دقق : الدق : مصدر قولك دققت الدواء أدقه دقا ، وهو الرض . والدق : الكسر والرض في كل وجه ، وقيل : هو أن تضرب الشيء بالشيء حتى تهشمه ، دقه يدقه دقا ودققته فاندق . والتدقيق : إنعام الدق . والمدق والمدقة والمدق : ما دققت به الشيء ; قال : وقالوا المدق لأنهم جعلوه اسما له كالجلمود ، يعني أنه لو كان على الفعل لكان قياسه المدق أو المدقة لأنه مما يعتمل بها ، وهو أحد ما جاء من الأدوات التي يعتمل بها على مفعل بالضم ; قال سيبويه العجاج يصف الحمار والأتن :
يتبعن جأبا كمدق المعطير
يعني مدوك العطار ، حسب أنه يدق به ، وتصغيره مديق ، والجمع مداق . التهذيب : والمدق حجر يدق به الطيب ، ضم الميم لأنه جعل اسما ، وكذلك المنخل ، فإذا جعل نعتا رد إلى مفعل ; وقول رؤبة أنشده : ابن دريد
يرمي الجلاميد بجلمود مدق
استشهد به على أن المدق ما دققت به الشيء ، فإن كان ذلك فمدق بدل من جلمود ، والسابق إلي من هذا أنه مفعل من قولك حافر مدق أي يدق الأشياء ، كقولك رجل مطعن ، فإن كان كذلك فهو هنا صفة لجلمود ; قال الأزهري : مدق وأخواته وهي مسعط ومنخل ومدهن ومنصل ومكحلة جاءت نوادر ، بضم الميم ، وموضع العين من مفعل ، وسائر كلام العرب جاء على مفعل ومفعلة فيما يعتمل به نحو مخرز ومقطع ومسلة وما أشبهها . وفي حديث عطاء في الكيل قال : لا دق ولا زلزلة ; هو أن يدق ما في المكيال من المكيل حتى ينضم بعضه إلى بعض . والدقاقة : شيء يدق به الأرز . والدقوقة والدواق : البقر والحمر التي تدوس البر . والدقاقة والدقاق : ما اندق من الشيء ، وهو التراب اللين الذي كسحته الريح من الأرض . ودقق التراب : دقاقه ، واحدتها دقة ; قال رؤبة :
تبدو لنا أعلامه بعد الغرق في قطع الآل وهبوات الدقق
والدقاق : فتات كل شيء دق . والدقة والدقق : ما تسهك به الريح [ ص: 281 ] من الأرض ; وأنشد :
بساهكات دقق وجلجال
وفي مناجاة موسى - على نبينا وعليه الصلاة والسلام : سلني حتى الدقة ; هي بتشديد القاف : الملح المدقوق وهي أيضا ما تسحقه الريح من التراب . والدقة : مصدر الدقيق ، تقول : دق الشيء يدق دقة ، وهو على أربعة أنحاء في المعنى . والدقيق : الطحين . والرجل القليل الخير هو الدقيق . والدقيق : الأمر الغامض . والدقيق : الشيء لا غلظ له . وأهلمكة يسمون توابل القدر كلها دقة ; : الدقة التوابل وما خلط به من الأبزار نحو القزح وما أشبهه . والدقة : الملح وما خلط به من الأبزار ، وقيل : الدقة الملح المدقوق وحده . وما له دقة أي ما له ملح . وامرأة لا دقة لها إذا لم تكن مليحة . وإن فلانة لقليلة الدقة إذا لم تكن مليحة ، وقال ابن سيده كراع : رجل دقم مدقوق الأسنان على المثل مشتق من الدق ، والميم زائدة ، وهذا يبطله التصريف . والدق : كل شيء دق وصغر ; تقول : ما رزأته دقا ولا جلا . والدق : نقيض الجل ، وقيل : هو صغاره دون جله وجله ، وقيل : هو صغاره ورديئه ، شيء دق ودقيق ودقاق . ودق الشجر : صغاره ، وقيل : خساسه . وقال أبو حنيفة : الدق ما دق على الإبل من النبت ولان فيأكله الضعيف من الإبل والصغير والأدرد والمريض ، وقيل : دقه صغار ورقه ; قال جبيها الأشجعي :
فلو أنها قامت بظنب معجم نفى الجدب عنه دقه ، فهو كالح
ورواه : ابن دريد
فلو أنها طافت بنبت مشرشر نفى الدق عنه جدبه ، فهو كالح
المشرشر : الذي قد شرشرته الماشية أي أكلته . والدقيق : الطحن . والدقيقي : بائع الدقيق . قال : ولا يقال دقاق . ورجل دقيق بين الدق : قليل الخير بخيل ; قال : سيبويه
وإن جاءكم منا غريب بأرضكم لويتم له ، دقا ، جنوب المناخر
وشيء دقيق : غامض . والدقيق : الذي لا غلظ له خلاف الغليظ ، وكذلك الدقاق بالضم . والدق ، بالكسر ، مثله ، ومنه حمى الدق . قال : الفرق بين الدقيق والرقيق أن الدقيق خلاف الغليظ ، والرقيق خلاف الثخين ، ولهذا يقال حساء رقيق وحساء ثخين ، ولا يقال فيه حساء دقيق . ويقال : سيف دقيق المضرب ، ورمح دقيق ، وغصن دقيق كما تقول رمح غليظ وغصن غليظ ، وكذلك حبل دقيق وحبل غليظ ، وقد يوقع الدقيق من صفة الأمر الحقير الصغير فيكون ضده الجليل ; قال الشاعر : ابن بري
فإن الدقيق يهيج الجليل وإن الغريب إذا شاء ذل
وفي حديث معاذ قال : استدق الدنيا واجتهد رأيك ; أي احتقرها واستصغرها ، وهو استفعل من الشيء الدقيق . وقولهم : أخذت جله ودقه كما يقال أخذت قليله وكثيره . وفي حديث الدعاء : . وما له دقيقة ولا جليلة أي ما له شاة ولا ناقة . وأتيته فما أدقني ولا أجلني أي ما أعطاني إحداهما ، وقيل : أي ما أعطاني دقيقا ولا جليلا ; وقال اللهم اغفر لي ذنبي كله : دقه وجله يهجو قوما : ذو الرمة
إذا اصطظكت الحرب امرأ القيس ، أخبروا عضاريط ، إذ كانوا رعاء الدقائق
أراد أنهم رعاء الشاء والبهم . ودققت الشيء وأدققته : جعلته دقيقا . وقد دق يدق دقة : صار دقيقا وأدقه غيره ودققه . المفضل : الدقداق صغار الأنقاء المتراكمة . : الدققة المظهرون أقذال الناس أي عيوبهم ، واحدها قذل . ودق الشيء يدقه إذا أظهره ; ومنه قول ابن الأعرابي زهير :
ودقوا بينهم عطر منشم
أي أظهروا العيوب والعداوات . ويقال في التهدد : لأدقن شقورك أي لأظهرن أمورك . ومستدق الساعد : مقدمه مما يلي الرسغ . ومستدق كل شيء : ما دق منه واسترق . واستدق الشيء أي صار دقيقا ; والعرب تقول للحشو من الإبل الدقة . والمدق : القوي . والدقدقة : حكاية أصوات حوافر الدواب في سرعة ترددها مثل الطقطقة . والمداقة في الأمر : التداق . والمداقة : فعل بين اثنين ، يقال : إنه ليداقه الحساب .