( فصل ) :
وأما طواف الزيارة فالكلام فيه في مواضع في .
nindex.php?page=treesubj&link=3272_24116_3711_3522بيان أنه ركن وفي بيان ركنه ، وفي بيان شرائطه ، وواجباته ، وسننه ، وفي بيان مكانه ، وفي بيان زمانه ، وفي بيان مقداره ، وفي بيان حكمه إذا فات عن أيام النحر أما الأول فالدليل على أنه ركن قوله تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=29وليطوفوا بالبيت العتيق }
والمراد منه طواف الزيارة بالإجماع ، ولأنه تعالى أمر الكل بالطواف
[ ص: 128 ] فيقتضي الوجوب على الكل ، وطواف اللقاء لا يجب أصلا ، وطواف الصدر لا يجب على الكل ; لأنه لا يجب على أهل
مكة فيتعين طواف الزيارة مرادا بالآية ، وقوله تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=97ولله على الناس حج البيت } ، والحج في اللغة هو : القصد ، وفي عرف الشرع هو : زيارة
البيت ، والزيارة هي القصد إلى الشيء للتقرب قال الشاعر :
ألم تعلمي يا أم سعد بأنما تخاطأني ريب الزمان لأكثرا وأشهد من عوف حلولا كثيرة
يحجون بيت الزبرقان المزعفرا
، وقوله : " يحجون " أي يقصدون ذلك
البيت للتقرب فكان حج
البيت هو القصد إليه للتقرب به ، وإنما يقصد
البيت للتقرب بالطواف به فكان الطواف به ركنا ، والمراد به طواف الزيارة لما بينا ، ولهذا يسمى في عرف الشرع : طواف الركن فكان ركنا .
وكذا الأمة أجمعت على كونه ركنا ، ويجب على أهل
الحرم ، وغيرهم لعموم قوله تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=29وليطوفوا بالبيت العتيق } .
وقوله عز وجل : {
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=97ولله على الناس حج البيت }
( فَصْلٌ ) :
وَأَمَّا طَوَافُ الزِّيَارَةِ فَالْكَلَامُ فِيهِ فِي مَوَاضِعَ فِي .
nindex.php?page=treesubj&link=3272_24116_3711_3522بَيَانِ أَنَّهُ رُكْنٌ وَفِي بَيَانِ رُكْنِهِ ، وَفِي بَيَانِ شَرَائِطِهِ ، وَوَاجِبَاتِهِ ، وَسُنَنِهِ ، وَفِي بَيَانِ مَكَانِهِ ، وَفِي بَيَانِ زَمَانِهِ ، وَفِي بَيَانِ مِقْدَارِهِ ، وَفِي بَيَانِ حُكْمِهِ إذَا فَاتَ عَنْ أَيَّامِ النَّحْرِ أَمَّا الْأَوَّلُ فَالدَّلِيلُ عَلَى أَنَّهُ رُكْنٌ قَوْله تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=29وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ }
وَالْمُرَادُ مِنْهُ طَوَافُ الزِّيَارَةِ بِالْإِجْمَاعِ ، وَلِأَنَّهُ تَعَالَى أَمَرَ الْكُلَّ بِالطَّوَافِ
[ ص: 128 ] فَيَقْتَضِي الْوُجُوبَ عَلَى الْكُلِّ ، وَطَوَافُ اللِّقَاءِ لَا يَجِبُ أَصْلًا ، وَطَوَافُ الصَّدْرِ لَا يَجِبُ عَلَى الْكُلِّ ; لِأَنَّهُ لَا يَجِبُ عَلَى أَهْلِ
مَكَّةَ فَيَتَعَيَّنُ طَوَافُ الزِّيَارَةِ مُرَادًا بِالْآيَةِ ، وقَوْله تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=97وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ } ، وَالْحَجُّ فِي اللُّغَةِ هُوَ : الْقَصْدُ ، وَفِي عُرْفِ الشَّرْعِ هُوَ : زِيَارَةُ
الْبَيْتِ ، وَالزِّيَارَةُ هِيَ الْقَصْدُ إلَى الشَّيْءِ لِلتَّقَرُّبِ قَالَ الشَّاعِرُ :
أَلَمْ تَعْلَمِي يَا أُمَّ سَعْدٍ بِأَنَّمَا تَخَاطَأَنِي رَيْبُ الزَّمَانِ لِأَكْثُرَا وَأَشْهَدُ مِنْ عَوْفٍ حُلُولًا كَثِيرَةً
يَحُجُّونَ بَيْتَ الزِّبْرِقَانِ الْمُزَعْفَرَا
، وَقَوْلُهُ : " يَحُجُّونَ " أَيْ يَقْصِدُونَ ذَلِكَ
الْبَيْتَ لِلتَّقَرُّبِ فَكَانَ حَجُّ
الْبَيْتِ هُوَ الْقَصْدَ إلَيْهِ لِلتَّقَرُّبِ بِهِ ، وَإِنَّمَا يُقْصَدُ
الْبَيْتُ لِلتَّقَرُّبِ بِالطَّوَافِ بِهِ فَكَانَ الطَّوَافُ بِهِ رُكْنًا ، وَالْمُرَادُ بِهِ طَوَافُ الزِّيَارَةِ لِمَا بَيَّنَّا ، وَلِهَذَا يُسَمَّى فِي عُرْفِ الشَّرْعِ : طَوَافَ الرُّكْنِ فَكَانَ رُكْنًا .
وَكَذَا الْأُمَّةُ أَجْمَعَتْ عَلَى كَوْنِهِ رُكْنًا ، وَيَجِبُ عَلَى أَهْلِ
الْحَرَمِ ، وَغَيْرِهِمْ لِعُمُومِ قَوْله تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=29وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ } .
وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=97وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ }