الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                معلومات الكتاب

                                                                                                                                بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع

                                                                                                                                الكاساني - أبو بكر مسعود بن أحمد الكاساني

                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                وإذا فرغنا من فصول الإحرام وما يتصل به فلنرجع إلى ما كنا فيه ، وهو بيان شرائط الأركان ، وقد ذكرنا جملة منها فمنها : الإسلام ومنها : العقل ومنها : النية ومنها : الإحرام ، وقد ذكرناه بجميع فصوله وعلائقه وما اتصل به ومنها : .

                                                                                                                                الوقت فلا يجوز الوقوف بعرفة قبل يوم عرفة ، ولا طواف الزيارة قبل يوم النحر ، ولا أداء شيء من أفعال الحج قبل وقته ; لأن الحج عبادة مؤقتة قال الله تعالى { الحج أشهر معلومات } والعبادات المؤقتة لا يجوز أداؤها قبل أوقاتها كالصلاة والصوم .

                                                                                                                                وكذا إذا فات الوقوف بعرفة عن وقته الذي ذكرناه فيما تقدم لا يجوز الوقوف في يوم آخر ، ويفوت الحج في تلك السنة إلا لضرورة الاشتباه استحسانا بأن اشتبه عليهم هلال ذي الحجة فوقفوا ثم تبين أنهم وقفوا يوم النحر على ما ذكرنا فيما تقدم ، وأما طواف الزيارة إذا فات عن أيام النحر فإنه يجوز في غيرها لكن يلزمه الدم في قول أبي حنيفة بالتأخير على ما مر وأشهر الحج شوال وذو القعدة وعشر من ذي الحجة كذا روي عن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم منهم : عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير رضي الله عنهم وكذا روي عن جماعة من التابعين مثل الشعبي ومجاهد وإبراهيم وينبني أيضا على معرفة أشهر الحج الإحرام بالحج قبل أشهر الحج وقد ذكرنا [ ص: 212 ] الاختلاف فيه فيما تقدم .

                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                الخدمات العلمية