإِعْرَابُ : رَدُّكَ الرَّجُلَ عَنِ الْقَبِيحِ ، وَعَرَّبَ عَلَيْهِ : مَنَعَهُ ، وَأَمَّا حَدِيثُ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : مَا لَكَمَ إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّجُلَ يُخَرِّقُ أَعْرَاضَ النَّاسِ أَنْ لَا تُعَرِّبُوا عَلَيْهِ ، فَلَيْسَ مِنَ التَّعْرِيبِ الَّذِي جَاءَ فِي الْخَبَرِ ، وَإِنَّمَا هُوَ مِنْ قَوْلِكَ : عَرَّبْتُ عَلَى الرَّجُلِ قَوْلَهُ إِذَا قَبَّحْتَهُ عَلَيْهِ ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13721الْأَصْمَعِيُّ وَأَبُو زَيْدٍ فِي قَوْلِهِ : أَنْ لَا تُعَرِّبُوا عَلَيْهِ ، مَعْنَاهُ أَنْ لَا تُفْسِدُوا عَلَيْهِ كَلَامَهُ وَتُقَبِّحُوهُ ، وَمِنْهُ قَوْلُ
أَوْسِ بْنِ حَجَرٍ :
وَمِثْلُ ابْنِ عَثْمٍ إِنْ ذُحُولٌ تُذُكِّرَتْ وَقَتْلَى تِيَاسٍ عَنْ صِلَاحٍ تُعَرِّبُ
وَيُرْوَى : يُعَرِّبُ يَعْنِي أَنَّ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ قُتِلُوا مِنَّا وَلَمْ نَثَّئِرْ بِهِمْ وَلَمْ نَقْتُلِ الثَّأْرَ إِذَا ذُكِرَ دِمَاؤُهُمْ أَفْسَدَتِ الْمُصَالَحَةَ وَمَنَعَتْنَا عَنْهَا ، وَالصِّلَاحُ : الْمُصَالَحَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ : التَّعْرِيبُ التَّبْيِينُ وَالْإِيضَاحُ فِي قَوْلِهِ : الثَّيَّبُ تُعَرِّبُ عَنْ نَفْسِهَا ، أَيْ : مَا يَمْنَعُكُمْ أَنْ تُصَرِّحُوا لَهُ بِالْإِنْكَارِ وَالرَّدِّ عَلَيْهِ وَلَا تَسْتَأْثِرُوا ، قَالَ : وَالتَّعْرِيبُ الْمَنْعُ وَالْإِنْكَارُ فِي قَوْلِهِ أَنْ لَا تُعَرِّبُوا ، أَيْ : لَا تَمْنَعُوا ، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ عَنْ صِلَاحٍ تُعَرِّبُ ، أَيْ : تَمْنَعُ ، وَقِيلَ : الْفُحْشُ وَالتَّقْبِيحُ مَنْ عَرِبَ الْجُرْحُ إِذَا فَسَدَ ، وَمِنْهُ الْحَدِيثُ : أَنَّ رَجُلًا أَتَاهُ فَقَالَ : إِنَّ ابْنَ أَخِي عَرِبَ بَطْنُهُ ، أَيْ : فَسَدَ فَقَالَ : اسْقِهِ عَسَلًا ، وَقَالَ
شَمِرٌ : التَّعْرِيبُ أَنْ يَتَكَلَّمَ الرَّجُلُ بِالْكَلِمَةِ فَيُفْحِشَ فِيهَا أَوْ يُخْطِئَ فَيَقُولَ لَهُ الْآخَرُ : لَيْسَ كَذَا ، وَلَكِنَّهُ كَذَا لِلَّذِي هُوَ أَصْوَبُ ، أَرَادَ مَعْنَى حَدِيثِ
عُمَرَ أَنْ لَا تُعَرِّبُوا عَلَيْهِ ، قَالَ : وَالتَّعْرِيبُ مِثْلُ الْإِعْرَابِ مِنَ الْفُحْشِ فِي الْكَلَامِ ، وَفِي حَدِيثِ بَعْضِهِمْ : مَا أُوتِيَ أَحَدٌ مِنْ مُعَارَبَةِ النِّسَاءِ مَا أُوتِيتُهُ أَنَا ، كَأَنَّهُ أَرَادَ أَسْبَابَ الْجِمَاعِ وَمُقَدَّمَاتِهِ ، وَعَرِبَ الرَّجُلُ عَرَبًا فَهُوَ عَرِبٌ : اتَّخَمَ ، وَعَرِبَتْ مَعِدَتُهُ بِالْكَسْرِ عَرَبًا : فَسَدَتْ ، وَقِيلَ : فَسَدَتْ مِمَّا يَحْمِلُ عَلَيْهَا مِثْلُ ذَرِبَتْ ذَرَبًا فَهِيَ عَرِبَةٌ وَذَرِبَةٌ ، وَعَرِبَ الْجُرْحُ عَرَبًا وَحَبِطَ حَبْطًا : بَقِيَ فِيهِ أَثَرٌ بَعْدَ الْبُرْءِ وَنُكْسٌ وَعُفْرٌ ، وَعَرِبَ السَّنَامُ عَرَبًا إِذَا وَرِمَ وَتَقَيَّحَ ، وَالتَّعْرِيبُ : تَمْرِيضُ الْعَرِبِ وَهُوَ الذَّرِبُ الْمَعِدَةِ ، قَالَ
الْأَزْهَرِيُّ : وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ التَّعْرِيبُ عَلَى مَنْ يَقُولُ بِلِسَانِهِ الْمُنْكَرَ مِنْ هَذَا ; لِأَنَّهُ يُفْسِدُ عَلَيْهِ كَلَامُهُ كَمَا فَسَدَتْ مَعِدَتُهُ ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=1282أَبُو زَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ : فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا فَمَا عَرَّبَ عَلَيَّ أَحَدٌ ، أَيْ : مَا غَيَّرَ عَلَيَّ أَحَدٌ ، وَالْعِرَابَةُ وَالْإِعْرَابُ : النِّكَاحُ ، وَقِيلَ : التَّعْرِيضُ بِهِ ، وَالْعَرِبَةُ وَالْعَرُوبُ : كِلْتَاهُمَا الْمَرْأَةُ الضَّحَّاكَةُ ، وَقِيلَ : هِيَ الْمُتَحَبِّبَةُ إِلَى زَوْجِهَا الْمُظْهِرَةُ لَهُ ذَلِكَ ، وَبِذَلِكَ فُسِّرَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ :
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=37عُرُبًا أَتْرَابًا ،
[ ص: 85 ] وَقِيلَ : هِيَ الْعَاشِقَةُ لَهُ ، وَفِي حَدِيثِ
عَائِشَةَ : فَاقْدُرُوا قَدْرَ الْجَارِيَةِ الْعَرِبَةِ ، قَالَ
ابْنُ الْأَثِيرِ : هِيَ الْحَرِيصَةُ عَلَى اللَّهْوِ ، فَأَمَّا الْعُرُبُ : فَجَمْعُ عَرُوبٍ وَهِيَ الْمَرْأَةُ الْحَسْنَاءُ الْمُتَحَبِّبَةُ إِلَى زَوْجِهَا ، وَقِيلَ : الْعُرُبُ الْغَنِجَاتُ ، وَقِيلَ : الْمُغْتَلِمَاتُ ، وَقِيلَ : الْعَوَاشِقُ ، وَقِيلَ : هِيَ الشَّكِلَاتُ بِلُغَةِ
أَهْلِ مَكَّةَ وَالْمَغْنُوجَاتُ بِلُغَةِ
أَهْلِ الْمَدِينَةِ ، وَالْعَرُوبَةُ : مِثْلُ الْعَرُوبِ فِي صِفَةِ النِّسَاءِ ، وَقَالَ
اللِّحْيَانِيُّ : هِيَ الْعَاشِقُ الْغَلِمَةُ وَهِيَ الْعَرُوبُ أَيْضًا ،
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ قَالَ : الْعَرُوبُ الْمُطِيعَةُ لِزَوْجِهَا الْمُتَحَبِّبَةِ إِلَيْهِ ، قَالَ : وَالْعَرُوبُ أَيْضًا الْعَاصِيَةُ لِزَوْجِهَا الْخَائِنَةُ بِفَرْجِهَا الْفَاسِدَةُ فِي نَفْسِهَا ، وَأَنْشَدَ :
فَمَا خَلَفٌ مِنْ أُمِّ عِمْرَانَ سَلْفَعٌ مِنَ السُّودِ وَرْهَاءُ الْعِنَانِ عَرُوبُ
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13247ابْنُ سِيدَهْ : وَأَنْشَدَ
ثَعْلَبٌ هَذَا الْبَيْتَ وَلَمْ يُفَسِّرْهُ ، قَالَ : وَعِنْدِي أَنَّ عَرُوبَ فِي هَذَا الْبَيْتِ الضَّحَّاكَةُ ، وَهُمْ يَعِيبُونَ النِّسَاءَ بِالضَّحِكِ الْكَثِيرِ ، وَجَمْعُ الْعَرِبَةِ : عَرِبَاتٌ ، وَجَمْعُ الْعَرُوبِ : عُرُبٌ ، قَالَ :
أَعْدَى بِهَا الْعَرِبَاتُ الْبُدَّنُ
الْعُرُبُ وَتَعَرَّبَتِ الْمَرْأَةُ لِلرَّجُلِ : تَغَزَّلَتْ ، وَأَعْرَبَ الرَّجُلُ : تَزَوَّجَ امْرَأَةً عَرُوبًا ، وَالْعَرَبُ : النَّشَاطُ وَالْأَرَنُ ، وَعَرِبَ عَرَابَةً : نَشِطَ ، قَالَ :
كُلُّ طِمِرٍّ غَذَوَانٍ عَرَبُهُ
وَيُرْوَى : عَدَوَانٍ ، وَمَاءٌ عَرِبٌ : كَثِيرٌ ، وَالتَّعْرِيبُ : الْإِكْثَارُ مِنْ شُرْبِ الْعَرِبِ وَهُوَ الْكَثِيرُ مِنَ الْمَاءِ الصَّافِي ، وَنَهْرٌ عَرِبٌ : غَمْرٌ ، وَبِئْرٌ عَرِبَةٌ : كَثِيرَةُ الْمَاءِ وَالْفِعْلُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ عَرِبَ عَرَبًا فَهُوَ عَارِبٌ وَعَارِبَةٌ ، وَالْعَرَبَةُ بِالتَّحْرِيكِ : النَّهْرُ الشَّدِيدُ الْجَرْيِ ، وَالْعَرَبَةُ أَيْضًا : النَّفْسُ ، قَالَ
ابْنُ مَيَّادَةَ :
لَمَّا أَتَيْتُكَ أَرْجُو فَضْلَ نَائِلِكُمْ نَفَحْتَنِي نَفْحَةً طَابَتْ لَهَا الْعَرَبُ
وَالْعَرَبَاتُ : سُفُنٌ رَوَاكِدُ كَانَتْ فِي
دِجْلَةَ ، وَاحِدَتُهَا عَلَى لَفْظِ مَا تَقَدَّمَ ، عَرَبَةٌ . وَالتَّعْرِيبُ : قَطْعُ سَعَفِ النَّخْلِ وَهُوَ التَّشْذِيبُ ، وَالْعِرْبُ : يَبِيسُ الْبُهْمَى خَاصَّةً ، وَقِيلَ : يَبِيسُ كُلِّ بَقْلٍ ، الْوَاحِدَةُ عِرْبَةٌ ، وَقِيلَ : عِرْبُ الْبُهْمَى شَوْكُهَا ، وَالْعَرَبِيُّ : شَعِيرٌ أَبْيَضُ وَسُنْبُلُهُ حَرْفَانٌ عَرِيضٌ ، وَحَبُّهُ كِبَارٌ أَكْبَرُ مِنْ شَعِيرِ الْعِرَاقِ وَهُوَ أَجْوَدُ الشَّعِيرِ ، وَمَا بِالدَّارِ عَرِيبٌ وَمُعْرِبٌ ، أَيْ : أَحَدٌ ، الذَّكَرُ وَالْأُنْثَى فِيهِ سَوَاءٌ ، وَلَا يُقَالُ فِي غَيْرِ النَّفْيِ ، وَأَعْرَبَ سَقْيُ الْقَوْمِ إِذَا كَانَ مَرَّةً غِبًّا ، وَمَرَّةً خِمْسًا ثُمَّ قَامَ عَلَى وَجْهٍ وَاحِدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ : الْعَرَّابُ الَّذِي يَعْمَلُ الْعَرَابَاتِ وَاحِدَتُهَا عَرَابَةٌ ، وَهِيَ شُمُلُ ضُرُوعِ الْغَنَمِ ، وَعَرِبَ الرَّجُلُ إِذَا غَرِقَ فِي الدُّنْيَا ، وَالْعُرْبَانُ وَالْعُرْبُونُ وَالْعَرَبُونُ : كُلُّهُ مَا عُقِدَ بِهِ الْبَيْعَةُ مِنَ الثَّمَنِ ، أَعْجَمِيٌّ أُعْرِبَ ، قَالَ
الْفَرَّاءُ : أَعْرَبْتُ إِعْرَابًا وَعَرَّبْتُ تَعْرِيبًا إِذَا أَعْطَيْتَ الْعُرْبَانَ ، وَرُوِيَ عَنْ
عَطَاءٍ أَنَّهُ كَانَ يَنْهَى عَنِ الْإِعْرَابِ فِي الْبَيْعِ ، قَالَ
شَمِرٌ : الْإِعْرَابُ فِي الْبَيْعِ أَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ : إِنْ لَمْ آخُذْ هَذَا الْبَيْعَ بِكَذَا فَلَكَ كَذَا وَكَذَا مِنْ مَالِي ، وَفِي الْحَدِيثِ أَنَّهُ
nindex.php?page=hadith&LINKID=10372280نَهَى عَنْ بَيْعِ الْعُرْبَانِ ؛ هُوَ أَنْ يَشْتَرِيَ السِّلْعَةَ ، وَيَدْفَعَ إِلَى صَاحِبِهَا شَيْئًا عَلَى أَنَّهُ إِنْ أَمْضَى الْبَيْعَ حُسِبَ مِنَ الثَّمَنِ ، وَإِنْ لَمْ يُمْضِ الْبَيْعَ كَانَ لِصَاحِبِ السِّلْعَةِ وَلَمْ يَرْتَجِعْهُ الْمُشْتَرِي ، يُقَالُ : أَعْرَبَ فِي كَذَا وَعَرَّبَ وَعَرْبَنَ وَهُوَ عُرْبَانٌ وَعُرْبُونٌ وَعَرَبُونٌ ، وَقِيلَ : سُمِّيَ بِذَلِكَ ; لِأَنَّ فِيهِ إِعْرَابًا لِعَقْدِ الْبَيْعِ ، أَيْ : إِصْلَاحًا وَإِزَالَةَ فَسَادٍ لِئَلَّا يَمْلِكَهُ غَيْرُهُ بِاشْتِرَائِهِ ، وَهُوَ بَيْعٌ بَاطِلٌ عِنْدَ الْفُقَهَاءِ لِمَا فِيهِ مِنَ الشَّرْطِ وَالْغَرَرِ ، وَأَجَازَهُ
أَحْمَدُ ، وَرُوِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنِ عُمَرَ إِجَازَتُهُ ، قَالَ
ابْنُ الْأَثِيرِ : وَحَدِيثُ النَّهْيِ مُنْقَطِعٌ ، وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ : أَنَّ عَامِلَهُ
بِمَكَّةَ اشْتَرَى دَارًا لِلسِّجْنِ بِأَرْبَعَةِ آلَافٍ وَأَعْرَبُوا فِيهَا أَرْبَعَمِائَةٍ ، أَيْ : أَسْلَفُوا وَهُوَ مِنَ الْعُرْبَانِ ، وَفِي حَدِيثِ
عَطَاءٍ : أَنَّهُ كَانَ يَنْهَى عَنِ الْإِعْرَابِ فِي الْبَيْعِ ، وَيُقَالُ : أَلْقَى فُلَانٌ عَرَبُونَهُ إِذَا أَحْدَثَ ، وَعَرُوبَةُ وَالْعَرُوبَةُ : كِلْتَاهُمَا الْجُمْعَةُ ، وَفِي الصِّحَاحِ : يَوْمُ الْعَرُوبَةِ بِالْإِضَافَةِ ، وَهُوَ مِنْ أَسْمَائِهِمُ الْقَدِيمَةِ قَالَ :
أُؤَمِّلُ أَنْ أَعِيشَ وَأَنَّ يَوْمِي بِأَوَّلَ أَوْ بِأَهْوَنَ أَوْ جُبَارِ
أَوِ التَّالِي دُبَارِ فَإِنْ أَفُتْهُ فَمُؤْنِسِ أَوْ عَرُوبَةَ أَوْ شِيَارِ
أَرَادَ : فَبِمُؤْنِسٍ وَتَرَكَ صَرْفَهُ عَلَى اللُّغَةِ الْعَادِيَّةِ الْقَدِيمَةِ ، وَإِنْ شِئْتَ جَعَلْتَهُ عَلَى لُغَةِ مَنْ رَأَى تَرْكَ صَرْفِ مَا يَنْصَرِفُ ، أَلَا تَرَى أَنَّ بَعْضَهُمْ قَدْ وَجَّهَ قَوْلَ الشَّاعِرِ : .
. . . . . . . .
وَمِمَّنْ وَلَدُوا : عَامِرُ ذُو الطُّولِ وَذُو الْعَرْضِ
عَلَى ذَلِكَ ، قَالَ
أَبُو مُوسَى الْحَامِضُ : قُلْتُ
لِأَبِي الْعَبَّاسِ : هَذَا الشِّعْرُ مَوْضُوعٌ ، قَالَ : لِمَ ؟ قُلْتُ : لِأَنَّ مُؤْنِسًا وَجُبَارًا وَدُبَارًا وَشِيَارًا تَنْصَرِفُ وَقَدْ تَرَكَ صَرْفَهَا ، فَقَالَ : هَذَا جَائِزٌ فِي الْكَلَامِ فَكَيْفَ فِي الشِّعْرِ ؟ وَفِي حَدِيثِ الْجُمْعَةِ : كَانَتْ تُسَمَّى عَرُوبَةَ هُوَ اسْمٌ قَدِيمٌ لَهَا ، وَكَأَنَّهُ لَيْسَ بِعَرَبِيٍّ ، يُقَالُ : يَوْمُ عَرُوبَةٍ وَيَوْمُ الْعَرُوبَةِ ، وَالْأَفْصَحُ أَنْ لَا يَدْخُلَهَا الْأَلِفُ وَاللَّامُ ، قَالَ
السُّهَيْلِيُّ فِي الرَّوْضِ الْأُنُفِ :
كَعْبُ بْنُ لُؤَيٍّ جَدُّ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوَّلُ مَنْ جَمَّعَ يَوْمَ الْعَرُوبَةِ ، وَلَمْ تُسَمَّ الْعَرُوبَةَ إِلَّا مُذْ جَاءَ الْإِسْلَامُ ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ سَمَّاهَا الْجُمْعَةَ ، فَكَانَتْ
قُرَيْشٌ تَجْتَمِعُ إِلَيْهِ فِي هَذَا الْيَوْمِ فَيَخْطُبُهُمْ وَيُذَكِّرُهُمْ بِمَبْعَثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيُعْلِمُهُمْ أَنَّهُ مِنْ وَلَدِهِ ، وَيَأْمُرُهُمْ بِاتِّبَاعِهِ وَالْإِيمَانِ بِهِ ، وَيَنْشُدُ فِي هَذَا أَبْيَاتًا مِنْهَا :
يَا لَيْتَنِي شَاهِدٌ فَحْوَاءَ دَعْوَتِهِ إِذَا قُرَيْشٌ تُبَغِّي الْخَلْقَ خِذْلَانَا
قَالَ
ابْنُ الْأَثِيرِ : وَعَرُوبًا اسْمُ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ ، وَالْعَبْرَبُ : الْسُمَّاقُ ، وَقِدْرٌ عَرَبْرَبِيَّةٌ وَعَبْرَبِيَّةٌ ، أَيْ : سُمَّاقِيَّةٌ ، وَفِي حَدِيثِ
الْحَجَّاجِ قَالَ لِطَبَّاخِهِ : اتَّخِذْ لَنَا عَبْرَبِيَّةً وَأَكْثِرْ فَيْجَنَهَا ، الْعَبْرَبُ : السُّمَّاقُ وَالْفَيْجَنُ : السَّذَابُ ، وَالْعَرَابُ : حَمْلُ الْخَزَمِ وَهُوَ شَجَرٌ يُفْتَلُ مِنْ لِحَائِهِ الْحِبَالُ الْوَاحِدَةُ عَرَابَةٌ تَأْكُلُهُ الْقُرُودُ ، وَرُبَّمَا أَكَلَهُ النَّاسُ فِي الْمَجَاعَةِ ،
وَالْعَرَبَاتُ : طَرِيقٌ فِي جَبَلٍ بِطَرِيقِ
مِصْرَ ، وَعَرِيبٌ : حَيٌّ مِنَ
الْيَمَنِ ،
وَابْنُ الْعَرُوبَةِ : رَجُلٌ مَعْرُوفٌ ، وَفِي الصِّحَاحِ :
nindex.php?page=showalam&ids=12514ابْنُ أَبِي الْعَرُوبَةَ بِالْأَلِفِ وَاللَّامِ ، وَيَعْرُبُ : اسْمٌ ،
وَعَرَابَةُ بِالْفَتْحِ : اسْمُ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ مِنَ الْأَوْسِ ، قَالَ
الشَّمَّاخُ :
[ ص: 86 ] إِذَا
مَا رَايَةٌ رُفِعَتْ لِمَجْدٍ تَلَقَّاهَا عَرَابَةُ بِالْيَمِينِ