الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                معلومات الكتاب

                                                                                                                                بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع

                                                                                                                                الكاساني - أبو بكر مسعود بن أحمد الكاساني

                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                ولو - اشترى دارا فرأى خارجها أو بستانا فرأى خارجه ورءوس الأشجار فلا خيار له ، كذا ذكر في ظاهر الرواية ; لأن الدار شيء واحد وكذا البستان فكان رؤية البعض رؤية الكل ، إلا أن مشايخنا قالوا إن هذا مؤول وتأويله أن لا يكون في داخل الدار بيوت وأبنية فيحصل المقصود برؤية الخارج ، فأما إذا كان داخلها أبنية فله الخيار ما لم ير داخلها ; لأن الداخل هو المقصود من الدار والخارج كالتابع له بمنزلة الثوب المعلم إذا رأى كله إلا علمه كان له الخيار ; لأن العلم هو المقصود منه وذكر الكرخي أن أبا حنيفة عليه الرحمة أجاب على عادة أهل الكوفة في زمنه ، فإن دورهم في زمنه كانت لا تختلف في البناء ، وكانت على تقطيع واحد وهيئة واحدة ، وإنما كانت تختلف في الصغر والكبر ، والعلم به يحصل برؤية الخارج .

                                                                                                                                وأما الآن فلا بد من رؤية داخل الدار ، وهو الصحيح لاختلاف الأبنية في داخل الدور في زماننا اختلافا فاحشا فرؤية الخارج لا تفيد العلم بالداخل ، والله - عز وجل - أعلم هذا إذا كان المشترى شيئا واحدا فرأى بعضه .

                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                الخدمات العلمية