[ ص: 552 ] وتنصر قسطنطين ، وأمر ببناء الكنائس ، في كل بلد وأن يخرج من بيت المال الخراج فيما يعمل به أبنية الكنائس ، وقام بدين النصرانية حتى ضرب بجرانه في زمانه ، فلما تم له خمس عشرة سنة من ملكه ، ماج النصارى في أمر المسيح واضطربوا ، فأمر بالمجمع في مدينة ( نيقية ) وهي التي رتبت فيها الأمانة بعد هذا المجمع - كما سيأتي - فأراد آريوس أن يدخل معهم فمنعه بترك الإسكندرية ، وقال إن بطرس قال لهم : إن الله لعن آريوس ، فلا تقبلوه ولا تدخلوه الكنيسة .
وكان بالإسكندرية وأسيوط من عمل مصر أسقف يقول بقول آريوس فلعنه أيضا ، وكان بالإسكندرية هيكل عظيم على اسم زحل ، وكان فيه صنم من نحاس يسمى ( ميكائيل ) ، وكان أهل مصر و أهل الإسكندرية في اثني عشر من شهر هتور ، وهو تشرين الثاني ، يعيدون لذلك الصنم عيدا عظيما ، ويذبحون له الذبائح ، فلما ظهرت النصرانية بالإسكندرية أراد بتركها أن يكسر الصنم ويبطل الذبائح له ، فامتنع عليه أهلها ، فاحتال عليهم بحيلة ، وقال : لو جعلتم هذا العيد لميكائيل ملك الله لكان أولى ، فإن هذا الصنم لا ينفع ولا يضر ، فأجابوه فكسر الصنم وجعل منه صليبا ، وسمى الهيكل كنيسة ميكائيل .